قال الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية، إن الغيبة والنميمة وغيرهما من ذنوب اللسان لا تُبطل الصوم ولكنها تنقص من ثوابه، مؤكدًا أنهما محرمتان في كل وقت، كما قال الله تعالى: «وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا» الحجرات/12.
واستشهد «وسام»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع على فضائية «الناس»، بحديث بما روي عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا، وَقَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ائْتُونِي بِهِمَا"، فَجَاءَتَا، فَدَعَا بِعُسٍّ أَوْ قَدَحٍ، فَقَالَ لإِحْدَاهُمَا: "قِي"، فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ، حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ، وَقَالَ لِلأُخْرَى: "قِي"، فَقَاءَتْ مِنْ دَمٍ وقيحٍ وَصَدِيدٍ حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمَا، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا، جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى فَجَعَلَتَا تَأْكُلانِ لُحُومَ النَّاسِ".
وأوضح مدير الفتوى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسَّر الغيبة بأنها: (ذكرك أخاك بما يكره) رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمّام) رواه مسلم. والنمام هو الذي يحرش بين الناس وينقل الكلام بينهم بقصد الإفساد.