«الشعراوى» يفسر قول الله «السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما»

قال الله تعالى فى كتابه العزيز: «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ»، سورة الأنبياء:آية 30.
قال الإمام محمد متولي الشعراوي فى تفسيره للآية الكريمة: إن المراد من قوله تعالى: «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ»، أى أأعميت أبصارهم فلم ينظروا إلى هذا الكون البديع الصنع المحكم الهندسة والنظام فيكفروا بسبب أنهم عموا عن رؤية آيات الله، مشيراً إلى أن معنى قوله «رَتْقًا» أى الشيء الملتحم الملتصق، وقوله «فَفَتَقْنَاهُمَا»، أي فصلناهما وأزحنا هذا الالتحام فإن الفتق ليس فتق السماء عن الأرض إنما فتق كل منهما على حدة.
وتابع: «والمراد أن الأرض وحدها كانت رتقاً فتفجرت بالنبات وأن السماء كانت رتقاً فتفجرت بالمطر، فشق الله السماء بالمطر وشق الأرض بالنبات».
وأوضح إمام الدعاة أن الآية الكريمة تبين لنا أنه يجب علينا ألا نربط آيات القرآن الكريم بالنظرية التي تحتمل الصدق أو الكذب حتى لا يتذبذب الناس في فهم القرآن ويتهمونا أننا نفسر القرآن حسب أهوائنا أما الحقيقة العلمية الثابتة فإذا جاءت بحيث لا تُدفع فلا مانع من ربطها بالقرآن فعلينا أن نأخذ هذه التفاصيل من الله تعالى وأن نقف عند هذا الحد لأن معرفتك بكيفية الشيء ليست شرطاً لانتفاعك به .
وأشار إلى أن الآية لم تقل "كل شيء حيَّا" وإنما قالت: «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ»، وقد استدلوا بها على أن الحي المراد به الحياة الإنسانية التي نحياها ولم يفطنوا إلى أن الماء داخل في تكوين كل شيء فالحيوان والنبات يحيا على الماء فإن فُقَد الماء مات وانتهى، وكذلك الأدنى من الحيوان والنبات فيه مائية أيضاً، فكل ما فيه لمعة أو طراوة أو ليونة فيه ماء فكل شيء في المخلوقات حتى الجماد له حياة وفي تكوينه مائية .
وبين الشعراوى أن المراد من ختم الله تعالى هذه الآية بقوله: «أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ» يعني أأعموا عن هذه الآيات التي نُبهوا إليها وامتنعوا عن الإيمان؟ فكان يجب عليهم أن يلتفتوا إلى هذه الآيات العجيبة والنافعة لهم فالإعراض عن آيات الله حالة غير طبيعية لا تليق بذاته تعالى .