الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روح الفكاهة عند البابا شنودة


كان والدى صديقاً لقداسة البابا شنودة الثالث، ملازماً له فى تحرير مجلة الكرازة، أستاذاً فى الكلية الإكليريكية للاتجاهات الفكرية المعاصرة.
وجدت فى أوراق والدى ومؤلفاته، التى تركها لى، نوتة بها كثير من المواقف التى تظهر هذا الجانب المرح من شخصية قداسة البابا، والتى نطلق عليها Sense Of Humor أذكر منها:
حين سمحت إنجلترا بأساقفة نساء.. كان تعليق قداسة البابا: الملكة امرأة، رئيسة الوزراء امرأة «تاتشر»، الأساقفة ممكن امرأة! لابد أنهم فى صلاتهم يقولون A woman بدلاً من A men أى يا امرأة بدلاً من يا رجل.. أو بدلاً من آمين!
وحين قابل صوفى أبوطالب، قال له: أنت صوفى وأنا راهب!
وحين قال له أحد رؤساء الوزراء: أراضى الوقف سترجع لكم يا قداسة البابا، كان الرد: المهم ألا تبنوا عليها مستوطنات، وتصهينوا عليها!
شكا أحدهم للبابا أن زوجته دائماً تنكت عليه! فكان الرد: أحسن ما تنكد عليك!
سألوه يوماً فى نادى الليونز إذا كان يفضل أن تكون كلمته قبل الأكل أو بعده، كان الرد: المهم ألا يقول الناس.. نحن لا نأكل من كلام البابا!
وحين طلب كارتر من البابا أن يصلى له حتى يحل مشكلة الطاقة، قال له: God gives you power to solve problem of power أى: يعطيك الله طاقة حتى تحل مشكلة الطاقة!
وقع قلم البابا من يده، التقطه القمص بولس باسيلى، أراد الاحتفاظ به.. فقال له البابا: هات القلم هات.. تروح تكتب مقالات، وتقول: بقلم قداسة البابا!
وفى يوم سأله رجل: يا سيدنا أنا فى السبعين، وعاوز أتجوز واحدة.. تفتكر يكون سنها كام؟ قال البابا: على الأقل تكون أم أربعة وأربعين!
قال والدى للبابا يوماً: أنت بحر من الشعر يا سيدنا. فقال له البابا: هخليك تحفظه فى «بحر» أسبوع.
ولأن البروتستانت عندهم ما يسمى الخلاص فى لحظة، قال البابا وكان فى يده عشرة جنيهات: يبدو أن هذه العشرة جنيهات بروتستانتية! سألناه كيف؟ قال: خلصت فى لحظة من ساعة ما فكيتها!
وفى يوم أرسلت مع والدى هدية لقداسة البابا من إنجلترا، مروحة صغيرة.. قال والدى: مروحة للوجه والجبهة.. فقال البابا: عاش اللى «جابها»!
الشيء الوحيد الذى يتميز به الإنسان عن باقى الكائنات الحية هو الضحك! وليس النطق.. فالببغاء ينطق، وطائر الـMina كلماته كالإنسان، كذلك العقل.. أى الربط بين الأشياء ومنها رباط الرأس، أو العقال، فالشمبانزى تعقل.. والغربان تعقل.. لكن روح المرح والضحك هى ما تميز الإنسان حقاً! وقد أجمع العلماء على أن روح المرح هذه تدل على صفاء النفس، ونقاء الفكر، ووضوح الرؤية، والقدرة على اتخاذ القرار.
كان البابا يقول: النيران تطفئها المياه، وتؤججها النيران، وإن عيناً بعين من صلاحيات الحاكم وإلا خلقنا عالماً من العميان!
كان البابا شنودة الثالث عظيم النفس من غير تعظم، كبير القلب من غير تكبر ولا تجبر، قلب طفل.. وعقل فيلسوف.. هناك من كلمات الرثاء ما تنطبق على إنسان بعينه.. منها:
ما كنت أعلم وأنت تودع فى الثرى
أن الثرى فيه الكواكب تودع
ما ضيع الباكى عليك دموعه
إن الدموع على سواك تُضيع.
نقلالً عن المصرس اليوم