الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الخارجية الفلسطيني: خطاب أبو مازن جاء على خلفية انهيار مباحثات السلام مع إسرائيل

صدى البلد

أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" أمام الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك جاء على خلفية انهيار مباحثات السلام مع إسرائيل وتراجع الاهتمام الأمريكي لصالح قضايا أخرى تتصدر أولويات الإدارة في واشنطن كمحاربة تنظيم "داعش" والأزمتين الأوكرانية والنووية الإيرانية.
وتساءل المالكي - خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء بمقر وزارة الخارجية الفلسطينية بمدينة رام الله بالضفة الغربية حول آخر التطورات السياسية وتوجهات القيادة الفلسطينية فضلا عن ردود الأفعال الأمريكية والإسرائيلية - عن موقع القضية الفلسطينية ضمن الأولويات الحالية لهذه الإدارة في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن خطاب الرئيس "أبو مازن" جاء على خلفية توقيع اتفاقية المصالحة مع حركة "حماس"، وتشكيل حكومة الوفاق، واندلاع الحرب الأخيرة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكاب إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومخالفة القانون الدولي، بالإضافة إلى تهديد تنظيم "داعش" الذي قد يطال الجميع في هذه المنطقة.
وقال المالكي "إننا ذهبنا إلى نيويورك ونحن نقول لم يبق أمامنا من خيار إلا الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على قرار يحدد سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال بعد أن فشلنا في إنهاء الاحتلال عبر 23 عاما من المفاوضات بعدها وصل عدد المستوطنين إلى أكثر من 600 ألف مستوطن وأصبح حل الدولتين في خطر حقيقي".
وحول ردود الفعل على خطاب "أبو مازن" ، قال المالكي إن تلك الردود كانت متسرعة من قبل الجانب الأمريكي ومدافعة عن إسرائيل في الوقت الذي أبدى الإسرائيليون أنفسهم تخوفهم من المدى الذي يمكن أن نذهب إليه ودائما ينظرون إلى إمكانية ان يذهب الجانب الفلسطيني إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد على وجود مسودة مشروع قرار وبدأ الجانب الفلسطيني مناقشتها مع الدول العربية في الأمم المتحدة .. ملمحا إلى عقد اجتماعات أول أمس وتم إجراء تعديلات "طفيفة جدا"، على مشروع القرار ولكن بعد اعتمادها عربيا وهذا ما تم سوف يتم البدء في المشاورات الرسمية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن البالغ عددهم 15 دولة.
وأضاف أنه عقب انتهاء تلك المشاورات سنبدأ المشاورات مع مجموعات الإقليم العاملة في الأمم المتحدة وهي المجموعة الإسلامية والافريقية ودول عدم الانحياز ومجموعة 77+ الصين وأمريكا اللاتينية والمجموعة الأوروبية.
واعرب عن توقعه أنه في حال إتمام المشاورات مع كافة المجموعات وتم استكمالها وكان هناك اجماع على ذلك أن يتم تقديم مشروع القرار من قبل الأردن خلال شهر أكتوبر الحالي .. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ترأس مجلس الأمن الدولي خلال شهر سبتمبر الماضي بينما ترأس الارجنتين المجلس في أكتوبر الجاري وتم التحدث مع الأخيرة التي تدعم التوجه ولمشروع القرار.
وفي حال الفشل في مجلس الامن الدولي، أضاف المالكي أن "أبو مازن" أشار إلى وجود خيارات أخرى كثيرة سوف نقدم عليها بما فيها التوقيع على المزيد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وحتى إمكانية الدخول إلى عضوية بعض المنظمات الدولية الأخرى.
واعتبر المالكي عدم دعم هذا المشروع يعني عدم دعم مشروع حل الدولتين وان أي دولة لم تدعم مشروع القرار كأنها تقول إنها لا تدعم مشروع الدولتين.
وفيما يتعلق بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أجاب المالكي أنه كان مخيبا للتوقعات وكان مليئا بالكذب والمعلومات المغلوطة والخادعة حيث اظهر نفسه كضحية أمام خطر هائل وركز على "الإسلام فوبيا" على خلط الإسلام ولم يتطرق لعملية المفاوضات أو استعداد إسرائيل العودة لها ولا أهمية إنهاء الاحتلال أو اعترافه باحتلال الأرض الفلسطينية ولم يتطرق للدولة الفلسطينية من قريب أو بعيد ولا إلى حل الدولتين.
وقال المالكي أن نتنياهو كان بإمكانه ابداء استعداده للحديث حول مبادرة السلام العربية التي يجمع عليها العرب ولكنه اعتبرها قديمة، وأن تطورات الأحداث قد تختطها ولكنه كرر مقولته حيث استعداده تقديم تنازلات تاريخية.. وتابع أن نتنياهو ادعى أيضا أن الإسرائيليين ليسوا محتلين في ارضهم وهو بالتالي لا يعترف بالاحتلال الإسرائيلي ويبرر عبر ذلك ما يقوم به من استيطان على الأرض.
واختتم المالكي كلامه قائلا إنه "في حال ذهبت القيادة الفلسطيني إلى محكمة الجنايات الدولية لن تقدم شكوي ولن تحاسب إسرائيل فقط فيما يتعلق بعدوانها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والجرائم التي ارتكبت هناك ولكن سنحاسبها ونحاكمها على المشروع الاستيطاني، حيث وصفها ب "جريمة حرب أساسية" ومعربا عن أمله في أن يكون ذلك قريبا.