الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هالة عبد الحميد تكتب: الاختلاف في الرأي جاب أجل الود

هالة عبد الحميد
هالة عبد الحميد

بيقولوا "ان الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" و ده طبعًا المفروض انه صحيح مافيش عليه أي مشكلة ... لكن المشكلة الحقيقية هي طريقة التعبير عن الرأي المختلف ده ... فهي مش هتفسد الود و بس ، لا دي ممكن تجيب آجله بسكتة قلبية مع سبق الاصرار و الترصد.

لأن الموضوع مبقاش مجرد تعبير عن الرأي و خلاص اللي هو المفروض انه يكون أبسط حقوق الانسان علي الأقل ، بالعكس حاول كده تدخل في مناقشة مع حد مختلف معاك في الرأي سواء في( اتجهاتنا السياسية ، ميولنا الرياضية او حتي الاجتماعية) هتلاقي الموضوع دخل في مزايدات و سب بأبشع الألفاظ اللي ممكن تطول الأهل كمان ، و الاغرب من كده إن أي موضوع بتختلف فيه مع الطرف التاني سبحان الله في لحظه بيتحول لسياسة و منها تدخل في إتهامات و خصومه و تشكيك كمان في حبك و إنتمائك لوطنك.

و خلينا نتناقش في النقطة الاخيرة دي بالذات ، اللي هي ( التخوين و التشكيك في الإنتماء و الحب للوطن ) و هلخصها في موقفين في منتهي البساطه :-

- الموقف الاول .....
لفت نظري رد فعل مجموعة من الناس بعد وفاة د/ أحمد زويل مؤخرًا ، من توجيه إتهامات و التشكيك في حبه و إنتمائه لـــ مصر
و كلام من نوعية "هو قدم إيه لمصر ، سافر و نسي البلد ، خاين .................."
في اللحظة دي إفتكرت أول مرة أقابل فيها د/ أحمد زويل و عن موقف لفت نظري و نظر كل اللي كانوا موجودين وقتها :-
في الفترة اللي كنت بشتغل فيها مع فريق عمل د/حاتم الجبلي وزير الصحة وقتها سابقًا , نظمنا" مؤتمر تطوير الخدمات الصحية 5 " في شرم الشيخ فبراير2009 .

كان د/أحمد زويل ضيف شرف المؤتمر و الطبيعي إنه يقدم كلمة ، بس بصراحة هو قدم محاضرة علمية بحتة بكل ما تعنيه الكلمة حرفيًا ، بس الغريب و الملفت ان خلفية الصوت للــ Presentation دي كانت موسيقي أغنية "انت عمري لـــ ام كلثوم" ، منكرش انها لفتت نظرنا بس بصراحة مركزتش في المعني بتاعها او الهدف منها في لحظتها ، ده انا يمكن أكون نسيت اللي حصل كمان .

لكن دلوقتي أنا مش بفتكر الموقف و استرجعه و خلاص ، لأ ده أنا بسترجعه بالمعني اللي أنا مفهمتوش وقتها كويس ، و اللي هو إن ده كمان ( نوع من أنواع التعبير عن الحب و الإنتماء و الحنين للوطن) اللي مفروض و طبيعي ان ميكونش في خلاف عليه من الأساس و اللي مفروض إننا منسمحش لأي شخص من بره إنه يشكك فيه ، بس للأسف إننا احنا ذات نفسنا اللي بنعمل ده في بعض .

بالرغم من إن المفروض نكون يعني خلاص وصلنا لمستوي كويس من الإرتقاء الفكري ، العلمي ، الثقافي اللي يخلينا نتقبل و نفهم اننا مش عايشين لوحدنا في البلد و ان لنا شركاء فيها ، صحيح هما مختلفين عننا في "الرأي و الفكر" و طريقة التعبير عنهم كمان بس الاكيد انهم متفقين معانا علي حُبه ، و لازم نتقبل فكرة اننا مختلفين عن بعض في طريقة التعبير عن الحب و الانتماء ده كمان.

للأسف اننا بنعاني الفترة دي من "التخوين السياسي" اللي بيعبر عن "عقليه إقصائية " من أهم سماتها التسلط و الجمود في التفكير ، الثبات علي رأي صلب ، عدم تقبل الحوار مع الآخر اللي بيتبعه الغرور و التمسك بالباطل .

- الموقف التاني......
بعد ظهور إعلان مؤسسة د/مجدي يعقوب الاخير في رمضان و الي اتقابل بترحيب و اشادة كبيرة بكل فخر و ده مش للإبتكار الفظيع في فكرة الاعلان ذات نفسها ، و لكن ده حب و احترام لــ د/مجدي نفسه ، ناس كتير كتبت عن حبها و احترامها لشخصه و للمجهود اللي بيقدمه ، ناس كتير شيفاه هرم و مثل آعلي لها لأنه قرر يرجع مصر و يكرس وقته لخدمة مرضي القلب و علي فكره ده كمان نوع تاني من أنواع التعبير عن الحب و الإنتماء للوطن.

بس اللي عاوزه اقوله هنا إن نفس الناس اللي مبهوره بـــ د/مجدي يعقوب و شيفاه مثلها الآعلي و كتبت فيه أشعار في الستاتس بتاعتها هي هي نفس الناس اللي دايما تكتب "اللهـــــم هجــــره" "يا رب خرجنا منها علي خير"........................

و ده أكبر دليل إن الإختلاف مش في الناس اللي حوالينا و بس ده الشخص ذات نفسه ممكن يكون شخصية مختلفة و متناقضه، طيب ده احنا بنكون عايشين في بيت واحد و مختلفين في" اتجاهتنا السياسيه و انتمائتنا الرياضية و الاجتماعيه" كمان ، بس متعايشين مع بعض عادي جدًا ..... يبقا مش غريبه شويه اننا منقبلش الاختلاف و التناقض ده من شخصيه تانيه ؟!!!!

* الخلاصه و رزقي علي الله ......
- إحنا مش عايشين في المدينه الفاضله اللي دعا لها أفلاطون ، ببساطه لأن مدينته ( ثابته لا تتغير ملامحها ) ، و ده أكيد غلط لأن الكون نفسه مافيش فيه ثوابت ، احنا كل شويه بنتطور فكريًا و تكنولوچيًا و المفروض بناء عليه نطور أدواتنا و سلوكنا الاجتماعي اللي بيأثر في المجتمع كله .
- مافيش مشكله اننا نعمل إعادة تدوير لأفكارنا و نعيد تشكيلها بشكل يتناسب مع واقعنا .
- احنا مش مجبرين إننا نؤمن بالرأي الآخر طالما مش مقتنعين به...لكننا مجبرين نؤمن بوجوده و إحترامه.