مسئول إيرانى: " لا يمكن لأي دولة أن تحل بديلا للدور المصري بالمنطقة"

أكد أمير عبد اللهيان نائب وزير خارجية إيران لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مصر تلعب دورا هاما فى دعم الأمن والاستقرار بالعالمين العربى والاسلامى موضحا انه لا يمكن لأى دولة أن تحل بديلا للدور المصرى فى المنطقة .
وقال عبد اللهيان – خلال لقائه اليوم مع الوفد الصحفى المصرى الذى يزور إيران حاليا – ان " أمن إيران يرتبط بدرجة وثيقة بأمن مصر " مشددا على ان بلاده تأمل فى استعادة مصر لدورها المحورى فى منطقة الشرق الاوسط لمواجهة التحديات التى تعصف بدول تلك المنطقة .
وأضاف ان بلاده ترى ان مصر لديها ثقل تاريخى وحضارى وسياسى فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن مصر الموحدة والمتقدمة التى تضطلع بدور حقيقى فى العالمين العربى والإسلامى تمتلك مكانة هامة لا تتوفر لأي دولة عربية.
وأشار إلى أنه اكد خلال لقائه مع عدد من كبار المسئولين المصريين – على هامش مشاركته فى حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى – على ان طهران تدعم أية مبادرة لتعزيز التعاون مع مصر فى كافة المجالات .
وأوضح نائب وزير الخارجية الإيرانى لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مباحثاته مع المسئولين المصريين ركزت على محاربة الارهاب والتطرف بسوريا، لافتا إلى أن مواقف البلدين متطابقة تجاه عدد من القضايا من بينها مواجهة التطرف والارهاب.
وأضاف أن مصر وإيران دولتان هامتان فى العالم الاسلامى مشددا على ان قضية تعزيز العلاقات تخص البلدين فقط .
وفيما يتعلق بالخلاف بشأن اطلاق اسم قاتل الرئيس المصرى الراحل أنور السادات على أحد الشوارع الرئيسية فى قلب طهران أكد اللهيان " ان بلاده لم تناقش مع المسئولين المصريين خلال الاعوام الثلاثة الماضية تلك القضية التى تحظى باهتمام وسائل الاعلام فحسب ".
وقال إن بلاده تسعى لتعزيز التبادل التجارى والاستثمارات مع مصر خلال السنوات القادمة مشيرا الى ان حالة عدم الاستقرار الامنى والسياسى التى شهدتها مصر عقب ثورة يناير لم تؤثر على التجارة بين البلدين والتى بلغت حوالى 600 مليون دولار رغم امكانيات الدولتين الضخمة .
وأضاف عبد اللهيان ان التطورات الاقليمية تتطلب من القاهرة وطهران ان تتجاوزا مرحلة التشاور الى مزيد من الخطوات العملية لتعزيز العلاقات لافتا الى ان بلاده ترفض التصريحات السلبية التى تدلى بها بعض الاطراف المناوئة لها بشان تدخلها فى الشئون الداخلية لدول المنطقة .
وأشار إلى أن طهران – التى تحترم سيادة كافة دول المنطقة – حريصة على دعم التعاون الايجابى مع مصر لمواجهة مخططات الاعداء فى العالمين العربى الاسلامى .
وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الاوسط حول موقف ايران من جماعة الاخوان الارهابية قال اللهيان ان بلاده تحترم خيارات الشعب المصرى وتعارض كافة الحركات المتطرفة مشيرا الى ان بلاده تعارض اية جماعة تتورط فى الارهاب .
وأشاد اللهيان بالدور الذى لعبته مصر لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة مشددا على ان ذلك الدور يحظى باهتمام وتقدير الحكومة الايرانية .
واضاف ان بلاده دعمت الجهود المصرية الرامية الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين بقطاع غزة .
وأشار الى ان طهران حرصت على إرسال إشارات ايجابية للمسئولين المصريين بشان تدعيم العلاقات رغم عدم حدوث تقدم ملحوظ فى تلك القضية خلال السنوات الثلاث الماضية مؤكدا على انه توجد أجواء ايجابية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى كافة المجالات .
وأوضح ان مكتبى رعاية المصالح المصرية والايرانية يلعبان دورا هاما فى دعم علاقات التعاون بين البلدين مشددا على ان " طهران فوضت مصر لتحديد التوقيت المناسب لدفع تلك العلاقات الى الامام .
وانتقد المسئول الايرانى التحليلات الخاطئة التى تروجها بعض وسائل الاعلام من ان مصر لا ترغب فى تدعيم علاقاتها مع ايران بسبب ضغوط أجنبية .
وفيما يتعلق بالموقف الايرانى من الازمة العراقية قال نائب وزير الخارجية الايرانى لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ان بلاده لا تتدخل فى الشأن الداخلى العراقى ولكنها تسعى لاستغلال نفوذها لدعم العملية السلمية بتلك الدولة العربية ومكافحة الارهاب .
وأكد ان جهود الرئيس عبد الرحمن السيسى لمواجهة التطرف بسوريا والعراق تحظى باهتمام ايران منوها الى ان طهران تبذل جهودا مضنية للمساهمة فى احلال الامن والاستقرار بسوريا والعراق من منطلق واجبها الاسلامى والدولى .
وفيما يتعلق بالتهديدات التى يشكلها تنظيم داعش قال اللهيان ان ذلك التنظيم المتطرف يهدد أمن واستقرار المنطقة موضحا ان بلاده كانت أول دولة تقدم المشورة العسكرية للقوات المسلحة والحكومة العراقية لمواجهة تهديدات داعش ووفرت مساعدات للنازحين العراقيين .
وأكد ان الولايات المتحدة طالبت بلاده باجراء حوار حول العراق الا ان طهران لم تستجب للعرض الامريكى من منطلق رفضها للتدخل فى الشئون العراقية واقتناعها بان دول المنطقة هى الوحيدة المعنية بايجاد حلول لازماتها الداخلية .
وانتقد الولايات المتحدة لاحجامها عن تقديم المساعدات للجيش العراقى لمواجهة الارهاب وتهديدات داعش رغم انفاق اكثر من 40 مليار دولار على تسليح الجيش العراقى وتجهيزه .
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة قال المسئول الايرانى انه لا يوجد أى تعاون بين بلاده وواشنطن فى مجال مكافحة الارهاب مشيرا الى أن المفاوضات التى أجرتها طهران مع واشنطن – على هامش المفاوضات النووية المعروفة باسم ستة زائد واحد - ركزت فقط على القضية النووية الايرانية ولم تتطرق الى قضايا المنطقة .
وقال ان أى اتفاق بشان البرنامج النووى الايرانى السلمى لن يكون موجها ضد أى بلد فى المنطقة متهما بعض الاطراف – التى لم يسمها – بالسعى الى تعزيز المخاوف من ايران فى المنطقة .
وأشار الى ان الرئيس الايرانى حسن روحانى أكد ان بلاده لا تثق فى الولايات المتحدة التى ينبغى ان تثبت حسن نيتها ومصداقيتها مشددا على ان بلاده لم تشهد اية مواقف ايجابية من جانب واشنطن تجاهها خلال العقود الثلاثة الماضية .
وردا على سؤال لوكالة انباء الشرق الاوسط حول الدعم الايرانى للفلسطينيين قال المسئول الايرانى ان بلاده – التى تدعم وحدة الصف الفلسطينى – أجرت مباحثات مع السلطة الفلسطينية للتاكيد على ان حقوق الشعب الفلسطينى لا يمكن استردادها من خلال المفاوضات ولكن من خلال تعزيز البناء الدفاعى للشعب الفلسطينى لمواجهة الاحتلال الصهيونى.
وأضاف ان قائد الحرس الثورى الايرانى أكد مؤخرا ضرورة تسليح الفلسطينيين بالضفة الغربية لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية .
واتهم الولايات المتحدة بتبنى معايير مزدوجة تجاه قضايا الشرق الاوسط ومن بينها القضية الفلسطينية مشددا على ان بلاده تسعى لدعم وحدة الصف الفلسطينى وليس شقه .
وأكد ان بلاده رفضت مطالب دول كبرى باستغلال نفوذها لاعاقة اجراء الانتخابات الرئاسية السورية مشيرا الى ان ايران أكدت للدول الغربية ان المساعدات التى تقدمها بعض الاطراف من داخل المنطقة أو خارجها للجماعات المرتبطة بالقاعدة فى سوريا ولبنان والعراق تهدد مصالح دول المنطقة والغرب .
وفيما يتعلق بالدعم الايرانى للشيعة قال اللهيان ان ايران دعمت حزب الله اللبنانى ( الشيعى ) فى حربه ضد اسرائيل وحركتى حماس والجهاد ( السنيتين ) فى حربهما ضد اسرائيل .