قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أمريكا: وثائق حول مصر في منزل بن لادن


افرجت الإدارة الأمريكية اليوم الأربعاء عن قائمة من الوثائق غير السرية الآن والتي كان قد تم ضبطها خلال مداهمة مجمع قائد تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في باكستان.
وتضم قائمة الوثائق مئات الخطابات لأفراد العائلة والمعاونين وكذلك بيانات بشأن المظاهرات المناهضة للحكومة في مصر والحروب في أفغانستان والعراق وغيرها من الأحداث الحالية.
كما افرجت الحكومةعن قائمة من مواد مقروءة عثر عليها في المجمع بينها تقرير جرى اعداده بتكليف من الحكومة الأمريكية عن الحادي عشر من سبتمبر 2001 وهجمات ارهابية ولائحات ادانة بحق ارهابيين مشتبه بهم وكتاب نعوم تشومسكي وعشرات من الكتب باللغة الانجليزية التي تتناول نظريات المؤامرة. وتضم الوثائق أيضا 19 منشورا على الأقل عن فرنسا وملاحظات عن الاقتصاد الألماني.
ودعا الرئيس الامريكي باراك أوباما اجهزة الاستخبارات إلى مراجعة الوثائق من أجل الافراج عنها في اطار محاولة لزيادة الشفافية داخل اجهزة الاستخبارات. وقال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية إنه سوف يتم مراجعة مئات اخرى من الوثائق من أجل افراج محتمل.
وأضاف أنه "سوف يتم الافراج عن كل الوثائق التي لن يضر الافراج عنها عمليات جارية ضد القاعدة أو المنتسبين إليها ".
وقتل بن لادن في مايو 2011 في مداهمة لقوة" سيل" التابعة للبحرية الأمريكية للمجمع الذي كان يختبئ فيه في أبوت آباد في باكستان.
وكانت وكالة الأمن القومي الأمريكي قد أفرجت عن المئات من الوثائق الخاصة بتنظيم القاعدة، وقد
حصل عملاء الوكالة على هذه الوثائق أثناء عملية اغتيال مؤسس تنظيم
القاعدة أسامة بن لادن في مايو من عام 2011، عندما قامت قوة من وحدة عجول
البحر، التي تشكل النخبة في مشاة البحرية الأمريكية بمداهمة المنزل الذي
كان يختبئ به أسامة بن لادن في منطقة أبوت آباد وأنهت حياته، مع ملاحظة أن
العديد من الأسرار تكشفت مؤخرا حول ملابسات إقامة بن لادن في هذا المنزل
المتاخم لإحدى الأكاديميات العسكرية الباكستانية.
وذكر الكاتب
الأمريكي المعروف سيمور الحائز على جائزة بولتيزر ( التي توصف بانها نوبل
الصحافة)، أن "بن لادن كان يقيم في هذا المنزل كأسير أو معتقل وأن قادة
المخابرات الباكستانية وقائد الجيش كانوا على علم بوجوده، في حين أن عملية
اغتياله تمت بالتنسيق مع باكستان، بعد أن وشى العقيد عثمان خالد أحد ضباط
المخابرات العسكرية الباكستانية باسامة بن لادن طمعا في الحصول على حصة من
المكافأة الضخمة التي رصدتها واشنطن لمن يقدم أية معلومات عن زعيم تنظيم
القاعدة حيا أو متيا، فقد أوعز خالد إلى الطبيب شاكيل افريدي بالدخول إلى
منزل بن لادن في أبوت آباد تحت ستار المشاركة في حملة للتطعيم ضد شلل
الأطفال، وبالفعل تمكن من الحصول على عينة من الحمض النووي من أطفال
المنزل".
ومن أبرز ما تضمنته الوثائق الإشارة إلى قيادات القاعدة
من أصل مصري، حيث تتردد صفة المصري مع عدد من الأسماء المعروفة، منها
الدكتور أيمن الظواهري وسيف العدل وهمام الصعيدي وغيرهم العشرات، وكذلك
قدمت الوثائق متابعة لما كان يجري في مصر أثناء الثورة، وأشارت الوثائق إلى
الثورات العربية مؤكدة أنها لم تجد من يقودها، وأن القاعدة انتقدت بقسوة
قيادات الإخوان، بوصفهم ممن يقبلون بأنصاف الحلول، ولكنها ترصد في الوقت
ذاته التغيرات التي طرات على الأجيال الشابة من الإخوان.
الغريب أن
وثائق "القاعدة" لم تغفل أن تتناول ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على
الأرض وما يتطلبه ذلك من جهود الإغاثة، التي يمكن أن تستفيد منها القاعدة.
وتضمنت
الوثائق رسالة من صالح القرعاوي الجهادي السعودي إلى السوريين تطالبهم
فيها بالثورة على نظام بشار الأسد ومقاطعة المؤسسات الأمنية خاصة مخابرات
الجيش، كما تتضمن الوثائق المطالبة بمقاطعة المنتجات الألمانية مع
استبدالها بمنتجات يابانية أو كورية جنوبية، نظرا لعدم مشاركة كوريا في
معاداة العرب والمسلمين.
وشدد وثيقة أخرى على أهمية الاستفادة من
قناة الجزيرة في مخاطبة شعوب المغرب العربي بالدعاية لتنظيم القاعدة، وسلطت
الوثائق المزيد من الأضواء على حياة بن لادن عشية سقوط نظام طالبان في
أكتوبر من عام 2001، فضلا عن الجوانب الشخصية الخاصة بتنظيم القاعدة ووفاة
ابنته خديجة التي تمنى ألا يشهد جنازتها نظرا لما يكنه لها من مودة أبوية،
فضلا عن رسالة وجهها إلى والدته.
ولكن أهم الوثائق يتمثل في تقديم
معلومات وافية عن المعاملة القاسية التي تعرضت لها قيادات القاعدة التي
فرت الى إيران، مع توغل قوات الاحتلال وتألب القبائل الأفغانية التي تنكرت
للمقاتلين العرب الذين شاركوا في الجهاد ضد الغزو والاحتلال السوفيتي في
الثمانيات من القرن الماضي.
ويصف أحد قيادات القاعدة في رسالة موجهة
إلى بن لادن الزعيم الإيراني علي خامنئي بالشيطان الذي امر بتشديد
المعاملة على قيادات القاعدة، حيث أجبروا على الإقامة في معتقلات، وتبدو في
تلك الوثيقة الفروق الهائلة بين الأسس العقائدية والتنظيمية التي تفصل
القاعدة عن نظام الحكم القائم في طهران، وبالطبع تقدم هذه الوثائق الأحداث
من وجهة نظر تنظيم القاعدة، مع الاعتراف بالمسئولية عن عمليات في الدول
الغربية مثل بريطانيا وأمريكا، بالإضافة الى محاولة إنشاء خلايا في دول مثل
تركيا والصومال، ولكن يعترف بن لادن بتعذر تدبير الكوادر القيادية الكافية
التي يمكنها أن تقود العمل الميداني في تلك الدول، بالإضافة إلى التخوف من
استمرار الرقابة الأمنية المحكمة على تحركات عناصر القاعدة.
يأتي
الكشف عن هذه الوثائق في إطار تطبيق قانون سلطة المخابرات الأمريكي الصادر
العام الماضي، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك وثائق ستظل محجوبة ربما إلى
الأبد.