الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصاقيص أبلة فاهيتا!!!


أبلة
فاهيتا هي شخصية كارتونية مصرية الصنع 100%... ولذلك دخلت قلوب المصريين بأسلوبها
وطريقتها في الحوار المصري العامي، خاصة وأنها ربة منزل... كان أول ظهور لأبلة
فاهيتا في عام 2010... عبر إعلان أثار الكثير من الجدل.
وعلى إثر هذا الإعلان، تقدم شاب مصري يظهر على إ حدى شاشات الفضائيات، ببلاغ للنائب العام
يتهم فيه "الدمية" بالتحضير لعمل "إرهابي" في أحد المراكز
التجارية الكبرى في القاهرة، وتقدم بشكوى أخرى بعدها أمام النائب العام ضد
"أبلة فاهيتا" ضمنها تحليلا لما اعتبره "دعاية مشفرة" تتضمن
خطة كاملة لهجوم إرهابي.
"أغنية
ما يستهلوشي"... هي نقطة الانطلاق في شهرة أبلة فاهيتا، حيث ظهرت بالغناء في
هذه الأغنية عبر الفيديو كليب الخاص بالأغنية مع الموزع الموسيقي حسن الشافعي، وقد
تخطت الأغنية سبعة ملايين مشاهدة.
"دوبلكس"،
هو المحطة الحالية التي تنطلق منها أبلة فاهيتا؛ للشهرة
الواسعة في البيوت المصرية، وذلك بعد انضمامها لشبكة تلفزيون CBC المصرية
بهذا البرنامج التلفزيوني الكوميدي، لتعويض غياب البرامج الساخرة على شاشة هذه
القناة وأشهرها برنامج "البرنامج" لباسم يوسف، والذي كانت قد ألغته القناة
لأسباب لم تفصح عنها!
مع
الأسف، بالرغم من الجهد المبذول في "دوبلكس"، إلا أنني وآخرين كثيرين،
لم نستطع الاستمتاع به أو حتى الوصول لمرحلة الكوميديا فيه، لأننا ببساطة نشعر أن
الفكرة كانت قد طرقت أبوابنا عبر باسم يوسف، وليس هذا فحسب، بل يبدأ البرنامج بنفس
فكرة الفقرات في برنامج "البرنامج" ولم نشعر أننا نشاهد سوى استبدال
مذيع بدمية فقط، لكن السخرية هي هي، والانتقادات مازالت هي هي،
و"التريقة" على الحكومة والإعلام مازالا مستمرين؛ إذن أين الإضافة؟ لا
توجد إضافة من وجهة نظري سوى تقليب الجمهور على الحكومة والدخول في مناطق لا فائدة
منها الآن أو حتى تقدم حلولا بدلا من "التريقة"!
والأخطر
من كل ذلك هو أن تلك البرامج خارجة عن اللائق ومليئة "بالإفيهات
والكلمات" الجنسية والأهم بلا مضمون وهدف حقيقي، كما أنها لا تليق بصناعها
ولا القنوات التي تقدمها"... إلا أنه يبدو أن القنوات جميعها تسعى وراء
الإعلانات ونسب المشاهدة (كما كانوا يفعلون مع برنامج البرنامج لباسم يوسف)!
أبرز
مثال على الإيحاءات تلك التي جاءت في الحلقة الماضية حيث عرضت فاهيتا شخصية
(شهواندي) عندما كانت "تتريق" على مسلسل أسرار لنادية الجندي.
وفي إحدى الحلقات السابقة، تحاول أبلة فاهيتا كشف عورات التليفزيون المصري؛ حيث أثبتت فاهيتا في حلقة
الأسبوع قبل الماضي أنها ليست دمية هدفها الضحك، ولكنها إعلامية من الدرجة الأولى،
حيث استطاعت أن تضع يدها على أزمات ماسبيرو بشكل ساخر ومضحك، فاستعانت بمجموعة من
الفيديوهات "غير اللائقة" لماسبيرو، ما بين مذيعات مبالغ في وزنهن،
وأخريات أثبتن فشلهن في الظهور كمقدمات برامج.
ووصفت
فاهيتا ماسبيرو بأنه "تورتة" كورنيش النيل في "تريقة" واضحة،
وقالت : "إنه مهم لكل سيدة مصرية، لأنه لولاه ما عرفن طريق "وكالة
البلح"، إضافة إلى كم المعلومات التي أظهرتها في البرنامج ، رغم أن بعضها
استند إلى أرقام خاطئة مثل عدد العاملين وميزانية المبنى وحجم الخسائر.
لم
تعتمد فاهيتا فقط على مجموعة الفيديوهات التي جمعها فريق عملها، ولكنها أصرت على
أن تعرف قيمة ماسبيرو عند المصريين، حيث كشفت الفقرة التي تم تصويرها من الشارع عن
عدم اهتمام المصريين بمبنى ماسبيرو، بل إن الكثير منهم اقترح تغيير نشاطه سواء إلى
فندق أو مول أو مستشفى أو متحف للإعلاميين... فهل هذا سيكون مصير الجهاز الإعلامي
"الأم" التابع للدولة؟.
عموما، وإن
كنت أعترض على الأسلوب الساخر الذي قدمته فاهيتا عن التلفزيون المصري، إلا أن جزء
مما تعرضت له في هذا الشأن بالفعل حقيقي، ففي دقائق معدودة حاولت
كشف الأوضاع المتردية لماسبيرو، بطريقة تجعل المسئولين أنفسهم محل إدانة، لإصرارهم
المستمر على الإساءة لتليفزيون الدولة بالإهمال والروتين والفساد، وعدم الاكتراث
بفكرة التدريب أو الارتقاء بالمهنة ليصل لمنافسة كبريات المحطات العالمية... من
قلبي: أتمنى من المسئولين أن يراعوا الله وضمائرهم في الوطن والشعب، وأن يعملوا
ويكدوا ليتغير هذا الواقع المرير... كما أتمنى أن نفيق جميعنا قبل فوات الآوان،
وكفانا أهدار لكفاءات هذا البلد التي لا أعلم و الله أعلى وأعلم ستصل إلى أين؟؟؟.