الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ بالأزهر: الإفتاء بغير علم «تَقَول على الله»

صدى البلد

نظمت كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، ندوة بعنوان "الفتاوى الشاذة وأثرها في المجتمع"، بحضور الدكتور أحمد منصور خلف الله عميد الكلية والدكتورة عزيزة الصيفي أستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة جامعة الأزهر بالقاهرة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس.

وقالت الدكتورة عزيزة الصيفي أستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد الأسبق وعضو لجنة لجنة البيئة بجامعة الأزهر، خلال كلمتها، إن مصر تعاني في الآونة الأخيرة من الفتاوي الشاذة التي ينشرها غير المؤهلين.

وأضافت أن هذه الظاهرة تلقي علي كاهل الازهر الشريف ودار الإفتاء المزيد من الأعباء، حيث يحتاج الأمر إلى مواجهة قوية في التصدي للفكر المنحرف الذي يصدر من هؤلاء الباعدين عن الفتوي ومع ذلك يعملون في مجال الدعوة الإسلامية، كذلك هؤلاء المتشددين الذين يحيدون عن الاسلام الوسطي الصحيح.

وأشارت إلي أن منصب الإفتاء عظيم الشأن لا يتصدي له إلا المتخصصون الذين تبحروا في علوم الشرع وأصبح لديهم القدرة علي الافتاء من واقع ما درسوه وتعلموه فليس كل من تعلم ودرس العلوم الاسلامية قادر علي الافتاء ، فالافتاء بغير علم تقول علي الله ويكون صاحبه مشرع لما لم يأذن به الله.

واوضحت ان هذا الشطط في الفتوي لا يظهر الا في فترات تمر فيها البلاد بحالة من الفوضي والحروب والفقر والجهل والانفلات الاخلاقي منوهة ان هذه الفتاوي الشاذة اثارها الخطيرة حيث يتميز اصحابها بالتشدد والغلظة والغلو او بالتسهيل بدرجة الافراط والتفريط .

وعددت الصيفي كثيرا من الفتاوي الغريبة علي مجتمعنا مثل ارضاع الكبير ، ورؤية الخطيب لخطيبته اثناء الاستحمام ، واباحة القبلات لغير المتزوجين بدعوي ارتفاع تكلفة الزواج وغير ذلك من فتاوي اختصوا بها النساء مثل فتوي بعدم دفاع الرجل عن زوجته في حالة الاغتصاب وقد رفض الازهر هذه الفتوي لان المسلم ليس خسيسا وكذلك اباحة الزواج من الاخت قبل انتهاء العدة من اختها ، وجواز تمتع الرجل بفتيات العاملات بمراكز المساج والتمتع بالبكر بغير إذن ابيها كل ذلك الفتاوي وغيرها رفضها الازهر لانها تشيع الفاحشة في المجتمع.

وتابعت: من الفتاوي الضالة ايضا فتوي تحطيم ابو الهول والاهرامات والتماثيل الفرعونية بحجة ان الرسول قد هدم الاصنام ولكن هناك فرق بين الاصنام وبين الاثار الفرعونية التي لا يفكر المعتوه او من ليس له عقل بعبادتها منوهة ان الشعب يعلم انها اثار ولا يتخيل احد عاقل انها اصنام تعبد.

وأضافت انه بسبب خطورة الفتوي كان الصحابة والائمة رضي الله عنهم يتمهلون طويلا عند السؤال خوفا من الفتوي فقد سئل الامام الشافعي سؤالا فسكت فقيل له لماذا سكت فقال حتي ادري ان الفضل في السكوت ام في الجواب ، كذلك حرص الامام مالك علي التأني في الفتوي كانت تعرض عليه خمسون مسألة فيصمت ويقول حتي اعرض نفسي علي الجنة والنار.

وأكدت انه لكي يتم علاج هذه الظاهرة اولا يجب ان يكون المسلم ورعا يتقي الله فيما يقول خاصة في المسائل المشكلة والامور التي تغمض عليه وكذلك يبتعد عن الاسئلة الغريبة ولا يساهم في نشر الآراء الشاذة حتي وان كانت في كتب التراث، ويجب ان يعلم المسلم ان هناك كثيرا من الفتاوي قد تصلح في زمن ولا تصلح في زمن آخر، وان المعول عليه والأكيد والمحقق هو الثوابت في القرآن والسنة وما عدا ذلك يحتمل الخطأ والصواب كما قال الشافعي، وكذلك قال النبي اجرؤكم علي الفتيا اجرؤكم علي النار، فعلي المسلم الا يتجرأ علي الفتيا الا اذا كان مؤهل واحالة المسائل المستشكلة للمجامع الفقهية ودار الأفتاء ﻹبداء الرأي.

واشارت الي انه ينبغي علي رجال الاعلام الا يساهموا ببرامجهم التي يستضيفون فيها اصحاب تلك لفتاوي ومحاولة وضع ضوابط وقوانين لأن ما ينشر من الصعب تداركه