فايننشال تايمز: 500 إندونيسى على الأقل يحاربون مع "داعش".. وإندونيسيا فى حالة تأهب بسبب مخاوف من تأسيس فرع للتنظيم

500 إندونيسى على الأقل يحاربون فى صفوف التنظيم
الحكومة الإندونيسية الحالية لم تفعل شيئا يذكر لوقف الدعم المتصاعد لداعش
مخاوف من تشكيل الإندونيسيين لشبكات إرهابية بعد عودتهم إلى البلاد قالت صحيفة فايننشال تايمز إن إندونيسيا تعيش حالة تأهب بسبب مخاوف من عودة الإندونيسيين، الذين يحاربون فى تنظيم داعش إلى البلاد، وسعيهم لتشكيل شبكات إرهابية.
وفى شريط فيديو أذيع مؤخرا، يظهر عدد من الرجال الإندونيسيين وهم يرتدون أزياء مموهة ويحملون الرشاشات الثقيلة ومبتسمون للكاميرا، بينما يرفرف خلفهم علما أسود فيما يصبح أحدهم" دعونا نبدأ فى إندونيسيا".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن اللقطات التى ظهرت للمسلحين الذين يعتقد انهم يقاتلون لصالح تنظيم داعش فى سوريا، صدمت المحللين الأمنيين فى جنوب شرق آسيا، والذين قللوا من مخاوف إنجرار الإندونيسيين للانضمام إلى الجماعة الإسلامية المتشددة.
وقال سيدنى جونز، مدير معهد تحليل سياسات النزاع، ومقره جاكرتا: "إذا كانت هذه مجموعة واحدة، فى مدينة واحدة، إذن فعدد الإندونيسيين الذين يحاربون فى سوريا قد يكون أكبر مما اعتقد"، مضيفا أن الأمر لا يتطلب سوى عودة اثنين أو ثلاثة منهم إلى البلاد لكى يجتمعوا معا ويشكلون شيئا ما، من أجل فعل أمر أكثر خطورة مما واجهناه خلال الـ 10 سنوات الماضية.
ويأتى هذا الفيديو فى الوقت الذى بدأت فيه إندونيسيا، فى التحقق إلى أى مدى انتشرت أيدولوجية داعش المتشددة فى البلاد.
وفى الأسبوع الماضى، أظهرت وثيقة مسربة من الشرطة الفيدرالية الأسترالية إلى وسائل الإعلام أن اثنين من الطيارين التجاريين الإندونيسيين كانا يقومان بنشر مواد مؤيدة لداعش على شبكات التواصل الاجتماعى، ويتفاعلون مع طيارين إندونيسيين آخرين يعتقد أنهم سافروا إلى الشرق الأوسط، فى الوقت ذاته تحقق الشرطة الاندونيسية فى انفجار وقع الأسبوع الماضى فى أحد مراكز التسوق الرئيسية فى جاركتا والذى يشتبه فى ارتباطه بتنظيم داعش.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنه فى الوقت الذى ينشغل فيه الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو بتباطؤ النمو الاقتصادى، والصراع السياسى، يقول محللون إن التطرف تزايد بسرعة خلال العام الماضى فى أكبر بلد ذى أغلبية مسلمة فى العالم، وذلك منذ بايع أشهر رجال الدين المتطرفين وهو أبو بكر باعشير تنظيم داعش من داخل سجنه المشدد الحراسة جنوب جاوة.
وسعت الحكومة الاندونيسية السابقة لمواجهة الدعم المتصاعد لداعش، من خلال حظر الجماعة، وتكثيف مراقبة المسافرين إلى تركيا والدول الأخرى، التى تمثل بوابة عبور إلى داعش بسوريا.
ولكن رئيس اندونيسيا الحالى والذى كان محافظا لبلدة صغيرة، مع خبرة ضئيلة فى مجال الأمن والسياسة الخارجية لم يفعل شيئا، يذكر لاتخاذ أى إجراءات صارمة تجاه داعش.
وتقول جونز إن هناك أكثر من 300 إندونيسى يقاتلون مع تنظيم داعش فى الشرق الأوسط ما يثير مخاوف من ان الجهاديين العائدين إلى البلاد قد يسعون إلى تنشيط الخلايا المتطرفة فى الوطن، مثلما فعل المقاتلون القدامى فى الحرب الأفغانية فى عام 1960 حيث شكلوا شبكة الجماعة الإسلامية، تحت مظلة تنظيم القاعدة، والتى كانت وراء سلسلة من الهجمات الإرهابية فى جميع أنحاء المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن.
وحذر أحمد سوكارسونو، المحلل فى مجموعة أوراسيا من التقليل من شأن التهديد الذى يمثله الإندونيسيين الذين يقاتلون مع داعش قاشلا :" إذا كان عدد قليل من المحاربين الأفغان استطاعوا تكوين الجماعة الإسلامية، فماذا سيحدث إذا عاد 500 إندونيسى او أكثر من الشرق الأوسط وشعروا انهم بحاجة للقيام بشىء ما فى إندونيسيا ".
ويقول محللون إن رئيس إندونيسيا الحالى يركز على أولويات أخرى.
وقال مايكل بوهلر، وهو محاضر فى كلية لندن للدراسات الشرقية والإفريقية: "لا يبدو ان القضية الإسلامية على رأس قائمة أولويات الرئيس الإندونيسى، إن لديه العديد من المشاكل كى يبقى فقط على قيد الحياة سياسيا".