الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منظومة "ثاد" الصاروخية.. كوريا تؤكد حقها في امتلاكها.. والصينيون والروس متوجسون

صورة من تجربة صاروخية
صورة من تجربة صاروخية للمنظومة

خبراء :
بيونج يانج تمتلك ألف صاروخ باليستي 85% منها موجهة نحو سيول

"ثاد" نظام دفاعي يضمن الحق في الدفاع عن النفس ومبدأ السيادة
مدى الرادار الخاص بالمنظومة مرتبط فقط بمدى شبه الجزيرة الكورية
غير مرتبط بمنظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية وموجه فقط ضد تهديدات بيونج يانج


اعترضت بكين بشدة على قرار سيول الشهر الماضي نشر المنظومة الصاروخية الدفاعية "ثاد" على الأراضي الكورية وبحسب خبراء يأتي هذا الاحتجاج بسبب حساسية الصين لأي تواجد أمريكي في شبه الجزيرة الكورية وبزعم أن هذا الانتشار سيكسر حاجز الاتزان الاستراتيجي في المنطقة.

من جانبها أكدت كوريا الجنوبية على أنه من المهم أن تنشر المنظومة على أراضيها لتحجيم جنون جارتها الشمالية الصاروخي والتي تمتلك حوالي ألف صاروخ باليستي 85% منها موجه نحو سيول إضافة إلى التجارب النووية التي تجريها بشكل متكرر.

وترى سيول أن نشر منظومة "ثاد" على الأراضي الكورية سوف يوفر نظام حماية جوي متعدد الطبقات بالتكامل مع أنظمة باترويت الأمريكية المتواجدة بما يزيد من الفرص للاعتراض الصاروخي الناجح ويوفر فرصتين على الأقل لوقف هجمات بيونج يانج.

ومنظومة "ثاد" هي نظام دفاعي صاروخي باليستي مصمم لضرب الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والتي يصل مداها إلى 3 آلاف كم أو أقل بعد أن تنطلق وتصل إلى مجال من 40 إلى 150 كم.

وأوضح عدد من الخبراء العسكريين أن استخدام منظومة "ثاد" آمن للسكان المجاورين للبطاريات أو الرادارات إضافة إلى أن كوريا سوف تختار أماكن تعظم الاستفادة العسكرية دون أي تأثيرات سلبية على السكان ع توفير الأمان والبيئة المواتية النظيفة.

وتابع الخبراء أن رادار المنظومة سوف يتمم وضعه على أراض مرتفعة لتوفير قدرات بحث طويلة المدى كما سيوضع "مجس الرادار" "الآريال" بزاوية ارتفاع خمس درجات وهو ما يعني أن عملياته اليومية لن تؤثر على المناطق المجاورة إضافة إلى تطبيق معايير الإبعاد الأمنة في منطقة عمليات الرادار حيث أن معايير التعرض للموجات الكهرومغناطيسية سواء من الرادارات المدنية أو العسكرية تبلغ 100 متر من قاعدة الرادار.

وقالت مصادر إن حيز الرادار سيكون على بعد 500 متر من محيط القاعدة وبالتالي لن يؤثر على السكان المحليين خارج حدود القاعدة بحسب قوانين كوريا الجنوبية المحلية والمادة 47 الخاصة بموجات الراديو بالتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية.

وحول اعتراض دول الجوار قالت المصادر إنها تعترض على نشر المنظومة بحجة تأثيرها على الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة وبحجة أن رادار منظومة "ثاد" سيتنبأ مبكرا بالأنشطة المختلفة في منشآتهم العسكرية وحركة صواريخهم الباليستية إضافة إلى حجة تمكين كوريا الجنوبية من الانضمام لمنظومة حلف الدفاع الصاروخي في شمال شرق آسيا والذي تقوده الولايات المتحدة واليابان.

وشددت المصادر على أن نظام "ثاد" هو في الأساس نظام دفاعي يعتمد مبدأ حق الدفاع عن النفس ومبدأ سيادة الدول على أراضيها وهو موجه فقط ضد تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية وليس موجها ضد دولة ثالثة.

وأكدت أن مستوى الاكتشاف المثالي لرادار "ثاد" مرتبط فقط بحدود شبه الجزيرة الكورية وليس بمسار الطيران الخاص بالصواريخ العابرة للقارات التي تهدد الولايات المتحدة الأمريكية كما زعمت بعض المصادر.

وأشارت المصادر أن منظومة "ثاد" في كوريا الجنوبية غير مرتبطة بنظام الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة وموجهة فقط ضد صواريخ بيونج يانج خاصة وأنه لا يوجد شيء أثمن من حماية شعب كوريا وتأمينهم من التهديدات النووية والصاروخية الشمالية.

الصين: نشر المنظومة يقوض دعائم الثقة بين بكين وسيول

ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية -تصدر باللغة الإنجليزية- ان على بكين أن تعيد النظر في استراتيجيتها في شبه الجزيرة الكورية بعد التهديد الأخير الذي طرأ بعد سياسة سيول الصاروخية الجديدة. وقال وزير الخارجية الصيني وانج لي على هامش منتدى الآسيان الشهر الماضي: إن قرار كوريا الجنوبية قد قوض دعائم الثقة بين البلدين.

من جانبه أكد سفير الصين لدى كوريا الجنوبية أن نشر منظومة "ثاد" يضع العلاقات الكورية الصينية على المحك على الرغم من تأكيدات سيول أن المنظومة في كوريا غير مصممة ولا قادرة على تهديد مصالح الصين الأمنية ولا تستهدف أي طرف سوى كوريا الشمالية وهي مجرد إجراء دفاعي.

الموقف الروسي:

ويتخوف الروس من نشر منظومة دفاع صاروخية بحرية من نوع "ثاد" وبحسب موقع "سبوتنيك" فإن موسكو ترى أن سيول تخطط لنشر المنظومة البحرية من الصواريخ بحيث يتم تسليح السفن على ساحل شبه الجزيرة الكورية لتعترض الصواريخ الروسية الاستراتيجية.

وأكد الخبير العسكري الروسي فلاديمير يوفي زيف أنه للتعامل مع الأزمة الاستراتيجية التي خلقتها الولايات المتحدة في دول آسيا في المحيط الهادي لابد لبكين وموسكو من تكثيف تعاونهما في منطقة شمال شرق آسيا والعمل معا عن طريق اتخاذ إجراءات لمواجهة التهديدات بعد كسر حاجز الاتزان الاستراتيجي في شبه الجزيرة الكورية.