الوحدة القاتلة والاختيار الصعب
شيماء – 33 عاما القاهرة
اتمتع بقدر من الجمال تخرجت من الجامعة وأعمل بوظيفة مرموقة تعرفت إلى زوجى عن طريق العمل وتزوجت عشت معه فى تعاسة بسبب غيرته الشديدة التى كانت تدمر كل شىء فى حياتنا لدرجة جعلته يمنع نزولى من المنزل حتى للعمل، انتهينا إلى الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج، تزوجت بعدها من شخص يكبرنى بخمس سنوات طلق زوجته بعد أن أنجب منها طفلة ، عشت معه فى سعادة وانجبت منه طفلاً حتى دبت المشاكل العائلية بيننا بسبب والدته وشقيقاته اللاتى أصبحن يتعاملن معى بشكل سىء بدون ذنب، واتسعت المشاكل بيننا لدرجة اصبح يترك البيت بالأيام والأسابيع ليقيم فى بيت والدته التى تسكن معنا فى نفس العمارة، أصبحت لا أطيق العيشة وطلبت الطلاق حتى استريح من نار الحياة مع زوجى، حاولت كثيرا أن أتحمل الحياة معه بسبب أبنى حتى لا يتربى بدون أب ولكننى فى كل مرة كنت أصاب بالفشل، تم الطلاق فى هدوء فكانت رغبته هو أيضا بعد وصول المشاكلات بيننا إلى طريق مسدود، قررت أن أعيش لأبنى فقط بعد تجربتين من الفشل ، وبعد أن تخلى عنه والده وأصبح لا يسأل عنه نهائيا .
لكن المشكلة أنه منذ فترة تعرفت إلى شخص يعمل بوظيفة مهمة بعدها وجدته يتحدث إلى ويطلب مقابلتى بعد تعدد لقائتنا مع انتهاء العمل شعرت بالإنجذاب إليه، وشعرت كذلك أنه يبادلنى نفس المشاعر، هو منفصل عن زوجته منذ فترة طويلة، ولديه منها طفلان ولكن المشكلة أنه دائما مشغول بعمله لفترات طويلة، لدرجة جعلتنى افكر فى الإبتعاد عنه نهائيا بسبب تخوفى من تكرار تجارب الفشل التى مررت بها، فى الوقت نفسه أشعر بالوحدة القاتلة التى تحاصرنى، ولكن تكرار التجربة والفشل أصعب ما يمكن أن تمر به المرأة ، خاصة وأن تجاربى السابقة تقف عائقا أمامى دائما عندما أتذكر تفاصيل حياتى خلال سنوات الزواج.
لصاحبة الرسالة ..
الحياة رحلة من التجارب نعيشها كثير من الأحيان يتدخل القدر فى حياتنا ولكن فى النهاية يبقى الاختيار فى يد كل منا، اخترت زوجك الاول والثانى عن قناعة، لكن مع الوقت والعشرة اكتشفت أن اختياراتك فاشلة، وهذا لا يعنى نهاية الطريق، فالحياة مستمرة وسنظل دائما نختار نصيب ونخطىء، مازالت تجاربك السابقة تطاردك، ولكن عليكى أن تبدأئى حياتك من جديد مع طفلك ، فمثلما كانت نهاية تجاربك السابقة تعيسة فأن شيئا جميلا بقى لك فى الحياة حاولى الاستمتاع بالحياة مع طفلك والتقرب إلى الله، فهو خير أنيس فى الوحدة، وأطردى من رأسك فكرة الفشل التى تطاردك فكما يقولون الزواج نصيب وعليكى أن تحسنى الإختيار ولا تتسرعى فى الحكم، فمشاعر الحب شعور نبيل، وأعطى لكل شىء حقه مهما كان حتى لا يصيك الندم بعد ذلك .
ذكرتى أن الشخص الذى اقتحم حياتك وشعرتى بالقرب منه يبادلك نفس الشعور، فلا تتعجلى النتائج وأتركى الأيام تثبت ذلك ولا تتعجلى فى حكمك على الأمور، الخوف والقلق من الفشل العقبة الأولى التى يواجهها كل شخص وتمنعه من تحقيق أحلامه، وهناك 4 أنواع من الخوف، الخوف من «الفشل ، أو المجهول أو النجاح أو الحاضر » فأنتى تخشى المجهول وأكثرى من الدعاء دائما « سامحنى يارب عندما أحزن على شىء أردته ولم تكتبه لى» إن الله لا يحرم أحدا من شىء إلا لخير، إن أحب مؤمن إبتلاه والإبتلاء هنا يعنى الإختبار فتفائلى خيرا دائما، وحاولى أن تشغلى نفسك ووحدتك فى الطاعة والتقرب إلى الله، والاهتمام بطفلك وعملك، أعطى الفرصة لإسعاد نفسك قبل أن تمنحيها لشخص أخر لإسعادك .
دكتورة هبة الفايد استشارى الأمراض النفسية والعلاج بالطاقة .