يا نساء مصر.. لا تخجلن!!!

تحدثت وتحدثت الجهات المعنية كثيرا، لصد ظاهرة التحرش وردع المتحرشين، لكن مع الأسف، الظاهرة مازالت متفشية ومعاناة المرأة مازالت مستمرة!
العنف ضد المرأة.. سلوك مجتمعي سييء يتنافى مع جميع قيم المجتمعات والأديان، ومع ذلك في تزايد.. ولا يقتصر العنف على عنف الزوج ضد زوجته.. ولا عنف الأخ لأخته.. أو المرأة لامرأة أخرى أو حتى عنف المسئول مع موظفيه.. ولكن توسع مفهوم العنف ليشمل العنف البدني ويتعداه ليمتد إلى العنف اللفظي الأكثر إيلاما والاضطهاد بكل أشكاله من ضغوطات لم تعد لتتحملها المرأة بأي حال من الأحوال.
الجهود المبذولة من الدولة لمواجهة العنف والتحرش ضد المرأة، والتي تظهر في صور ملتقيات وندوات ومؤتمرات، تأتي في إطار تبني الدولة لمحور المشاركة المجتمعية ورفع الوعي لدى المرأة المصرية للاستفادة من الحقوق المكفولة لها في المجتمع ولتعريفها بالإجراءات الحكومية التي تتخذها الدولة لتحقيق الأمن لها.
لذا، أرى أنه لمواجهة هذه الظاهرة، لابد على المرأة المصرية والمرأة في المجتمعات العربية كافة، أن تعرف حقوقها، وذلك بالإبلاغ عن أي عنف أو تحرش تتعرض له، في إدارة مكافحة العنف ضد المرأة التي من المفترض أن تتوفر في كل مديريات أمن المحافظات بدءا من القاهرة، بحيث توجد أمينات شرطة بصفة دائمة ومهمتهن الحفاظ على سرية البلاغات... من منطلق مدى أهمية وخطورة التحرش بالمرأة على المجتمع، فمثل هذه السلوكيات (من المفترض) أنها تتنافى مع أخلاق المجتمع المصري وتقاليده.
ومن المهم جدا معرفة معنى التحرش والمعلومات الكافية لمواجهة العنف والتحرش ضد المرأة ونشر ثقافة الإبلاغ عن جرائم التحرش وهتك العرض مما تواجهه المرأة من عنف وإيذاء، فهو أمر في غاية الأهمية.
الجدير بالذكر أنه تم افتتاح هذا القسم الجديد (إدارة مكافحة العنف ضد المرأة بمحافظة البحيرة) لمواجهة العنف والتحرش ضد المرأة، وتعمل بهذا القسم شرطيات من النساء لتلقى شكوى السيدة المتحرش بها منذ دخولها وحتى الانتهاء من الشكوى مراعاة لمشاعرها وحتى لا تستشعر الحرج وهناك أيضا شرطيون من الرجال للقبض على المتهمين. ويتلقى القسم يوميا العديد من البلاغات عن التحرش ورغم التصدي للمتحرشين إلا أنهم يصرون على ارتكاب هذه الجريمة نتيجة سلبية المتحرش بها في الإبلاغ أو إتمام إجراءات الشكوى مما يعطى للمتحرش فرصة للهروب من العقاب.
وتعريف التحرش لمن لا يعرفه، هو إلقاء كلام سواء كان لطيفا أو خارجا على سيدة في حين أنه لا توجد بينها وبينه أي صلة.
مع الأسف، من أهم أسباب انتشار مثل هذه الجرائم هو الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا الحديثة مثل "الموبايلات" والانترنت والقنوات الفضائية وغيرها... وعلى كل امرأة أن تعرف جيدا أن عقوبة التحرش تصل إلى ثلاث سنوات وعقوبة الاغتصاب قد تصل إلى الإعدام.
وهناك ضوء من الأمل في هذه القضية (العنف والتحرش)، ومن الواضح اهتمام الدولة مؤخرا بقضايا المرأة من هذا النوع، ووضح ذلك جليا في زيارة رئيس الجمهورية للسيدة التي تم التحرش بها وتقديم الاعتذار لها في أحداث ميدان التحرير العام الماضي.
من قلبي: لكل نساء مصر تشجعن وأبلغن عمن يتحرش بكن، وعليكن أن تضعن دائما بعض من هذه النصائح في حسبانكن: احرصن ألا تسرن في الشوارع الفارغة والأماكن "النائية" غير المأهولة بالسكان، أو الأماكن المظلمة، وعليكن الاستفادة من الأسلحة الموجودة بالمكان الذي أنتن فيه، كالطوب أو الرمل، ومن الممكن احتفاظ المرأة التي تقود سيارة، بالعصا الكهربية.. لابد أن تعرفن أن صراخكن مفيد، فلا تخجلن، فالاستغاثة بالمارة ترعب الشخص المتحرش.. وأخيرا لا تنسوا سرعة الإبلاغ عن الحادث.. فهي من ضروريات حفاظكن على حقوقكن.. يا نساء مصر لا تخجلن فهذا حق لكن!!!