المثقفون الصغار

أثناء زيارتي الأخيرة لمحافظة قنا في الأسبوع قبل الماضي ذهبت إلى قرية "جرا جوس" لحضور ورش وفعاليات فنية أقامها مهرجان دوم للحكى مع أطفال القرية.
كان البرنامج يشمل عرض حكي تناول احد الحكايات التراثية التي نتعلم منها دروس كثيرة قدمته الكاتبة أسماء عواد وورشة التدريب على الحكى بعنوان "بطلي المفضل" قدمتها مدربة فنون الحكى هبة بركات بالإضافة إلى ورشة رسوم فنية قام فيها الأطفال بتلوين أشكال ورسومات كل منها يرمز إلى شيء معين أو منظر من مناظر الطبيعة.
ولم يدهشني الإقبال الشديد من أطفال القرية على مختلف أعمارهم لهذه العروض لأنهم في حاجة إلى مثل هذه العروض الفنية والثقافية التي تنمى مواهبهم في ظل غياب دور وزارة الثقافة التي لا تستطيع أن تقوم بدورها حتى لآن وتصل إلى هؤلاء لتعلمهم وتثقفهم وتكتشف مواهبهم التي تموت مع مرور الزمن بسبب عدم وجود من يرعها.
وأنا اعرف أن وزير الثقافة قارئ جيد لكنه للأسف لا يستفيد مما يقراه شيئا لذا أتمنى أن يخيب ظني ويتفرغ لدوره الحقيقي ويتجه إلى هؤلاء الأطفال وغيرهم في القرى الأخرى وحتى لا يدعى احد علمه ببواطن الأمور ويخبره أن القرية ربما تكون في رومانيا أو روسيا أو حتى في السودان فهي تعود في الأصل إلى اسم "قرى قوص" نسبة إلى مدينة قوص وحرفت مع مرور الوقت من "جرى جوس" إلى "جراجوس" فهي تقع جنوب مدينة قنا بحوالي 30 كيلومترا شرق نهر النيل وشمال مدينة الأقصر بمسافة 25 كيلومترا وهذا للعلم.