الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللغة العربية في عيون المفكرين والشعراء.. "نزار": تضايقهم لأنهم لا يستطيعون قراءتها.. "حجازي": تحتل المركز الخامس عالميا.. و"مندور": الضعف في اللغة ظاهرة عامة

صدى البلد

احتلت اللغة العربية منزلة كبيرة لدى كبار الكتاب، والمفكرين والباحثين، لما لها من مكانة كبيرة في العالم، حيث تعد من أهم لغات العالم، وفي يومها العالمي الذي مر أمس، نرصد لكم أهم ما كتب عن اللغة العربية.

وقال الشاعر الكبير نزار قباني: "إن اللغة العربية تضايقهم لأنهم لا يستطيعون قراءتها.. والعبارة العربية تزعجهم لأنهم لا يستطيعون تركيبها.. وهم مقتنعون أن كل العصور التي سبقتهم هي عصور انحطاط، وأنَّ كل ما كتبه العرب من شعر منذ الشنفرى حتى اليوم.. هو شعر رديء ومنحط، تسأل الواحد منهم عن المتنبي، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنك تحدثه عن الزائدة الدودية، وحين تسأله عن (الأغاني) و(العقد الفريد) و(البيان والتبيين) و(نهج البلاغة) و(طوق الحمامة) يرد عليك بأنه لا يشتري اسطوانات عربية ولا يحضر أفلامًا عربية!! إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب، ويريدون أن يخوضوا البحر وهم يتزحلقون بقطرة ماء، ويبشرون بثورة ثقافية تحرق الأخضر واليابس، وثقافتهم لا تتجاوز باب المقهى الذي يجلسون فيه، وعناوين الكتب المترجمة التي سمعوا عنها".

ويقول الدكتور محمود فهمي حجازي شيخ شيوخ علم اللغة العربية وعلم اللغة الحديث في الجامعات العربية والعالمية: "اللغة العربية من حيث عدد المتحدثين بها، كلغة أولى أو ثانية، تحتل المركز الخامس بين لغات العالم، وهذا موقع متقدم جدا، أما الإنتاج العلمي المكتوب باللغة العربية ففي حاجة لأن يضاعف عدة مرات، وللأسف فإن السلوك الاجتماعي داخل البلاد العربية مضطرب للغاية، هناك كثيرون يتخيلون أن هناك اختيارا بين أن يعرف الإنسان اللغة العربية، وأن يعرف لغة أجنبية أخرى. هذا الاختيار غير وارد على الإطلاق. 

أنا عشت أكثر من نصف عمري خارج البلاد العربية، تعلمت أكثر سنوات حياتي في ألمانيا، وطه حسين له إنتاج علمي نعرفه بالعربية، وله أيضا إنتاج علمي نعرفه بالفرنسية. الإنسان المعاصر في مصر والبلاد العربية يحتاج في المقام الأول، إذا كان يحترم نفسه، وإذا كان يتعامل بالاحترام اللائق مع تكوينه الشخصي وهويته الثقافية والاجتماعية، أن يتقن لغته العربية الأم".

وكتب الراحل د.محمد مندور عن مشكلة جهل الكتّاب والأدباء باللغة التي يكتبون بها قائلا: "والضعف في اللُّغة ظاهرة عامَّة، لست أدري كيف لا تتوفر كافة الجهود وتعمل المستحيل للتخلص منه، وذلك لأننا لا نعرف أدبًا ارتفع إلى مستوى عالمي أو شبه عالمي مع جهل أصحابه باللُّغة التي يكتبون بها، ولقد رأيت شُبَّان اللغات العالمية يتقنون لغتهم إلى حد الكمال بمجرَّد انتهائهم من مرحلة التعليم الثانوي، فالشاب الفرنسي أو الإنجليزي رأيته عند الالتحاق بالجامعة يملك لغته ويجيد التصرف فيها واستخدامها للتعبير عن أدقِّ المشاعر وأرهف الخواطر التي تختلج في نفسه، كما يملك من مفردات تلك اللُّغة ما يعينه على وصف أدقِّ المشاهد دون أن يخطئ في نحو أو يتعثر في إملاء، وأما شبابنا فلا يخلو ما يكتبونه أو لا يكاد يخلو من خطأ نحوي أو خطأ في الإملاء، وكأنهم أعاجم، حتى أصبحت أعتقد اعتقادًا جازمًا بأن المناقشات التي تدور باستمرار حول العامِّية والفُصْحَى لا تعود إلى اختلافات في أوجه النظر الفنية أو الاجتماعية بل تعود إلى الجهل باللُّغة الفُصْحَى، والتسليم بهذا الجهل ولو بين الإنسان ونفسه، واليأس أو شبه اليأس من تعلُّمها تعلُّمًا صحيحًا كاملًا، وفي النهاية الكسل والتكاسل عن بذل المجهود اللازم لتعلُّمها، مع توهُّم أن استخدام اللُّغة العامِّية على نحو فني جميل أسهل من استخدام الفُصْحَى، رغم خطر هذا الرأي لأن اللُّغة العامِّية ذاتها ربما كان استخدامها استخدامًا فنِّيًّا أشقَّ من استخدام الفُصْحَى، وأكثر حاجة إلى موهبة لغوية خارقة".

جاء ذلك في مقاله "مناقشات العَامِّيَّة والفُصْحَي.. سَببها الجهْل باللُّغة .. وأدباء.. لا يعرفون اللُّغة التي يكتبون بها!".