المشيرلـ"لقمة بغداد" :مصر قادرة علي تجاوز الصعاب

اكدت مصر انها ستظل ملتزمة بقضايا أمتها العربية ، بعد ثورة 25 يناير المجيدة ، داعمة لكافة أشقائها العرب ، وحاضرة فى القلب من كل جهد يحقق المزيد من التضامن العربى وتوحيد المواقف ، من أجل وطن عربى مزدهر ومستقر ، يحظى بالسلام والاستقرار ، ويحقق الطموحات المشروعة لكل شعب عربى.
جاء ذلك فى كلمة المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة التى وجهها للقادة العرب فى اجتماعهم اليوم على مستوى القمة العربية الـ 23 والتى ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو – رئيس وفد مصر فى اجتماع القمة العربية
مشيرا الى ان انعقاد هذا الاجتماع فى بغداد ، العاصمة العربية العزيزة على قلوبنا جميعا ، يؤكد اعلان عن عودة العراق لممارسة دوره الطبيعى فى طليعة العمل العربى المشترك ، وهو الدور التاريخى الذى قام به العراق الشقيق على مر العصور والذى لا يكتمل عقد التعاون العربى بدونه .
واضاف قائلا " لا أشك فى أن هذه العودة العراقية المحمودة ،تأتى فى وقتها تماما ، فليس بخاف عليكم جميعا الظرف الدقيق الذى تنعقد فيه هذه القمة العربية ، فى ظل تحديات عصيبة يواجهها وطننا العربى على كافة الأصعدة .. فمن ناحية شهدت عدة دول عربية فى مطلع العام الماضى تطورات سريعة باتجاه تحقيق الطموحات المشروعة للشعوب العربية فى الحرية والعدالة والديمقراطية والتقدم .
كما اكد المشير حسين طنطاوى ، ان مصر كانت من طليعة هذه الدول ، وها هى الآن تستكمل تحولها الديمقراطى ، بعد أن تم انتخاب السلطة التشريعية انتخابا حرا ونزيها ، وبعد أن بدأت خطوات أول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية فى تاريخ مصر الحديث، لم يخل الأمر بطبيعة الحال من بعض الصعوبات ، خاصة على الصعيد الاقتصادى
وحول تطورات القضية الفلسطينية قال المشير حسين طنطاوى" اننا نعلم جميعا المنعطف الحرج الذى تمر به أم القضايا العربية ، قضية فلسطين ، فى ظل تعنت واضح من الحكومة الاسرائيلية يجمد عمليا كل جهد لتحقيق السلام الشامل والعادل ، وانقسام بين الأشقاء يعمق من الاختلال الواضح فى موازين القوى ، و يعرقل امكانية التفاوض على سلام شامل من موقع الحق المعزز بقوة الوحدة .
اشار الى ان المرحلة الحالية مليئة بالفرص والتحديات ، وليس مبالغة القول بأن مستقبل العرب فى القرن الحادى والعشرين يتوقف على قدرتنا ، مجتمعين ، على بلورة استراتيجيات مشتركة لتعظيم الاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات ،مؤكدا ان قدرتنا كعرب على مواجهة تحديات المرحلة تتوقف بشكل كبير على قدرتنا على تطوير آليات العمل العربى المشترك .
وكشف عن رؤية مصر لاصلاح وتطوير منظومة العمل العربى المشترك ، والتى تتمثل فى اولا ضرورة التحرك السريع والمنظم لتنفيذ ما سبق الإتفاق عليه في اطار منظومة العمل العربي المشترك منذ قمة تونس 2004 والقضية هنا ليست مجرد استحداث آليات جديدة أو مسميات جديدة لأجهزة العمل العربي المشترك
فالمطلوب هو البناء علي الإرث الغني لعملنا العربي المشترك طوال العقود الماضية، مع ادخال عناصر جديده، وحقيقية، لتطوير اداء جامعة الدول العربية، سواء من حيث المضمون أو الاختصاصات أو الايات العمل، لتتجاوز قضية " تطوير العمل العربي المشترك " مرحلة الشعار والغاية النبيلة، ونصل لخطوات عملية وملموسة وقابلة للتطبيق.
اضاف ان تطوير منظومة العمل العربي المشترك يجب أن ينطلق من مبدأ تعزيز التعاون العربي مع المجتمع الدولي في كافة منظوماته ودوائرهة الإقليمية المتفرعة والمرتبطه مع،مشيرا الى ان الخطوة الاولي في هذا الطريق هي بلورة رؤية عربية موحده تجاه دول جوارنا، وتصور لآليات عملية وواقعية للتعامل معها.
واوضح ان هذه الرؤية يجب أن تقوم علي معايير واضحة وشفافة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وتحديد أولويات تحركنا تجاهها.
وحول الاوضاع فى سوريا قال المشير حسين طنطاوى ان اجتماع اليوم يأتي في لحظة فارقة تعيشها سوريا الشقيقة فالمطالب التي ينشدها الشعب السورى في الحرية والعدالة والديمقراطية هي مطالب لاشك في شرعيتها.
واضاف أن تطور الأوضاع في سوريا علي مدار العام الماضي بدأ يتخذ منحي مؤسفا، يستوجب تحركا سريعا لتصحيح المسار والوصول الي المقاصد المشروعة التي يبغيها الشعب السورى بدون المزيد من الخسائر.
اوضح ان الموقف المصرى منذ بداية الأزمة ارتكز علي ثلاثة ثوابت لم تحد مصر عنها هي أولا : الوقف الفورى وغير المشروط للقتل والعنف ضد المدنيين هو الأولية القصوي، مع الحفاظ علي الوحده والسلامة الإقليمية للدولة السورية، وعلي وحدة الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته.
وأكد أن الحل الوحيد المقبول للأزمة هو الحل السياسي، الذى يحقن الدماء، ويجنب الدولة السورية خطر التقسيم أو التدخل الخارجي الذى ترفضه مصر، وتكون الترجمة العملية لهذا الحل السياسي، عبر حوار شامل في اطار جامعة الدول العربية، يجمع كافة ممثلي أطياف الشعب السورى، للتوافق علي رؤية الإنتقال الي نظام ديمقراطي تعدد يحقق كل الطموحات المشروعة لهذا الشعب العربي العظيم.
كما أن المبادرة العربية هي الطريق الأمثل لحل الأزمة، والمطلوب هو دعم هذه المبادرة، وأن يكون كل جهد دولي داعمل ومكملا لها ل بديل عنها.
وشدد المشير طنطاوى على دعم مصر بشكل كامل لتحرك كوفي أنان المبعوث المشترك لأمين عام جامعة الدول العربية والسكرتير العام للأمم المتحدة، وترحب بإعلان الحكومة السورية قبول النقاط الست التي طرحها المبعوث المشترك، وتتطلع الي التنفيذ السريع والكامل والأمين لهذه النقاط كمقدمة لكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها الأزمة السورية منذ أشهر .
واكد على أهمية أن تتحمل الدول العربية والمجتمع الدولي المسئوليه تجاه توفير الحل السلمي علي أساس المبادرة العربية، لتحقيق طموحات الشعب السورى الشقيق، وحقن دمائه وحفظ كرامته.
ودعا المشير -جامعة الدول العربية للتحرك، تنفيذا لقرارات مجلس جامعة الدول العربية، باتجاه توجيه الدعوة، وفي أقرب وقت ممكن، لمؤتمر جامعة لكل فصائل المعارضة السورية ،مؤكدا انه لا معني لأى حديث عن تغيير سياسي حقيقي في سوريا، ما لم تتوافق المعارضة السورية في الداخل والخارج، علي رؤية للمستقبل تكون واضحة الأركان ،وديمقراطية التوجه وجامعة لكل أطياف الشعب السورى بمختلف مكوناته وطوائفة.
اضاف ان الأحداث المتلاحقة التي يشهدها عالمنا العربي، لايجب أن نسينا قضية العرب الأولي القضية الفلسطينية التي تبقي المعيار الأساسي لبناء السلام العادل في المنطقة والشرط الضرورى لتحقيق الإستقرار الذى يحقق تنمية أو نهضة لأمتنا العربية بدونه.
وقال المشير انه " علينا جميعا واجبا مزدوجا , فالمطلوب من ناحية هو التحرك الحثيث لاستعادة وحدة الصف الفلسطينى وتجاوز خلافات الاشقاء التى تمثل ترفا لا نملكه فى هذه الظروف الدقيقة، فمصر ملتزمة التزاما كاملا باستكمال الجهود التى بدأتها لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتنفيذ كافة بنودها بما يوفر الظرف الموضوعى لتحقيق التقدم المطلوب لاستعادة الحقوق الفلسطينية .
واضاف المشير قائلا " لا يفوتنى التاكيد على اهمية التحرك العربى المنظم والقوى مع كافة الأطراف الدولية المعنية لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على الانسحاب الاسرائيلى الكامل من جميع الأراضى العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
واعرب المشير حسين طنطاوى عن ثقته فى اتفاق القادة العرب معه فى أن تحقيق السلام الشامل فى المنطقة والاستقرار الذى يمكن دولنا وشعوبنا من انجاز المهام التنموية الملحة التى تطمح اليها ، لا يمكن أن يتحقق الا باخلاء منطقة الشرق الاوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل ، مشيرا الى ان مصر تتطلع لمشاركة عربية قوية ومثمرة فى المؤتمر الخاص بانشاء منطقة خالية من الأسلحة النوورية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى فى الشرق الأوسط والذى سيعقد فى أواخر هذا العام .