قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إنها إرادة سائق الميكروباص


نعيش في زمن لا يملك احدنا فيه التخطيط الي الساعتين القادمتين فربما تخطط لان تري مباراة كرة قدم في جو من الاصدقاء فينقطع التيار الكهربائي و-يعكنن عليك- لتستبدل جلسة الاستمتاع بالرياضة الي جلسة للنميمة مع نفس الاصدقاء وربما تنتهي بمشاجرة في الظلام الدامس لا تعرف ضحايها
قد تخطط لان تنجز اعمالا متاخرة علي جهاز الكمبيوتر فينقطع التيار لتجد نفسك تمسك هاتفك وتبدأ في الحديث الي مالا نهاية حتي تنقطع بك سبل الكلام فتنام في الظلام
وقد تخطط ان تخرج مع العائلة للتسوق للعيد ولكي تشتري ثيابا للاطفال لتملأ قلوبهم فرحة فتجد صراخ الاطفاال يعلو بعد انقطاع الكهرباء من شدة الحر في الغرفة الضيقة التي تعيشون بها لتخرج الي الشارع في فراغ الدنيا كي تنتفس.
دعونا من كل هذه القصص الدرامية فلنتخيل قصصا اخري
عندما تركب الميكروباص وتجد السائق قد اتجه في طريق اخر غير الذي اعتدت عليه لتسأله فيقول لك ان هذا الطريق اسهل وحينما تجادله بانك ستنزل في منتصف الطريق وانك اتفقت معه في البداية علي سلوك طريق معين تجده يرد عليك ببرود ان الطريق مزدحم وان البنزين يكاد يفرغ وان هناك مؤامرة كونية تحول دون سلوكه لطريقك و يصدمك بانه يجب ان تنتظر حتي الوصول لنهاية الطريق وربما انها في النهاية ليست نقطة وصولك انت.بلا انها نقطة وصول سائق الميكروباص
يفتقد سائقو الميكروباص لدينا في مصر الي المصداقية و الي الشفافية في التعامل فهو كي يقنعك ان تركب في السيارة فانه يكيل لك الوعود مثل –هانزلك قريب جدا _ ولو سألته عن مكان سيرد عليك _هتنزل وتتمشي خطوتين وتبقي هناك_ ولو اراد ان يملأ علبة الصفيح بالبشر لوجدته ينادي باعلي حسه _اتفضل يا رايق_ وسعي جمبك يا استاذة للمدام_ وكلام معسول يوحي اليك بانه سائق لا مثيل له
ولكن بمجرد دخولك الي المصيدة والي علبة الصفيح فانك رهن لارادة سائق الميكروباص
يسمعك اغاني رديئة ويجعل الصوت مرتفعا حتي انك تكاد تفقد اذنيك وحينما تطالبه بان يسوق السيارة دون ضجيج تجده يقول لو مش عاجبك انزل اركب تاكسي
يسير بك كما انه يسير في الملاهي يتأرجح بك علي الطريق يبدو في حالة من المرح عندما _يأكل مطبا ساخنا _ بل ويبدو في حالة من الذعر حينما يقف علي الطريق لانزال احد الركاب وكانه في "رالي" ميكروباصات العالم
وكالعادة فان ثقافات الشعب نابعة من ثقافات حكامه فاذا حكمك طاغية ربما حول الشعب كله الي طغاة ومظلومين واذا حكمك من لا هدف واضح له الا ارضاء اهله وعشيرته ونفسه وبيعته فقد تجد البلد كله ينساق الي هذا الاتجاه
الا تشعر يا سائق الميكروباص الاكبر انك تسير بنا في طريق خطأ .الا تري ان الشعب يضيق الخناق عليه .الا تري ان النغمة الهابطة التي نسمعها تلك الايام ليست الا_زن علي الودان فقط_
مصر تشعر بالضيق مما يحدث في ربوعها من صراع بين اولادها في دهشور وبين اختناق للحياة اليومية بين كهرباء وماء بالكاد اصبحنا نحصل عليهم وبين وعود لم يتم تنفيذ شيء منها
ان المؤامرة الكونية اللولبية الفذة التي تقف ضد سائق الميكروباص .بالتأكيد لا تقف امام لسانه كي يقول لنا ما هي اسباب اتخاذه لمثل هذه القرارات .لابد ان يتذكر كل سائق ميكروباص انه لولا الركاب لما اصبح سائقا وانه لابد ان يسعي لارضاء الركاب والا كرهوه
ان الوعود تسقط وتكشف عن اقنعة من السخافة المتواصلة في الضحك علي الشعب المصري واتباع نظام قهري اخر في ادارة الوطن
في اي دولة اخري لو كان احد الرؤساء المنتخبين قد اخل بوعوده في برنامجه الانتخابي لكان هناك طرق قانونية لخلعه او رده الي برنامجه ووعوده التي سجلها التلفزيون وربما انتخبه البعض لوعد واحد فقط لم ينفذه ولن .
حقا ..لسنا في دولة القانون.اننا في دولة ارادة سائق الميكروباص.