قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذو القرنين.. أول من استخدم الحديد والنحاس في البناء.. ونشر العدل والسلام في العالم


اعتبر بعض أهل العلم "ذو القرنين" من الأنبياء عليهم السلام، وهو رجل من الصالحين، وقد ورد في القرآن الكريم مثلا للحاكم الصالح، حيث مكن الله تعالى له في الأرض، غربها وشرقها، فنشر فيها العدل والسلام، وفي هذا يقول الله تعالى: "إِنا مكنا له في الأرض" أي منحناه سبل القوة والقدرة والحكم.

وذكر المفكر الإسلامي أبو الكلام آزاد في كتاب حققه عن ذو القرنين أنه هو نفسه الملك الأخميني "كورش الكبير"، وقد اختلفت روايات المؤرخين حول سبب تسميته بهذا الاسم، فبعضهم يرجع التسمية إلى وصوله للشرق والغرب، حيث يعبر العرب عن ذلك بقرني الشمس، والبعض الآخر يرجعها إلى أنه عاش قرنين أو أنه حكم قرنين، والبعض الثالث أشار إلى أنه كان يوجد على طرفي رأسه بروز "قرن"، ولهذا السبب سمي بذي القرنين.
وأخيراً فإن البعض يعتقد بأن تاجه الخاص كان يحتوي على قرنين، وكان ذو القرنين شخصا مشهورا بين مجموعة من الناس قبل نزول القرآن، لذا فإن قريش أو اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، كما يصرح بذلك الكتاب العزيز في قول الله تعالى: "يسألونك عن ذي القرنين".

وقد ذكر القرآن الكريم أن الله تعالى هيأ له أسباب القوة ومقدمات الانتصار، وجعلها تحت تصرفه وفي متناول يده ، فقد جهز ثلاثة جيوش مهمة، الأول إلى الغرب، والثاني إلى الشرق، والثالث إلى المنطقة التي تضم المضيق الجبلي، وفي كل هذه الأسفار كان له تعامل خاص مع الأقوام المختلفة.
وكان ذو القرنين رجلا مؤمنا تجلى فيه صفات التوحيد والعطف، ولم ينحرف عن طريق العدل، ولهذا السبب فقد شمله اللطف الإلهي الخاص، إذ كان ناصرا للمحسنين وعدوا للظالمين، ولم يكن يرغب أو يطمع بمال الدنيا ، وكان مؤمناً بالله وباليوم الآخر.
وكان ذو القرنين مثالا في تفوق الصناعة، ومثالا للمهندس البارع صاحب أعرق النظريات في البناء والتشييد ، حيث صنع واحداً من أهم وأقوى السدود في التاريخ، وقد استفاد في صنعه من الحديد والنحاس بدلاً من الطابوق والحجارة ، حيث تمكن من بناء هذا السد ‏من زُبر الحديد، حتى يحول به بين شعوب يأجوج ومأجوج وبين الأمم المعذّبة ، فكان سدا عظيما لم يشهد له التاريخ مثيلا.
ويروي القرآن الكريم قصة بناء ذو القرنين للسد العظيم ، حيث يشير إلى سفرة من أسفار ذي القرنين التي وصل فيها إلى موضع بين جبلين "حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا"، وهناك وجد أناسا كانوا على مستوى دان من المدينة، واغتنم هؤلاء القوم مجيء ذي القرنين، لأنهم كانوا في عذاب شديد من قبل أعدائهم يأجوج ومأجوج، لذا فقد طلبوا العون منه لقيم سدا بينهم وبين يأجوج ومأجوج.
وكان هؤلاء أصحاب وضع جيد من حيث الإمكانات الإقتصادية، إلا أنهم كانوا ضعفاء في المجال الصناعي والفكري والتخطيطي، لذا فقد تكفلوا بتكاليف بناء هذا السد المهم، بشرط أن يتكفل ذو القرنين ببنائه وهندسته ، وعندما وافق ذو القرنين على مساعدتهم قال لهم " آتوني زبر الحديد " ،وعندما تهيأت قطع الحديد أعطى أمراً بوضع بعضها فوق البعض الآخر حتى غطّي بين الجبلين بشكل كامل، ثم طلب منهم أن يجلبوا الحطب وما شابهه، ووضعه على جانبي هذا السد.
وأشعل النار فيه ثم أمرهم بالنفخ فيه حتى احمر الحديد من شدة النار، وكان يهدف من ذلك ربط قطع الحديد بعضها ببعض ليصنع منها سداً من قطعة واحدة، وعن طريق ذلك، قام ذو القرنين بنفس عمل " اللحام " الذي يقام به اليوم في ربط أجزاء الحديد بعضها ببعض ، ثم أصدر لهم الأمر الأخير فقال: اجلبوا لي النحاس المذاب حتى أضعه فوق هذا السد، وبهذا الشكل قام بتغطية هذا السد الحديدي بطبقة النحاس حتى لا ينفذ فيه الهواء ويحفظ من التآكل ، وقال بعض المفسرين : إن علوم اليوم أثبتت أنه عند إضافة مقدار من النحاس إلى الحديد فإن ذلك سيزيد من مقدار مقاومته، ولأن "ذا القرنين" كان عالماً بهذه الحقيقة فقد أقدم على تنفيذه.