الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تناول أدوية «الكوليسترول» يقلل الإصابة بالنوبات القلبية 25%

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكدت نتائج دراسة حديثة تدعى " Hope 3 " هوب ٣ عن تأثير أدوية علاج خفض الكوليسترول على المرضى الذين يعانون من عوامل خطورة متوسطة، خفض نسب الإصابة بالنوبات القلبية وبغض النظر عن مستوى الدهون بالدم سواء كانت مرتفعة أو منخفضة.

جاء ذلك اليوم خلال المؤتمر الصحفى للاحتفال بمرور عشر سنوات على طرح عقار "كريستور " في السوق المصري.

وأوضح الدكتور سامح شاهين أستاذ امراض القلب كلية طب جامعة عين شمس ورئيس جمعية القلب المصرية أن نتائج الدراسة التى شملت ١٢٧٠٥ مريضا من ٢١ دولة، وأعلنها مؤتمر الكلية الأمريكية للقلب مؤخرا والتي أظهرت ان استخدام أدوية علاج ارتفاع الكوليسترول بالدم (ستاتين) لهؤلاء المرضى أمكنه تخفيض خطورة الاصابة بالأمراض القلبية بنسبة ٢٥ ٪ ، والسكتة الدماغية بنسبة ٣٠٪، والسكتة القلبية بنسبة ٣٥٪ ، كما ثبتت فائدة تناول العقار للمرضى الذين لديهم عوامل خطورة متوسطة وخاصة مرضى ارتفاع ضغط الدم.

الجدير بالذكر انه عند اعلان نتائج الدراسة بمؤتمر الكلية الأمريكية للقلب لعام 2016, علق الدكتور كيم الن وليم رئيس الكلية الامريكية لامراض القلب والذى اعلن نتائج الدراسة بمؤتمر الكلية الأمريكية للقلب، انه من المدهش تأثير علاجات الدهون ( ستاتين ) فى تقليل الاصابة بأمراض القلب لمرضى الضغط، حيث أظهرت النتائج ان تلك العلاجات رغم انها ليست لعلاج الضغط الا انها اسفرت عن خفض الاصابة بأمراض القلب بين مرضى الضغط.

ومن جانبه قال الدكتور أشرف رضا أستاذ امراض القلب كلية طب جامعة المنوفية ورئيس الجمعية المصرية لتصلب الشرايين EAVA ان نسب الوفيات بين المصريين بسبب أمراض القلب تصل الي 46 ٪ طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لسنة 2014 ، كما أن 40 ٪ من المصريين مصابون بالكوليسترول ودهنيات الدم وذلك طبقا لإحصاءات منظمة الاغذية والزراعة الفاو ، ومتوسط أعمار المصابين بأزمات القلب اقل من النسب العالمية، وغالبا ما يعود ذلك الى نمط الحياة غير الصحى من ناحية وعدم ممارسة الرياضة، وتناول الأغذية غير الصحية من ناحية أخري.

وأضاف أن الدراسة المصرية CEPHEUS أظهرت معلومات مهمة بالنسبة لاستخدام الأدوية المضادة لارتفاع الكوليسترول بالدم حيث كشفت أنه علي الرغم من تناول المرضى لعلاج الكوليسترول, لا يصل سوى 32.5٪ فقط منهم الى المعدلات المستهدفة من العلاج .. والاخطر من ذلك ان المرضي الذين يعانون من قصور فى الشرايين التاجية، والمصابين بمرض السكري وهم المجموعات الاكثر خطوره, لا تتعدى نسبة من يصل منهم الى المستويات المستهدفة من الكوليسترول باستخدام العلاج سوى ١١٪ تقريبا .. وهذا يرجع الى عدم اعطاء الجرعات الكافية من العلاج او عدم الانتظام عليه ، او وقفه بمجرد التحسن، مشيرا الى ان علاج خفض الدهون يجب ان يستمر مدى الحياة شأنه فى ذلك شأن علاج السكر والضغط.

وأوضح الدكتور أشرف رضا ان أحدث الخطوط الارشادية للكلية الامريكية للقلب لعلاج مرض الكوليسترول اوصت بأن يبدأ العلاج بجرعات مرتفعه من أدوية الكوليسترول لمن تم تشخيصهم مصابون بمرض القلب وتصلب الشرايين التاجية، مشيرا الى أن الهدف من العلاج هو خفض نسبة الدهون الضارة الى ٥٠٪ أو أكثر فورا باستخدام إحدى المجموعات العلاجية لخفض الكوليسترول (ستاتين) لمنع تكرار الازمات القلبية، والجلطات.

وفجر الدكتور اشرف رضا مفاجأة من العيار الثقيل بعد ان كشف ان ارقام معامل التحاليل منذ اكثر من عشرين عاما بالنسبة للدهون الثلاثية لم تتغير وأصبحت غير واقعية، حيث تشير الى ان نسبة الكوليسترول الضار الطبيعية تتراوح ما بين ١٦٠ملج دل الى ١٩٠ملج دل، لافتا الى انه لم يعد هناك ما يطلق عليه نسبة طبيعية، ولم يعد هناك رقم مثالي حتى اذا كان ٧٠ ملج دل ، فإذا كان المريض مصاب بالسكري وعمرة يتراوح بين 40 – 70 سنة واصيب بأزمة قلبية فلابد من تناول علاج لخفض نسبة الكوليسترول من ٣٠ الى ٥٠٪ .

وتحدث الدكتور محمد خطاب أستاذ الغدد الصماء والسكر كلية طب قصر العينى ورئيس الجمعية المصرية للسكر ودهينات الدم عن أهمية الاكتشاف المبكر لمرض الكوليسترول بين مرضى السكر، مشيرا الى أن اختلال نسب الدهون فى الدم بين مرضى السكر تمثل جزءا هاما من العلاج المتكامل للمريض، مشيرا الى ان ضبط السكر والضغط والكوليسترول والاقلاع عن التدخين وخفض الوزن ، وتعديل نمط الحياة تشكل فى مجموعها العلاج المتكامل لمريض السكر، نظرا لان خفض معدل السكر فى الدم بمفرده لا يمثل نجاحا فى العلاج.

وأضاف أنه يجب النظر لاختلالات نسبة الدهون فى الدم على انها مكون اساسى من مرض السكر وليس جزءا هامشيا، مشيرا الى ان الدراسات الحديثة العلمية التى نشرت اخيرا .. تؤكد أن علاج الكوليسترول فى المرضى بصفة عامة وفى مرضى السكر بصفة خاصة تؤدى الى تقليل نسبة الاصابة بمشاكل القلب والشرايين.

ومن جانبه قال الدكتور حسام قنديل أستاذ ورئيس قسم امراض القلب كلية طب قصر العينى أن مرض تصلب الشرايين هو اخطر أمراض العصر، وهو يصيب شرايين القلب، والمخ، والشرايين الطرفية، وشرايين الكلى، ويزداد مع السن، وظهور المجموعة الدوائية (ستاتين) هو اول علاج فعال وحقيقي لتصلب الشرايين وله جرعات توقف تطور المرض، للشرايين، وتقلل الترسبات الدهنية داخل الشرايين، والمداومة على الادوية تحت اشراف الطبيب الهدف منها ليس فقط خفض مستوى الكوليسترول، بينما الهدف منها ضبط ترسب الدهون وتحسين اداء الشرايين وتقليل خطورة الاصابة بالأزمات القلبية.

وأضاف الدكتور إبراهيم الابراشى أستاذ الباطنة والسكر كلية طب جامعة القاهرة أن ٦٠٪ من مرضى السكر من النوع الثانى لديهم ارتفاع فى ضغط الدم، وهذا مؤثر فى مرضى السكر على المضاعفات الاساسية مثل الأوعية الدموية الدقيقة فيما يؤثر على الكلى والتهاب الاطراف العصبية وشبكية العين، ما يؤثر على الشرايين وتصلبها مثل القلب والمخ.

وتشير الاحصاءات العالمية الى أن الاتجاه العالمى لجمعيات السكر العالمية والبروتوكولات العلاجية ان التعامل مع مريض السكر لا يتوقف فقط على ضبط السكر، والاهم هو ضبط كل المؤثرات والعوامل التى تؤدى الى تصلب الشرايين فى مرض السكر، وعلى راسهم ضبط ارتفاع ضغط الدم، وخفض معدل نسبة الكوليسترول الضار فى الجسم، مما يؤدى الى خفض الاصابة بالمضاعفات.