أفضل مكان لـ«ركعتي الطواف» وكيفية أدائهما

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يشرع لكل من طاف بالبيت أن يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام؛ لفعله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف «الجندي» لـ«صدى البلد»، أن ابن القيم قال: فَلَمَّا فَرَغَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- مِنْ طَوَافِهِ، جَاءَ إِلَى خَلْفِ الْمَقَامِ فَقَرَأَ: «وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى» [البقرة: 125] [الْبَقَرَةُ 125]، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَالْمَقَامُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، قَرَأَ فِيهِمَا بَعْدَ الْفَاتِحَةِ بِسُورَتَيِ الْإِخْلَاصِ. وَقِرَاءَتُهُ الْآيَةَ الْمَذْكُورَةَ بَيَانٌ مِنْهُ لِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَمُرَادُ اللَّهِ مِنْهُ بِفِعْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
وأكد المفكر الإسلامي، أنه ليس بالضرورة أن يُصلّي خلف المقام مباشرة، ولكن ليجعل المقام أمامه وليكن في أي مكان خلف هذا المقام يُصلّي ركعتين سُنّة الطواف ويقرأ في الأولى: «قُلْ يَا أَيُهَا الْكَافِرُونَ» «الكافرون»، ويقرأ في الثانية: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» «الإخلاص».
واختلف العلماء هل هاتان الركعتان واجبتان أو مستحبتان؟ فقال الشوكاني: وقد اختلف في وُجُوبِ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، فَذَهَبَ أَبُوحَنِيفَةَ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ الشَّافِعِيِّ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ: إلَى أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ، وقال مالك، والشافعي في أحد قوليه وَالنَّاصِرُ: إنَّهُمَا سُنَّةٌ؛ لِمَا تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ مِنْ حَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ لَمَّا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا؛ إلَّا أَنْ تَطَوَّعَ.
ورجح قول الجمهور وهو أن هاتين الركعتين مستحبتان، فمن تركهما فلا شيء عليه، ثم إن من انتقض وضوؤه بعد الطواف، فإن أراد أن يأتي بالسنة، فليتوضأ، وليصل خلف المقام، ويحصل أصل السنة بأداء هاتين الركعتين بعد الطواف في أي مكان.
ورأى الشيرازي: «والمستحب أن يصليهما عند المقام؛ لما روى جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «طاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين» فإن صلاهما في مكان آخر جَازَ؛ لِمَا رُوِيَ «أَنَّ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- طاف بعد الصبح ولم ير أن الشمس قد طلعت، فركب، فلما أتى ذا طوى أناخ راحلته، وصلى ركعتين» وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يطوف بالبيت، ويصلي ركعتين في البيت.