قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صحيفة فرنسية تحذر: قمع المعارضة في جامبيا يهدد النظام بالسقوط


يواجه نظام رئيس جامبيا يحيى جامع انتقادات حادة منذ الشهر الماضي جراء وفاة أحد قادة المعارضة نتيجة تعرضه للعنف أثناء احتجازه بسبب احتجاجات سلمية شهدتها العاصمة بانجول للمطالبة بمزيد من الشفافية بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر المقبل.
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن أليون تيني – المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية "أمنيستي انتيرناشيونال" في غرب أفريقيا – قوله إن سولو ساندينج، وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي المتحد اعتقل "الخميس" 14 أبريل الماضي خلال تلك الاحتجاجات، "تعرض للتعذيب حتى الموت على يد رجال من المخابرات الجامبية" فيما أفادت مصادر أخرى باحتمال وفاة ناشطتين من الحزب ذاته اعتقلتا أيضا في نفس اليوم وهما: نوكوي نجي وفاطوماتا جاوارا، بسبب تعذيبهما.
وجرى قمع مظاهرة سلمية أخرى يوم "السبت" 16 أبريل الماضي نظمتها المعارضة احتجاجا على مقتل سولو ساندنيج.
وأضاف المدير الإقليمي لمنظمة "أمنيستي انترناشيونال": "اعتقل عشرات الأشخاص ومن بينهم أوساينو داربوي زعيم الحزب الديمقراطي المتحد والناشط البارز في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان". ودفعت أعمال القمع في هذا البلد الصغير الواقع غربي أفريقيا والبالغ تعداد سكانه 1,8 مليون نسمة، الأمم المتحدة للرد على ما يحدث حيث دعا الأمين العام بان كي-مون "السلطات لفتح تحقيق سريع ومستفيض ومستقل" كما طلب إطلاق سراح المحتجزين "فورا دون شرط".
في بيان مشترك، أعربت ثلاث منظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان (أمنيستي انترناشيونال، وهيومان رايتس ووتش، وأرتيكل 19) عن قلقها من هذه الأحداث التي "ليست سوى أخر الحلقات في قائمة طويلة من الانتهاكات ضد المعارضة في جامبيا".
وتخشى هذه المنظمات من تفاقم الوضع خلال الفترة المقبلة حتى إجراء الانتخابات الرئاسية في ديسمبر المقبل والتي يمكن وصفها بأنها لا تختلف عن الانتخابات السابقة باعتبارها مهزلة انتخابية. ونددت في بيانها: "منذ استيلاء يحيي جامع على السلطة من خلال انقلاب عسكري قاده عام 1994، أصبح القمع الوحشي لكافة أشكال المعارضة أمرا روتينيا. اعتادت قوات الأمن والجماعات شبه العسكرية التي تعمل في الظل، تنفيذ الإعدامات السريعة بدون محاكمة والاعتقالات التعسفية دون مبرر قانوني والاختفاء القسري بحق الأشخاص الذين ترى الحكومة أنهم يشكلون تهديدا لها".
وتقول فاتو سنجور، المدير الإقليمي لمنظمة "أرتيكل 19" في غرب إفريقيا: "يعود ذلك إلى عام 2006 عندما فشلت محاولة انقلاب على حكم الرئيس جامع. ومنذ ذلك الوقت، بدأت عمليات التطهير داخل مؤسسات الدولة بما فيها الجيش، فضلا عن مقتل مئات الأشخاص ومن ثم لم يكن أمام المنشقين السياسيين والصحفيين خيار أخر سوى الرحيل عن البلاد".
وقادت إصلاحات مختلفة تدريجيا النظام السياسي في جامبيا ليصبح نظام الحزب الواحد أي حزب الرئيس "التحالف الوطني لإعادة التوجيه والبناء" كما صدقت الحكومة مؤخرا على قانون يسمح بالسجن مدى الحياة على المثليين.
وأعربت عائشة دابو – وهى مدونة وناشطة سنغالية من أصل جامبي – عن أسفها للأحداث التي تشهدها جامبيا بقولها: "قلما ترتفع الأصوات خارج البلاد للاحتجاج على تردي حال المواطنين في جامبيا"، إذ لم يعلق الاتحاد الإفريقي ولا التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا (ايكواس) حتى الآن على أعمال العنف التي تحدث منذ الشهر الماضي.
وأكد دبلوماسي غربي يعمل في العاصمة السنغالية داكار: "تتوخى السنغال (التي تتولى الرئاسة الدورية لتجمع إيكواس) الحذر الشديد في التعامل مع جارتها (جامبيا) التي تستضيف 800 ألف سنغالي فوق أراضيها، فيما تغض بقية الدول الطرف لا سيما نيجيريا التي ربما يمكنها استغلال نفوذها لكنها تنشغل بأمور أخرى أكثر أهمية".
مع ذلك، انتهجت السنغال في الأسابيع القليلة الماضية لهجة أكثر حدة حينما فرضت على جامبيا حصارا اقتصاديا قاسيا ردا على قيامها بفرض رسوم جمركية مضاعفة على الشاحنات التي تمر من جامبيا في طريقها إلى إقليم كازامنس في السنغال.
كما علق الاتحاد الأوروبي منذ فترة قصيرة علاقاته مع جامبيا بسبب سجلها المؤسف في مجال حقوق الإنسان.
وخرجت جامبيا، المستعمرة البريطانية السابقة، من رابطة الكومنولث عام 2013. ومما لا شك فيه أن الرئيس يحيي جامع حاول كسر تلك العزلة حيث فاجأ الجميع – حتى مواطنيه – بقراره في ديسمبر 2015 تحويل جامبيا إلى جمهورية إسلامية. ويؤكد الدبلوماسي الغربي: "من المرجح أنه يعتقد بذلك الحصول على مساعدات مالية من دول عربية بعد رفض الدول الغربية تقديمها له. لكن لم تؤت هذه المبادرة أي ثمار".
وتواجه جامبيا – ذات الموارد الطبيعية الشحيحة – أزمة اقتصادية طاحنة تقود إلى موجات من الهجرة غير الشرعية، ويقول رجل أعمال جامبي لاجيء منذ سنوات في العاصمة داكار: "تهيمن عائلات النظام الحاكم – وفي مقدمتها عائلة الرئيس – على كافة الأنشطة الاقتصادية المربحة مثل: المخابز، استيراد الأرز، الأسمنت، السكر، العقارات"، مضيفا "لكن البلد تحت سيطرة محكمة إذ يشعر الناس بالخوف، لكن تدهور الأوضاع الاجتماعية هو الشىء الوحيد الذي بمقدوره إخراج الناس إلى الشوارع للإطاحة بهذا النظام البوليسي".