قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إنه لا يوجد تعارض بين قوله تعالى: «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» الضحى:11، وقوله صلى الله عليه وسلم «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود».
وأوضح «عبد المعز» خلال تقديمه برنامج «الكلام الطيب» المذاع على فضائية «تن»، أن قول الله تبارك وتعالى: «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» قال أهل التفسير معناها: انشر ما أنعم به الله عليك بالشكر والثناء، فالتحدث بنعم الله تعالى والاعتراف بها شكر، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والحكم عام له ولغيره.
يذكر أن ابن عربي قال في تفسير الآية: «إذا أصبت خيراً أو علمت خيراً فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر لا الفخر والتعالي، وفي المسند مرفوعاً: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بالنعمة شكر وتركها كفر... فهذا هو الأصل أن يتحدث المسلم بنعم الله تعالى عليه إلا إذا كان يخشى حسداً أو أن يترتب على الحديث عنها ضرر، فله أن يخفيها دفعاً للضرر».
قال العلماء: والأصل في ذلك قوله الله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام: قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. وإن كان الأصل إظهارها والتحدث بها كما أمر الله تعالى.
وعلى هذا يحمل معنى الحديث، ويمكن أن يكون الكتمان المأمور به في الحديث قبل الحصول على الحاجة المطلوبة لمن يسعى في الحصول عليها، فإذا حصل عليها تحدث بها من باب الشكر لنعم الله تعالى ما لم يترتب على ذلك ضرر.