قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محاكمة 30 يونيو


يعيش المصريون هذه الأيام الذكري الأولي لأحداث 30 يونيو التي أسقطت حكم الاخوان وأطاحت بأول رئيس مدني لمصر بعد عام واحد من انتخابه.
لم تكن 30 يونيو مجرد ثورة اذا اعتبرناها ثورة كما يزعم مؤيدوها، بل هي حدث تاريخي لا يمكن ان يتجاوزه التاريخ المصري والعالمي فهي أولا أصغر ثورة عاشها المصريون، حيث لم تستمر اكثر من 4 أيام بداية من 30 يونيو وحتي اعلان السيسي وزير الدفاع وقتئذ الاطاحة بمرسي وإسقاط الدستور وحل مجلس الشوري.
كما كان بيان 3 يوليو اعلانا رسميا بتقسيم مصر ما بين مؤيد للثورة وداعم لها وبين معارض يعتبرها انقلابا، وعلي الرغم من الكثرة العددية للطرفين فإن القوات المسلحة بقيادة السيسي فضلت الانحياز لطرف دون آخر في سقطة تاريخية لن يغفرها التاريخ.
واليوم وبعد عام من هذه الاحداث يفرض علينا العقل والمنطق اعادة تقييم ما حدث وتأثيراته علي الواقع المصري وماذا حققت هذه الثورة - ان جاز التعبير- للمصريين وكيف أضر هذا الانقلاب - ان جاز التعبير ايضا - بمستقبل الديمقراطية بمصر.
باستعراض سريع لمجريات الاحداث منذ 30 يونيو 2013 وحتي الان نجد ان السبب الاساسي في الدعوة للمظاهرات كان الاعلان الدستوري الذي اصدره مرسي وحصن من خلاله قراراته من الطعن وهو الامر غير المقبول دستوريا ولا قانونيا .
نجح مرسي بغباء منقطع النظير في حشد كل القوي السياسية ضده بعد هذا الاعلان وتشكلت جبهة الانقاذ وتم تدشين حملة تمرد للمطالبة بإسقاطه واجراء انتخابات رئاسية مبكرة .
وانتشرت استمارات تمرد في كل مكان بدعم مستتر من بعض مؤسسات الدولة ومعلن من بعض رجال الاعمال ولم يفكر احد بالطبع ان يسأل عن مصادر تمويل الحركة باعتبار انها تؤدي مهمة قومية !.
وبنظرة سريعة لاستمارة تمرد التي اسقطت عرش الاخوان نجد ان لديها مبررات مقنعة لإسقاط الرئيس الفاشل العاجز عن ادارة مصر ، فبحسب نص الاستمارة "عشان الأمن لسة مرجعش ..والفقير لسه مالوش مكان..وحق الشهدا لسه مرجعش..ولسه بنشحت من بره ..والاقتصاد انهار.. لهذه الاسباب مش عايزينك يا مرسي".
وبإسقاط مبررات تمرد للتمرد علي مرسي، علي الوضع الحالي، نجد ان مطالب الحركة لم يتحقق منها شىء علي الرغم من مرور عام علي اسقاط مرسي الفاشل، فالأمن مازال مفقودا ولا يوجد مصري يأمن علي حياته بمن فيهم الرئيس السيسي بعد ان وصلت التفجيرات إلي قصره المهيب في الاتحادية.
كما ان الاقتصاد مازال منهارا وأصبحت الشحاتة وتسول المعونات والمنح والعطايا هي الخطة الاستراتيجية التي تسير عليها كل الحكومات منذ اسقاط مرسي ..اما عن كرامة البلد التي اهدرها مرسي بحسب استمارة تمرد، فلا أعتقد ان هذه الكرامة المبعثرة نجح السيسي في لملمتها ان لم يكن القي ما تبقي منها علي عتبة طائرة العاهل السعودي!.
إذا اردنا ان نقيم 30 يونيو بحسابات الخسارة والمكسب سنجد ان الشعب المصري هو الخاسر الوحيد خلال العام المنصرم فانقطاع الكهرباء مازال مستمرا وغلاء الاسعار عرض مستمر، كما تتجه النية لرفع الدعم وسياسة الدولة الحالية تحارب الفقراء وتري اطفال الشوارع كلابا يستحقون القتل.
أما الرابحون من 30 يونيو فهم كثر يأتي علي رأسهم السيسي والذي اصبح رئيسا للبلد علي الرغم من اعلانه المستمر بعد 3 يوليو انه لا يمكن ان يصبح رئيسا حتي لا يذكر التاريخ ان جيش مصر تحرك لأغراض شخصية.
كما استفاد من الثورة شباب تمرد الذين انتقل معظمهم لمستويات اجتماعية مميزة بعد ان كانوا أبناء طبقة متوسطة وفقيرة شأنهم شأن معظم نشطاء 25 يناير وأصبح لديهم سيارات فارهة وقريبا سيكون معظمهم نوابا في البرلمان.
خلاصة القول..اذا كانت ثورة يناير سرقها الاخوان فثورة 30 يونيو تم اغتصابها وهتك عرضها من بعض المنتفعين وفي كل الاحوال سيظل الشعب المصري هو الخاسر الوحيد من كل الثورات وكل ثورة مسروقة وأنتم طيبيبن.