قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد أن ينبه أحدًا من أصحابه على فعل ارتكبه لم يذكر اسمه صراحة بل يلجأ إلى التعريض والتلميح، كأن يقول «ما بال أقوام».
واستشهد «كريمة»، خلال لقائه ببرنامج «منهج حياة»، المذاع على قناة «العاصمة»، بما روي عن أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم سَأَلُوا أَزْوَاجَ النبي صلى الله عليه وسلم عن عَمَلِهِ في السِّرِّ؟! فقال بَعْضُهُمْ: «لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ. وقال بَعْضُهُمْ: لا آكُلُ اللَّحْمَ. وقال بَعْضُهُمْ: لا أَنَامُ على فِرَاشٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه فقال: «ما بَالُ أَقْوَامٍ قالوا كَذَا وَكَذَا؛ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عن سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».
وأوضح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يذمر اسم هؤلاء الصحابة صراحة بل قال «ما بَالُ أَقْوَامٍ»، فلجأ عليه الصلاة والسلام إلى التلميح كي يستر على أصحابه.
وعلق أستاذ الفقه المقارن، على نشر الفضائح على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: «الفيس بوك عبارة عن مجارى الصرف الصحى ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة».
وشدد على أن الشريعة الإسلامية نهت عن نشر الفضائح، وجعلت أعراض أناس محفوظة، كما في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ "قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّكُمْ رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُمْ مِنِّي، وَسَتُسْأَلُونَ عَنِّي، أَلا فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، أَلا فَإِنِّي فَرَطُكُمْ، وَمُنْتَظِرُكُمْ إِلَى الْحَوْضِ، وَمُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلا فَلا تُسَوِّدُوا وَجْهِي، وَيُبْعَدُ عَنِّي أَقْوَامٌ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ».