الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية"حابي" إله النيل

اوستراكا مصور عليها
اوستراكا مصور عليها المعبود حابي

يحتفل المصريون في أغسطس من كل عام بعيد وفاء النيل،وهو أحد الأعياد المصرية التي ترجع إلى العهد المصري القديم منذ سبعة الآف عام,وما زال المصريون يحتفلون به حتى اليوم،وإن لم يتغير من الاحتفال سوى أن المصريين لم يعودوا يلقون بعروسِ خشبية في النيل،بل اقتصر الأمر على الاحتفال على ضفاف النهر.

هذه العروس الخشبية كانت فتاة حية قبل آلاف السنين،حيث كانت تلقي في النهر شكرا له علي فيضانه بالخير علي مصر،حيث كان الفراعنة يقدسون نهر النيل كونه كان مصدر الحياه لهم،وإنخذوا رمزا له هو الإله"حابي"ومثلوه برجل ذو جسم قوي وعضلات بارزة،وظل الإحتفال مستمرا بهذا العيد لتلقي في النهر،حتي تم التوقف عن ذلك في عصور لاحقة لتصبح عروس خشبية ثم إنتهي الأمر حاليا إلي إحتفال فقط علي ضفاف النهر .

وفي إحدي كتاباته،وصف المؤرخ ابن إياس ليلة من ليالي القاهرة المملوكية المحتفلة بالنيل والتي خرجت فيها دهبية "سفينة" سلطان مصر وعامت من بولاق وهي متزينة بالورد والأعلام واستقبلها الأمراء بالطبل والزمامير عند مقياس فيضان النيل وصفها ابن اياس بإنها كانت ليلة من الليالي التي لا تنسى وقال فيها "من بر مصر ومقياس يقابله .. كان التقابل بين النور والنور".

و"حـابى"هو رب النيـل والفيضـان عند الفراعنة المصريين القدماء ومعناه السعيد أو جالب السعادة،وهو أحد الأبناء الأربعة لحورس المذكورين في النصوص الجنائزية، وخصوصًا على الجرار التابوتية التي تحوي أحشاء الميت. جرة حاپي مخصصة لحفظ الرئتين. حاپي أيضًا هو حامي الشمال. وهو تحت وصاية الربة نفتيس.

وكان يتم تصوير"حابي"في صورة إنسان يحمل فوق رأسه نباتات مائية. ويظهر جسده معالم الجنس الذكري والأنثوي في نفس الوقت،فتظهر ملامح الذكورة في عضلات أرجله وذراعيه، وتظهر ملامح الأنوثة في الصدر والبطن، وهي ترمز إلى الأرض التي تم إخصابها بمياه الفيضان.

ومنذ بداية الأسرة الخامسة، صور المعبود "حابى" ضمن عدد من أرباب الخصوبة الآخرين في المعبد الجنائزى للملك "ساحو رع"، في السجل السفلى لجدران المعبد؛ حيث نجد تصويرًا له بين عدد من أرباب الخصوبة الآخرين، وهم يحملون التقدمة للمعبد كهبة وإمدادات لصاحب المعبد. وأحيانًا ما نجد تماثيل "حعبى" وهو يحمل مائدة عليها مختلفة أصناف القرابين.

ومنذ الأسرة التاسعة عشرة نجد ظهورًا لنقش يمثل شكلين للمعبود "حابى"؛ أحدهما يميز ببردى "مصر السفلى"، والآخر مميز بالنبات الرامز لمصر العليا. ونجد الشكلين الممثلين يعقدان أو يربطان قطرى مصر معًا من خلال عقد رمزى مصر السفلى ومصر العليا معًا حول العلامة الهيروغليفية التى تنطق "سما"، والتى كانت ترمز لمعنى "الوحدة" بين شطرى البلاد. وكثيرًا ما نجد هذا التمثيل مصورًا على جدران المعابد، أو على قواعد التماثيل الملكية الكبرى ، وكراسى العرش.

وكثيرا ما تم تجسيد حابي على كرسي العرش، وهو يقوم بربط زهرة اللوتس ونبات البردي مع رمز الوحدة. ويرمز هذا إلى دوره في توحيد الجزء الشمالي والجنوبي للبلاد. وكان حابى يعيش في الكهف الذى يخرج منه فيضان النيل. ولم يتم إنشاء أي معبد خاص للرب حابي،وكانوا يصورونه على هيئه شخص بدين منبعج البطن ذي ثديين متدليين ولونوه بلون أخضر وأزرق أي بلون مياه الفيضان وكان عاري الجسم طويل الشعر أشبه بصياد السمك في المستنقعات .

وكان "حابى" يُعبد عادةً في الأماكن التى يكون فيها النيل عنيفًا، مثل منطقة "جبل السلسلة"، وقرب منبع النهر، حيث كان يفترض أن هذا المعبود يسكن في كهف بالقرب من "أسوان". وبخلاف ذلك قُدس "حابى" في العديد من المعابد الكبرى خارج أماكن عبادته الرئيسية، ووردت الإشارة إليه في العديد من الترانيم الدينية في الاحتفالات المختلفة على مدار العام.