بعد ترشيح "الشاطر" للرئاسة..إسرائيل قلقة على إيفاء الإخوان بوعودهم حول "السلام".. والتايمز: ترشيح الشاطر"خطوة استفزازية"

لوس أنجلوس تايمز: ترشيح الشاطر خطوة استفزازية
قلق بالولايات المتحدة وإسرائيل حيال التزام الإخوان بوعودهم حيال اتفاقية السلام
واشنطن بوست: الشاطر "الرجل الحديدي" للإخوان المسلمين
الشاطر رسم علاقة الإخوان بالمجلس العسكري وقاد مفاوضات صندوق النقد
توقعات غربية بصدام قوي بين الجماعة والعسكري
"لوس أنجلوس تايمز"
وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية ترشيح الإخوان المسلمين لخيرت الشاطر بـ"الخطوة الاستفزازية"، وقالت إن هذا القرار سيعمق الخلاف بين الإخوان والجماعات الليبرالية من جهة والمجلس العسكري من جهة أخرى حول مستقبل مصر في ظل تنامي سيطرة الإسلاميين على السلطة.
وذكرت الصحيفة أن القرار ربما يؤدي إلى انقسامات حادة داخل الجماعة الإسلامية، خاصة أن شباب الإخوان عارضوا هذه الخطوة باعتبارها ستعرض مصداقية الجماعة للخطر.
وأردفت الصحيفة أن قادة الإخوان التقوا قادة المجلس العسكري الأسبوع الماضي ولم يتضح إذا كان "العسكري" وافق على خيرت الشاطر أم لا، وفي غضون ذلك تحولت العلاقة مع المجلس العسكري من تعاونية إلى صدامية بعد عزم حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) إخضاع مؤسسات الجيش للرقابة البرلمانية، فيما تزايدت حدة الصراع بين الجانبين مع تشكيل لجنة المائة والتي فرض الإخوان المسلمين سيطرتهم عليها.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن خيرت الشاطر كان يمول الإخوان من زنزانته من خلال أرباح مشروعاته، وتساءلت عن الكيفية التي سيتعامل بها المجلس العسكري مع خيرت الشاطر بعد إعلان الجماعة ترشحه للرئاسة أمس، السبت.
"نيويوك تايمز"
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الإخوان تراجعوا عن وعودهم ويسعون للسيطرة واحتكار السلطة في مصر.
وأشارت إلى أن ترشيح الشاطر جاء في وقت تشتد فيه حدة الصدام بين الإخوان والمجلس العسكري حول مراقبة الحكومة المدنية للجيش وخضوعه للمساءلة أمام البرلمان، خاصة بعد سيطرة الإخوان على كل من البرلمان ولجنة المائة المخول لها وضع الدستور وتحديد الصلاحيات الرئاسية.
وقالت الصحيفة إن الدول الغربية والقوى الليبرالية في مصر تنظر بعين الريبة لوعود ومبادئ الإخوان ويتساءلون عما سيتم تجاهله من مبادئ الجماعة المعتدلة.
وتساءلت عن مستقبل الحركات الإسلامية السياسية في المنطقة التي تشهد تنامي التيار الإسلامي في دول الربيع العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشاطر سيواجه منافسة شرسة من عضو جماعة الإخوان السابق عبد المنعم أبو الفتوح، والمرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، الأمر الذي سيفتت أصوات الإسلاميين عامة والإخوان خاصة بسبب اتجاه شباب الإخوان إلى التصويت لصالح أبو الفتوح.
وعلى الرغم من أن الشاطر ينتمي للتيار المحافظ، فإن الصحيفة قالت إنه برجماتي بسبب تبنيه مبادئ الديمقراطية وتأييده لاستمرار اتفاقية السلام مع إسرائيل، لكنه على النقيض لايسمح بالاختلافات داخل الجماعة ويعارض الأصوات المطالبة بالتعددية الفكرية داخلها، مما يجعل الليبراليين يتخوفون على الديمقراطية إذا فاز في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وفي نفس السياق، قالت الصحيفة إن عدم إيفاء الإخوان المسلمين بوعودهم أثار المخاوف داخل البيت الأبيض وإسرائيل حيال مدى التزام القيادة الجديدة في مصر باتفاقية السلام.
وعكست "نيويورك تايمز" ندم بعض صناع القرار في واشنطن وإسرائيل على عهد مبارك الذي اتسم بالالتزام باتفاقية السلام التي حافظت على أمن واستقرار المنطقة طيلة القرون الثلاثة الماضية.
ومن جانبه، قال مسئول إسرائيلي إن خبر ترشح الشاطر كان صادماً لإسرائيل ومثيرا للقلق.
وعلى الجانب الآخر، رفضت مصادر بالخارجية الأمريكية التعليق على الخبر- وفقا للصحيفة-.
"واشنطن بوست"
وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية خيرت الشاطر بـ"الرجل الحديدي" للإخوان، فهو الذي يرسم شكل علاقة الإخوان بالمجلس العسكري الحاكم في مصر ويقود التفاوض مع دول الخليج وصندوق النقد الدولي حول القروض والمساعدات الاقتصادية لمصر -على حد قول الصحيفة.
وقالت إن ترشيح جماعة الإخوان المسلمين لخيرت الشاطر كان مفاجأة بعد الوعود التي قطعوها على أنفسهم بعد الثورة، الخطوة التي رأتها الصحيفة بأنها ستدفع للتصادم مع المجلس العسكري.
وذكرت الصحيفة أن استحواذ الإخوان على الرئاسة سيلاقي رد فعل عنيفا من القوى الليبرالية والدول الغربية التي تخشى من وصول الإسلاميين للرئاسة.
ووصفت ترشيح الشاطر بالقنبلة السياسية، قائلة إن الشاطر لعب دوراً أساسياً في توجيه الجماعة عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وبعد ترشح الشاطر للانتخابات الرئاسية قالت الصحيفة إنه الأوفر حظاً في الانتخابات القادمة من أي مرشح آخر، مدللة على ذلك بفوز الإخوان بما يقارب من نصف مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية.
وأضافت: "بفوز الشاطر بالرئاسة المصرية يكون الإخوان المسلمين قد أحكموا سيطرتهم على الساحة المصرية وسيطبقون الشريعة الإسلامية والتي ستترجم إلى سياسة تصادمية مع الولايات المتحدة وإسرائيل" -على حد قول الصحيفة.
فيما توقعت أن تؤدي هذه الخطوة إلى إنماء عداء المجلس العسكري تجاه الإخوان، فالعسكري يريد الاحتفاظ بأكبر قدر من السلطة والمميزات التي منحت له خلال العقود الماضية والمهددة من قبل الإخوان حال سيطرتهم على عملية صنع القرار.
وداخلياً، قالت الصحيفة إن القوى الليبرالية واليسارية انتابها الخوف عقب إعلان ترشيح الشاطر، فزيادة سيطرة الإسلاميين على المشهد السياسي وعملية صنع القرار ستجعل منهم قوى مهمشة مثلما كان الحال مع الإخوان في عهد مبارك.
وخيرت الشاطر هو رجل أعمال مصري انضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1974 وتم اعتقاله 4 مرات لتصل الفترة التي قضاها في السجن إلى 7 سنوات بسبب علاقته بالجماعة المحظورة.