قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على صحابى «غسلته الملائكة» عند وفاته

0|ندى فوزي

"غسيل الملائكة" هذا اللقب أطلقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على أحد الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- وهو حنظلة ابن أبي عامر الأنصاري، وهو صحابي شاب ينتمي إلى قبيلة بني عوف، دخل في الإسلام مع الأنصار عندما هاجر النبي إلى المدينة المنورة، وأما والده، فقد كان على ملة الكفر.

وكان حنظلة قد هاجر إلى مكة فور هجرة النبي الى المدينة، وقد أعد العدة ليشارك مع جيش قريش، وقد كان في العشرين من عمره عندما استشهد، وكان هذا الصحابي الجليل قد طلب من النبي بالخطبة من فتاة تدعى جميلة بنت عبد الله بن ابي بن سلول (زعيم النفاق).
وحسب ما تشير الروايات، ان حنظلة استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالزواج منها والدخول عليها، فأذن له، وقد حدث ذلك في اليوم السابع من غزوة أحد، وقد هرع حنظلة من فراشه ليلة زفافه عندما سمع صوت ينادي الى الجهاد، فلبى حنظلة النداء، وأسرع إلى ساحة الحرب دون أن يغتسل، وقد أعجله نداء الجهاد واللهفة لقتال الكفار عن الاغتسال، ليلتحق بجند رسول الله وهو يرتب الصفوف.
وعندما قاتل المشركون المسلمون، انبرى حنظلة لأبي سفيان ليجتث عرقوب فرسه، فانكب أبو سفيان على الأرض يصيح في قريش قائلا: «يا معشر قريش، أنا أبو سفيان بن حرب، وحنظلة يحاول ذبحي بسيفه»، فهرع الأسود بن شعوب لنجدة أبي سفيان، فضرب حنظلة برمحه فسقط هذا الرجل على الأرض، وعندها اغتنم أبو سفيان الفرصة للفرار جاثيا على الأرض، فلحق به حنظلة يريده، فهرع بعض القرشيين لعون أبي سفيان، فلقيه رجل مشرك يدعى شداد بن الأسود وطعنه من الخلف ضربة قاتلة، فسقط حنظلة على الأرض شهيدا.
وعندما فرغ المسلمون من المعركة، بدأ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بالتحدث عن حنظلة وشأنه العظيم قائلا: «إن صاحبكم تغسله الملائكة فسألوا زوجته ما شأن حنظلة.. فرجع الصحابة -رضوان الله عليهم- الى بيت حنظلة، وسألوا زوجته عن شأنه، فقالت: سمع نداء الحرب، وخرج وهو جنب دون أن يغتسل، ولم يتأخر عن الاغتسال، وعندما بلغ النبي ما قالته زوجة حنظلة، التفت قائلا: لقد رأيت الملائكة تغسله في صحائف الفضة، بماء المزن، بين السماء والأرض».
وهذه كرامة من الله عز وجل لهذا الصحابى الجليل أن يغسل بماء المزن وهو الماء النقي الذي يناسب نقاء القلب ولذلك يسميه النبي بغسيل الملائكة، ويروى أن الصحابة -رضوان الله عليهم- عندما وجدوا جثمان حنظلة بين القتلى، وجدوا رأسه يقطر ماء، وهذه دلالة على صدق حديث رسول الله، فكان هذا الصحابي مدعاة للتفاخر، فقد تفاخر به الأوس عن الخزرج كما تشير الروايات.