الأوقاف تكشف لـ«صدى البلد» تفاصيل المؤتمر العالمي لتجديد الخطاب الديني.. وأسباب تنظيمه في الأقصر
قررت وزارة الأوقاف تخصيص مؤتمرها القادم الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأقصر للوقوف على رؤية الأئمة في تجديد الخطاب، بعنوان: «رؤية الأئمة والدعاة لتجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف».
وتكون المشاركة متاحة لجميع الأئمة ووعاظ الأزهر الشريف وجميع المصرح لهم بالخطابة سواء من أساتذة الجامعة أم من غيرهم شريطة أن يكون المشارك من العاملين على أرض الواقع في المجال الدعوي، وذلك نظرًا للنماذج المتميزة الموجودة بين الأئمة وحرصًا على الوقوف على رؤية من هم في الميدان وبين الناس.
وأكد الشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن فعاليات المؤتمر التحضيرية انطلقت مبكرًا في شهر سبتمبر الماضي على مستوى إدارات الأوقاف، من خلال ورش العمل التي تعقدها كل إدارة لمناقشة البحوث والمقترحات المقدمة من أئمة الإدارة وخطبائها.
وأضاف عبد الرازق لـ«صدى البلد»، «ثم ترفع أهمها إلى المديرية لتقوم المديريات بعقد ورش عمل خلال أكتوبر، ثم ترفع بدورها أفضل الأعمال وأهم المقترحات إلى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في موعد أقصاه النصف الثاني من أكتوبر الجاري، ليقوم بدوره في عقد مؤتمره في الحادي والعشرين من نوفمبر 2015، على أن يتم تكريم أصحاب أفضل الأعمال والإنجازات في احتفال الوزارة بذكرى مولد الحبيب -صلى الله عليه وسلم- للعام 1437هـ بجوائز تشجيعية قيمة».
وكشف رئيس القطاع الديني، عن أن المؤتمر يقوم على عدة محاور: وهي مفهوم وآليات تجديد الخطاب الديني، تجديد الخطاب الديني بين الواقع والمأمول، وعقبات التجديد ووسائل إزالتها، وأسباب التطرف ووسائل إزالتها، وآليات تفكيك الفكر المتطرف.
وأوضح عبد الرازق أن المشاركة ستكون مفتوحة أمام الباحثين من الأئمة والدعاة من الدول العربية والإسلامية، ومن مختلف دول العالم، وسيتم دعوة بعض أعلام الدعاة والمسئولين لحضور المؤتمر والوقوف على عمق التجربة.
وأشار إلى أن عقد المؤتمر هذا العام في مدينة الأقصر يرجع لسببين الأول: إظهار سماحة الإسلام وحضارته الراقية في الحفاظ على الآثار والحضارات المختلفة، وبخاصة في ظل استضافة كوكبة واسعة من علماء الدين والمفتين ووزراء الأوقاف من أكثر من 40 دولة من مختلف دول العالم، والثاني: دعم السياحة المصرية الخارجية والداخلية.
وقال عبد الرازق: «نهدف إلى إرسال رسالة عملية من خلال حضور العلماء والمفتين ووزراء الأوقاف المشاركين إلى بيان وجه الحق في حفاظ الإسلام على المعالم الحضارية والأثرية، حيث لم يثبت أن أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا من التابعين ولا من غيرهم دخل بلدًا فطمس أو حاول أن يطمس شيئًا من معالمه الحضارية، سواء أكانت آثارًا: «مسيحية أم إغريقية، أم بابلية، أم آشورية، أم فرعونية، أم غير ذلك، بل حافظ المسلمون على هذه المعالم كتراث حضاري إنساني».
وفي نهاية التصريحات أعرب عن أمله بأن يكون هذا المؤتمر الذي يناقش رؤية الأئمة والعلماء لتجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف ردًا عمليًا على العمليات الهمجية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي من تدمير ممنهج للآثار التي تقع تحت يده، في محاولة لطمس معالمنا الحضارية من جهة، وللتغطية على جرائمه في نهب هذه الآثار من جهة أخرى.