أستاذ شريعة يوضح حقيقة عقوق الأم لأبنائها

قال الدكتور إسماعيل شاهين، أستاذ الشريعة ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق: إن عقوق الأم لأبنائها نادر الحدوث ولا تقبله الطبيعة؛ لأن الله تعالى عندما أراد أن يطلق على الرحمة فى الأرض أطلقها على الأم، مستشهدا بحديث سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم: «جعل اللهُ الرحمةَ مائةَ جُزءٍ، فَأمسَكَ عندهُ تِسعة وتسعينَ، وَأَنزَلَ في الأرضِ جُزءاً واحداً، فَمِن ذلكَ الجزءِ تَتَراحَمُ الخلائق، حتى تَرْفَعَ الدابةُ حافِرَها عن ولدها خشيةَ أن تُصيبَه».
وأكد شاهين لـ«صدى البلد» أن بر الأم هو المدخل الرئيس للجنة فإن عمل الإنسان جميع الأعمال الصالحة ولكنه عاق لأمه لم يشم رائحة الجنة، مستشهدا بالحديث الشريف الذى ورد عن فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَالله بنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "يا رسول الله، إن هاهنا غلامًا قد احتضر يقال له قل: لا إله إلا الله فلا يستطيع أن يقولها، قال: أليس قد كان يقولها في حياته؟ قالوا: بلى، قال: فما منعه منها عند موته؟ قال: فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه حتى أتى الغلام، فقال: يا غلام قل: لا إله إلا الله، قال: لا أستطيع أن أقولها، قال: ولم؟ قال: لعقوق والدتي، قال: أحيةٌ هي؟ قال: نعم، قال: أرسلوا إليها، فأرسلوا إليها فجاءت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابنك هو؟ قالت: نعم، قال: أرأيت لو أن نارًا أججت فقيل لك: إن لم تشفعي له قذفناه في هذه النار، قالت: إذًا كنت أشفع له، قال: فأشهدي الله، وأشهدينا معك بأنك قد رضيت، قالت: قد رضيت عن ابني، قال: يا غلام، قل: لا إله إلا الله، فقال: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لهً الذي أنقذه من النار".
ولفت أستاذ الشريعة ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، إلى أن التاريخ الإسلامى وما ورد فيه من قصص يدل على أن عقوق الأم لأبنائها يكون أمرا ظاهريا فقط وليس من قلبها فقد يفسر غضبها من أولادها واستياؤها منهم بالعقوق لأبنائها ولكن فى حقيقة الأمر أنها ينفطر قلبها عليهم إذا حدث لهم أى سوء أو مكروه، مؤكدا أنه لايوجد قلب أحن أو أرحم على الإنسان من قلب أمه عليه لنها من مبادئ الفطرة عند المرأة منذ أن خلقها إلى أن يتوفها.