قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد فضحية الانبعاثات الضارة بالبيئة..2015 عام أسود فى تاريح فولكس فاجن العالمية

0|مصباح المصرى

- تحولت الشركة رمز الصناعة الألمانية إلى رمز للتحايل والغش
- الفضيحة طالت 11 مليون سيارة.. وتهاوت أسهم العملاق الألمانى
رغم النجاح الذى حققته فولكس فاجن فى بداية العام وتفوقها فى المبيعات على العملاق اليابانى العريق تويوتا إلا أن النصف الثانى من العام كان نقمة عليها حيث يعتبر 2015 عاما أسود فى تاريخ شركة فولكس فاجن الألمانية لن تنساه بسهولة طالما تداعيات فضيحة التلاعب بنسب الانبعاثات ستظل قائمة لسنوات بل وحتى عقود.
"ستسود فولكس فاجن بالولايات المتحدة الأمريكية"، إنها الجملة التى قالها مارتين فينتركورن في يناير عام 2015 خلال معرض ديترويت للسيارات، ولم يكن أبدا يتصور أن الولايات المتحدة بالذات ستصبح بعد أقل من سبعة أشهر مصدرا للكشف عن فضيحة ستقضى على مستقبله بالشركة وعلى سمعة فولكس فاجن.
كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام إذ نجح فينتركورن مدير مجموعة فولكس فاجن لصناعة السيارات في أبريل الماضي من إزاحة أقوى أعداءه ويتعلق الأمر بفيرديناد بيش مدير مجلس الإدارة السابق الذى قرر سحب البساط عن فينتركورن معلنا عن "وضع مسافة بينه وبين فينتركورن" في إشارة لسحب الثقة عنه غير أن باقي المساهمين اصطفوا مجتمعين خلف فينتركورن فيما وجد بيش أكبر المساهمين بالشركة نفسه وحيدا قبل أن يجبر على التخلي عن جميع مناصبه.
بعد إزاحة بيش بات فينتركورن أقوى مدير بألمانيا براتب سنوي يصل إلى 15 مليون يورو.. كما أنه كان يقود مؤسسة تضم 600 ألف مستخدم ولا أحد مثله أعرب عن طموحات توسعية كبرى كما فعل هو مشددا على أن "مبيعات فولكس فاجن ستكون الأعلى في العالم في عام 2018.
في منتصف عام 2015، استطاع فينتركورن تسجيل أولى نجاحاته عبر تحقيق معدل مبيعات يفوق لأول مرة مبيعات شركة تويوتا اليابانية أكبر الشركات العالمية المنتجة للسيارات.
ولم يتردد فينتركورن في 14 من سبتمبر الماضي في المعرض الدولي للسيارات بفرانكفورت عن التأكيد على قيم الشركة وعن منتجاتها التى لا تشمل "السيارات والتقنية فقط"، وإنما "تعكس أيضا نمط حياة وقيما حقيقية خالدة" وذلك رغم علمه المسبق بما توصل إليه مكتب البيئة الفيدرالي الأمريكي حول تورط المجموعة فى قضية الغش في انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة.
وبعد أربعة أيام فقط، كشفت السلطات الأمريكية عن ما توصلت إليه من حقائق معلنة في سبتمبر الماضي أن مجموعة صناعة السيارات فولكس فاجن زودت سياراتها ببرنامج الكتروني متطور قادر بشكل آلي على التعرف على متى تقوم السلطات بفحص السيارة لمعرفة مستوى تلويثها وبالتالي تشغيل آلية داخلية تحد من انبعاثات الغازات الملوثة من دون حتى علم السائق.
وفي حال عدم تفعيل هذا البرنامج يتبين أن السيارات مخالفة لقوانين البيئة المعمول بها في الولايات المتحدة.
تداعيات الفضيحة على فولكس فاجن كانت ولازالت رهيبة بدء من انخفاض مستوى أسهمها في البورصة وصولا إلى تزايد أعداد السيارات التي تم التلاعب فيها من 500 ألف سيارة في الولايات المتحدة إلى أكثر من 11 مليون سيارة حول العالم.
ولم يعد الأمر يقتصر على سيارات الديزل كما أشيع في البداية بل شمل أيضا محركات البنزين وطالت الفضيحة أيضا سيارات أودى وسكودا وبورشه إلى جانب فولكس فاجن وفتحت التحقيقات في أوروبا وأمريكا وآسيا كما رفعت دعاوى ضد الشركة في جميع أنحاء العالم مما جعل الخبراء يقدرون حجم الخسائر إلى نحو عشرين مليار يورو.. لكن الطامة الكبرى تكمن في أن الشركة التي كانت ترمز يوما للصناعة الألمانية المتينة تحولت الآن إلى رمز للتحايل والغش.
بعدها لم يبق أمام فينتركورن سوى طلب الصفح من العالم قائلا: "الملايين من الناس في العالم لهم الثقة في سياراتنا وتقنيتنا. . وأنا آسف جدا أننا لم نكن عند حسن ظنكم.. إني أعتذر بشدة لزبائننا وللسلطات وللرأى العام على هذا السلوك الخاطئ".
لكن بعد فات الأوان.
فبعد يومين من اعتذاره في 23 سبتمبر أجبر فينتركورن على الاستقالة لتسند الأمور إلى مدير شركة سيارات "بورشه" ماتياس مولر الذى تعهد بـ "توضيح كل الأمور بدقة كاملة" بما في ذلك الكشف عن المسئول عن عملية الغش ومدى تورط الإدارة فيها.