المحليات والأمل القادم

بالتأكيد اقترب موعد إجراء انتخابات المجالس الشعبية المحلية بأنواعها الثلاث قروي ومركز ومحافظة ، والتي توقف العمل بها عقب ثورة 25 يناير 2011 ، وقد ظلت المجالس الشعبية مأوي للمقربين ومن لهم علاقات متشعبة بأصحاب القرار.
صحيح أننا لا ننكر امتلاكهم للخبرات المتراكمة من خلال تواجدهم لسنوات طوال دون تغيير للأشخاص فقد كنا نعرف أسماء المرشحين إلا قليلًا وربما كان التغيير يحدث عند وفاة أحد الأعضاء ليحل محلة أحد أشقائه فإن لم يكن فأحد أبناء عمومته والثمرة كما عرفنا وسمعنا في الماضي قال زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية أن الفساد في المحليات للركب.
وأخيرًا قالها الرئيس السيسي أن هناك فسادًا في المحليات، وهذا ما يدعونا إلى التفكير بجدية في هذه الاختيارات هل مازلنا فعلًا عند عهدنا ووعدنا في اختيار ذوي القربى وإن كانوا يفتقدون مقومات الترشح وأدناها سابق الخبرة والاستعداد للخدمة دون مقابل .
شئيء طبيعي أن تواجد الأعضاء القدامى لسنوات طوال كان من ثماره تجريف الصف الثاني والثالث وزيادة علي ذلك خلق حالة من الإحباط عند قطاع عريض في مقدمته الشباب وهو ما يدعونا إلى التغيير وأن تكون معايير الاختيار مختلفة جملة وتفصيلًا .
فليس أقل من الدفع بكوادر الشباب لاسيما من يمتلكون مقومات التفاني وقضاء حوائج الناس وهم كثرة ليست بالهزيلة الأحزاب والهيئات يقع عليها العبء الأكبر في الاختيار ولا يمكن أن ننسي حكمة الرجال لاسيما من عرفوا بطهارة اليد وتقديم الصالح العام على مصالحهم الفردية .
ويا حبذا لو تم تأهيل الراغبين في الترشيح لمدة عام علي الأقل ، في نهايته يعقد اختبار لهم ومن يجتازه يتم ترشيحه يقوم بالتدريس لهم نخبة من الأساتذة المتخصصين في عالم الإدارة والعمل العام وهو أمر معمول به في كل الدول المتقدمة وهو ليس بعسير فنحن نمتلك الكوادر القادرة علي التوجيه .. فهل نحن فاعلون ؟! .