الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثقافة ملء العقول


تظل قضية التعليم والثقافة هاجساً لدى أهل الفكر والثقافة والأدب؛ وذلك بعد التراجع في أداء مؤسسات التربية والتعليم خلال العشر سنوات الماضية، لا يمكن الفصل بين التعليم والثقافة والفكر فهما منظومة واحدة للارتقاء بالإنسان المصري مثل الماء والهواء وكلما ازدهر التعليم ونما وتطور أداء مؤسساته المختلفة برز من هذه المؤسسات العلماء والمفكرين والأدباء والمبدعين في شتى مجالات العلوم والآداب والفنون، وبالتالي ينعكس هذا الإبداع بطريقة إيجابية على نواحي الحياة المختلفة. ويؤدي إلى نمو ورقي وقوة مؤسسات المجتمع المدني.
هناك سؤال يطرح نفسه دائماً: هل تستطيع مؤسساتنا التعليمية والثقافية تحقيق أهداف الشعب المصري في التقدم والرخاء والتنمية أو بمعنى آخر في النمو الثقافي والفكري والإبداعي ؟
المؤسسات التعليمية والثقافية في بلادنا ستظل عاجزة عن تحقيق أهداف وطموحات الإنسان إذا لم تقم هذه المؤسسات وتعطي وزناً حقيقياً لعقل الإنسان وقدراته وميوله. فالفكر له الدور الرئيسي في صياغة الشخصية الإنسانية ودفعها إلى الرقي والتقدم وعليه فإن انطلاق حرية الفكر هو المنطلق الحقيقي للإبداع، لذا فمستقبل أي شعب مرهون بمدى ومقدار حرية الفكر الذي يتمتع به أبنائه.

لاشك الشعب المصري يطمح إلى التقدم ومواكبة ثقافة العصر والتطور العلمي والتقني المتسارع فلا مكان لتعطيل العقل وتنحية الفكر عن الحياة، فلابد من التوازن بين الثقافة والتعليم لتحقيق التنمية الفكرية.
نرى ونسمع عن افتتاح مطاعم وسوبر ماركت وطوابير من البشر أمامها على اختلاف مسمياتها وأشكالها، وجبات سريعة وبطيئة، خفيفة وثقيلة. ما هو محلي ومستورد، أو عن طريق الطلب في المنازل، ليلاً ونهاراً، وهذا لا يبعث على الاطمئنان لمستقبل الأجيال من الوعي والفكر والثقافة، وهو ما يجسد من يسعون إليه على حساب ملء عقولهم وثقافتهم.
فلابد من تفعيل دور وزارة الثقافة في المحافظات والقرى وتحويل الاستراحات الخاصة إلى منتديات فكرية وثقافية تنمى الفكر الإبداعي والفكر الناقد لشبابنا فالمكتبات العامة لها دور فعال للارتقاء بالحس الفكري والثقافي. في الزمن السابق الطالب الجامعي مهما كان تخصصه فلابد أن يكون صديق المكتبة الجامعية وطالب الطب يقرأ في الأدب وطالب الهندسة يقرأ في الفلسفة وطالب لأداب بغوص في سواحل العلوم وطالب القانون يفهم في الاقتصاد من المكتبة وهكذا تزيد حصيلة الطالب الجامعي ويخرج مفكر وأديب ومثقف مهما كان تخصصه.
نريد أن يرجع شبابنا إلى المكتبات وأن يغذي عقله من الثقافة والفكر والوعي بدلاً من ثقافة ملء البطون.