الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«إسلاموفوبيا» على متن الطائرات.. الغرب يرفض استقلال المسلمين لرحلاته.. وخبراء: "وقائع فردية لا يمكن تعميمها"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

  • أستاذ نفسي سياسي: طرد المسلمين من الطائرات الغربية وقائع "عنصرية فردية"
  • طارق فهمي: "الإسلاموفوبيا" تتح للغرب إصدار تشريعات أوروبية تقيد دخول المسلمين لأراضيها
  • أستاذ اجتماع: تصاعد "الإسلاموفوبيا" عند الغرب بعد أحداث سبتمبر2011
  • غباشي: الدول العربية سبب عودة الإسلاموفوبيا بالدول الغربية
ما يفعله الإرهابيون بدول العالم من تفجيرات وغيرها من الأعمال الإجرامية دفع العالم الغربي لإعادة ظاهرة الإسلاموفوبيا، الأمر الذي دفع بعض قائدي الطائرات لرفض ركوب المسلمين معهم في الطائرات، وهو ما وصفه عدد من الخبراء بأنه ظاهرة خطيرة ستؤثر سلبا على المسلمين في بلاد الفرنجة.

حول هذه القضية، أكد الدكتور قدري حفني، أن وقائع طرد مسلمين من على متن طائرات تابعة لخطوط غربية هي وقائع عنصرية فردية، وليست ظاهرة تستحق التوقف عندها، لأنه في الأغلب تكون مدسوسة لخلق مناخ عام.

وقال "حفني"، في تصريح لـ"صدى البلد": "هذه الوقائع محدودة، والدليل أن عددها صغير بالنسبة لعدد المسلمين المسافرين يوميا على متن طائرات الخطوط الجوية الغربية، ولا يجب الوقوف على وقائع فردية لمضيفة تجبر أحد الركاب على النزول من على متن الطائرة، إلا إذا كانت هذه الحوادث بتوجيه من جهاز الأمن، فحينها يجب الوقوف عليها ومكافحتها كظاهرة سياسية غريبة".

كان زوجان مسلمان اتهما شركة «دلتا» الأمريكية للخطوط الجوية بـ«الإسلاموفبيا»، بعد أن أقدمت على طردهما من على متن رحلتها المتوجهة من العاصمة الفرنسية باريس إلى ولاية أوهايو الأمريكية، لانزعاج أحد أفراد الطاقم من وجودهما.

وقال الدكتور رفعت عبد الباسط، أستاذ علم الاجتماع، إن انتشار ظاهرة اضطهاد المسلمين من الغرب في الفترات الأخيرة تزايد وعرف باسم "الاسلاموفوبيا" لأنهم ينظرون للإسلام على أنه العدو لهم، لافتًا إلى أنه تزايد بعد أحداث سبتمبر2001 حينما أشارت أصابع الاتهام إلى المسلمين.

وأوضح "عبد الباسط"، في تصـريح خـاص لـ"صدى البلد"، أن الصراعات الموجودة في دول الغرب كالتفرقة العنصرية بين أصحاب البشرة البيضاء والسوداء نابع من التعصب والنظرة الضيقة، مشيرًا إلى أن اضطهاد المسلمين تجلى واضحا كلعبة سياسية على ساحة الانتخابات الأمريكية حينما وجه المرشح الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه دعوة بتهجير المسلمين الأمريكان خارج البلاد.

وأضاف أن الدول الغربية تتناسى فضل العلماء المسلمين في تنويرهم حضاريًا وإخراجهم من عصور الظلام، موضحا أن هناك الكثير من العلماء المستشرقين المعتدلين الذين يعترفون بفضل العلماء المسلمين عليهم أمثال العالم أحمد زويل وغيرهم من كان سبب النهضة العلمية في أمريكا.

وأشار إلى كثرة الاتهامات الموجهة دائما للمسلمين من الغرب ووصفهم بالإرهاب، والتي تسيء إلى الإسلام بشكل مباشر، ما جعل الأمر ظاهرة تزايدت في الآونة الأخيرة.

كما قال الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي ورئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الـأوسط، إن النظرة العدائية للدول الغربية تجاه المسلمين نتيجة ما يتحدثون به عن الإسلام بصورة مسيئة، لافتًا إلى أن الدول الأوروبية تنسب الأعمال الإرهابية مباشرة للمسلمين كالأحداث التي حدثت على أراضي فرنسا وألمانيا وتركيا، جعلتهم يقمعون الحرية للمسلمين تسببت فيها تيارات تدعي أنها إسلامية كـ"الحركة الداعشية."

وأوضح "فهمي"، في تصريـح خـاص لـ"صدى البلد"، أنه بعد أحداث سبتمبر 2011 تزايد مفهوم "الإسلاموفوبيا" ونظرة الغرب العدائية للمسلمين إضافة إلى التمييز العنصري، مشيرًا إلى نظرة المرشح الأمريكي "دونالد ترامب" للمسلمين الأشد عدائية وبحال وصوله للحكم سيطبق تهجير المسلمين من على أراضيها.

وأشار إلى خطورة الموقف في حال اتخاذ الدول الأوروبية تشريعات بتقييد دخول المسلمين العرب والأجانب على أراضيها.

بينما استنكر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، تعرض المسلمين في الدول الغربية لاضطهادات بسبب الصورة السلبية التي يتم تصديرها عن الاسلام والمسلمين داخل الدول العربية، والتي تسند أي أعمال إرهابية إلى أنصار الإسلام السياسي وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الدين الإسلامي ومعتنقيه.

وأوضح غباشي، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن هناك حالة من القلق والرعب والفزع تسيطر على دول العالم الغربي، وذلك بعد تنامي الهجمات الإرهابية على يد عدد من الإرهابيين المنتسبين للإسلام فقط شكليا، مشيرا إلى أن تلك الحالة ستؤثر على مستقبل المهاجرين المسلمين إلى الدول الغربية، وقد يصل التأثير إلى تهديد إقاماتهم وأعمالهم.

وشدد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية على ضرورة معالجة تلك الظاهرة القديمة الحديثة إعلاميا وتصدير الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي قبل تفاقمها وتهديدها للمسلمين المقيمين بدول العالم الغربي.

جدير بالذكر أنه تم طرد 4 مسافرين من بروكلين في الولايات المتحدة، كانوا متجهين من تورونتو إلى نيويورك من على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية؛ وذلك بسبب مظهرهم الإسلامي الذي بدا غير مريح للطيار.

وقد صرحت جريدة "لا بنجوارديا"، نقلًا عن "ذا إندبندنت"، بقيام المسافرين الأربعة بإدانة التمييز الذي تعرضوا له من قبل شركة الطيران بسبب اللون والعرق والمظهر.