الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد البحراوي يكتب: دوامة وناس مُلامة!

صدى البلد

هكذا أصبح الروتين اليومي لدى الكثيرين أيها السادة، تبدأ يومك الساعة الخامسة صباحًا تستيقظ من نومك الذي لم يكفي لراحت جسدك وتجهز نفسك وتخرج من باب بيتك الى دوامة الحياة، فهناك من كان موظف وينتهي عمله في ظهر اليوم ويخرج مسرعًا حتى لا يتأخر على عمله الإضافي الذي يساعده في كسب قود يومه، ومنهم من يعمل في قطاع خاص ولكن بنفس مواصفات الدوامة، وكلاهما ينتهي يومهم في الساعات الأولى من يوم الغد.

حين تعود الي بيتك لم يتبقى امامك الا بضع ساعات ربما ثلاث او اربع ساعات لتريح جسدك حتى تبدأ دوامتك الجديدة في اليوم التالي ويستمر هذا الامر الى نهاية اسبوعك وتنتظر يوم الجمعة لكي تريح بدنك الذي ارهق طوال الأسبوع في عملك الشاق.

ومن هنا يأتي اللوم عليك اما من زوجتك وابنائك او من والديك، نعم فلهم الحق ان يجلسون معك ولزوجتك وابنائك حق ان تجلس معهم وان تأخذهم في فسحه قصيرة لتغير الروتين اليومي الذي تعايشون معه، ولكن كيف!، فهذا الشخص لم يكتفي بنومه طوال الأسبوع وينتظر هذا اليوم لتعويض جسده الراحة اللازمة حتى يستطيع في الاستمرار في العطاء.

فما بالكم أيها السادة بمن تستمر دوامته حتى يوم الجمعة، نعم حتى يوم الجمعة يعمل وربما يكون هذا اكثر يوم مرهق في مجال عمله نظرا انه يوم عطله، ولكن هناك بعض السلع التي ليس لا علاقه بعطلات رسميه او أعياد او مناسبات.

لا ادري من له حق اللوم حينها، زوجته التي تلومه بانها لا تراه الا صدفة ام أبنائه الذين ربما نسو ملامح وجه ابيهم ام بدنه الذي عليه حق ام والديه الذي قصر في سؤاله عليهم، ام هو من يلوم الظروف التي جعلة منه آلة فقط لكسب قود يومه، ام يلوم صاحب العمل الذي لا يهمه الا عمله فقط ولا يلتفت لأي شيء اخر.

والغريب في الامر اذا تأخر شخص يوما لأي سبب خارج عن أرادته فينسى صاحب العمل ان هذا الشخص مر عليه شهور ولم يتأخر دقيقه عن موعده ولم يأخذ إجازة نصف يوم ولكن فقط تأخر بضع دقائق، فيبدأ باستخدام سلطته في توجيه اللوم على الموظف الذي يعمل لديه وكأنه اقدم على جريمة بشعه الا وهي تأخر عن موعد عمله.

عذرًا أيها السادة، هو ليس عبدًا لديك ولست انت من ترزقه، ولكن جعلك الله سببًا في رزقه وليس مصدر رزقه، واعلم انك بدون الموظفين الذين يعملون لديك ليس لديك قيمة لان هم من يقدون عملك الى بر الأمان. واعلم انك بدُنهم ستنفذ أموالك وتصبح فرد جديد في دوامة وناس مُلامه.