الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آمنة نصير لـ«صدى البلد»: أرفض منع الروايات الخادشة للحياء.. لو جاءنى كفار قريش سأضع بندا لهم فى الدستور.. «السيسي» قارئ جيد للإسلام.. أتمنى ألا أرى النقاب بمصر.. والأزهر صوته «خافت»

صدى البلد

  • اتهمت بالتفريط فى دينى بسبب مقترح إلغاء مادة ازدراء الأديان
  • اللجنة التشريعية لم تراع الإنسانية فى القانون.. وأنا حامية لدينى أكثر منهم
  • الإفراج عن إسلام البحيرى اعتبرته عزائى فى رفض القانون
  • وجود قانون ازدراء الأديان سيؤدى إلى حبس إسلام البحيرى مرة أخرى
  • "لما اشوف أبو المعاطى هقوله خسئت يا شيخ وسودت وشى جوه وبره.. ربنا ينتقم منك"
  • هناك ريح سلفية هبت على المجتمع المصرى
  • خلطة الشيخ الشعرواى جذبت الفنانات له
  • أرفض الأذان الموحد وأتمنى عدم تأجيج الخلاف مرة أخرى بين الأزهر والأوقاف
  • وصفى النقاب بأنه عادة يهودية لا يمثل إساءة ولكن ترسيخ للتاريخ
  • النقاب تم إدخاله فى مصر من أجل "البيزنس"
  • لا يعنينا داخل الجامعة كون الطالب دينيا أولا دينى
  • الدستور يخص الحقوق وليس الديانات
  • ابتيلت بناس فى البرلمان لا تسمع أهل الاختصاص
  • الراقصة لها حرية الرقص والمشاهد لديه حرية المشاهدة أو عدمها
  • المرأة التى تقبل بأن تكون ملك يمين مجرمة فى حق نفسها ويعد زنا
  • طالبت بفتوى من الديار المصرية تؤكد أن ملك اليمن زنا
  • انتشار السوشيال ميديا والتليفزيون ساعدا على زيادة البلاء فى المجتمع
  • أعاتب شيوخ الأزهر على عدم التصدى لفوضى الفتاوى المنتشرة فى المجتمع
  • بعض الأحاديث النبوية لا تصلح لهذا العصر
  • المواثيق والقوانين الدولية أصلحت كثيرا من العيوب التى عانى منها الإسلام فى بدايته
  • خوف الائتلاف من قول إنه الحزب الوطنى الثانى جعله يعمل «ألف حساب» تحت القبة
  • القيادة وغلبة الصوت العالى أبرز سلبيات المجلس
آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، وحاليا عضو مجلس النواب عن قائمة "فى حب مصر"، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، معروفة بآرائها المثيرة للجدل دائما، بسبب أفكارها ومقترحاتها التى يراها البعض متفتحة، بينما تدفع آخرين لاتهامها بالتفريط بالدين.

أجرى معها "صدى البلد" هذا الحوار للتعرف على موقفها من البرلمان وأدائه، خاصة بعد رفض تعديل مادة ازدراء الأديان الذى تقدمت به، الأمر الذى دفعها لوصف نواب اللجنة التشريعية بأنهم "لا يحترمون الإنسانية".

وخلال الحوار، فجرت النائبة مفاجأة ممثلة فى أنها على وشك إصدار كتاب تحت عنوان «يوميات أستاذ جامعى بالبرلمان»، وذلك لتلخيص تجربتها الأولى كنائبة تحت قبة المجلس، لافتة إلى أن الكتاب يتناول السلبيات والإيجابيات لدى نواب المجلس.

وإلى نص الحوار....

فى البداية اللجنة التشريعية فى البرلمان رفضت مقترح إلغاء ازدراء الأديان من قانون العقوبات.. كيف واجهتِ هذا الرد.. وما الأسس التى استندتِ إليها فى وضع التعديل؟

عندما تقدمت بتعديل قانون ازدراء الأديان وجهت إلى الاتهامات بأننى من المفرطين فى دينى، إلا أننى خادمة لهذا الدين، وأدرك عظمة العقيدة وما فيها من مساحة لخطايا الإنسان وإصلاحها، ومع جميع الأدلة التى قدمتها على ضرورة هذا التعديل، تم رفضه من قبل أعضاء لجنة الشئون التشريعة بالمجلس.

واستندت إلى مجموعة من الأسباب التى تؤكد بطلان القانون وعدم دستوريته، والتى جاء على رأسها أن كلمة ازدراء مطاطة وهلامية وغير محددة المعالم، كما أن القانون بشكله الحالى يتعارض مع حرية الإنسان التى أعطاها الله لعزة الإنسان، بالإضافة إلى أن هذا القانون ممتلئ بالعوار وغير دقيق التعريف، الأمر الذى يتنافى مع ما جاءت به المحكمة الدستورية بأن القوانين التى يحاكم بها الإنسان لا تحتمل الاجتهاد أو التأويل والتفسير وتكون محددة المعالم.

هذا بالإضافة إلى أن القانون ضد توقيع مصر على المواثيق الدولية مثل قوانين الأمم المتحدة وغيرها من القوانين الدولية، كما أن الدستور المصرى نفسه يعطى للإنسان فى كثير من مواده حرية الكتابة والإبداع، وإذا خالف وحاد عن الطريق يتم الرد عليه وليس سجنه، كما أن القانون يواجه عدم التوافق مع النص الإسلامى، لذلك فإن القانون غير قابل للتطبيق.

ولكن نواب البرلمان، الذين يعد التقنين ووضع التشريعات أحد مهامهم، فشلوا فى مراعاة الإنسانية، كما أن رفض القانون مثل لى صدمة فى عدم التوفيق فى الجهة التى لجأت إليها والتى تتمثل فى لجنة الشئون التشريعية بالبرلمان لتعديل القانون، خاصة أنه لم يكن هناك ثغرة واحدة به.

هل من الممكن إعادة طرح التعديل على القانون مرة أخرى على اللجنة التشريعية؟
إذا وجدت سبيلا لطرح التعديل على تلك المادة فى البرلمان سأطرحه مرة أخرى، خاصة أن تلك المادة تم اصطياد الناس بها، فلابد من ترك الناس تكتب ومن يحيد عن الطريق يتم الرد عليه كما كان الأمر من قبل وليس وضعه خلف الجدران وتقييده، والعمل بمبدأ أواخر القرن الماضى، فهناك من كتب "لماذا أنا مسلم"، وتم الرد عليه من قبل كاتب آخر فى كتاب "لماذا أنا ملحد"، ولم يتم اغتيالهم أو قتلهم مثل فرج فودة، أو وضعهم خلف القضبان مثلما حدث مع إسلام البحيرى.

كما أن غلق الأبواب وتضييق مساحة الرأى دليل على وجود فقر علمى وفقر اجتهاد واستيعاب للرد على من يحيد عن الطريق، بالإضافة إلى عدم وجود علماء يمتلكون غزارة الفكر والعلم، ويردون على الأخطاء.

كيف تقبلتِ خبر خروج إسلام البحيرى من السجن ضمن الشباب الذين تم العفو عنهم بقرار من رئاسة الجمهورية؟
أحمد الله أننى جاءنى النصر ومؤازرتى بعد رفض إلغاء مادة ازدراء الأديان من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بإفراجه عن إسلام البحيرىن واعتبرته نوعا من العزاء لى بعد رفض القانون، كما أود أن أجد فرصة لأزيح هذا القانون من سلسلة القوانين المصرية بما فيه من عوار شديد، وكنت أود قبول هذا العمل وأن يحسب للبرلمان إزاحة هذا القانون لكنهم تعاملوا مع الموقف من قبل الحماية السطحية للدين.

وأقول لنواب اللجنة التشريعية: أنا حامية للدين أكثر منكم ألف مرة بأسس وبعلم وعقيدة، فلا أحد يزايد على فى هذا الأمر وما قدمته من أدلة نصية من القرآن الكريم وأكثر مما يزيد على 15 آية قرآنية تعطى حق إلغاء المادة، واستشهدت بالحديث الشريف "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، وكنت أود أن الهيئة المسئولة بالأزهر الشريف التى غضبت من أخطاء إسلام البحيرى أن تستدعيه وتناقشه ولا تقيم له محاكمة تفتيش.

وكنت أود ألا يتكرر ما حدث مع إسلام البحيرى وغيره من الشباب بأمر من قبل البرلمان، إلا أن الله أنصف تعبى من خلال إفراج الرئيس عنه، لكنى آسف لضيق الأفق فى البرلمان، وبالتأكيد مادامت مادة ازدراء الأديان موجود فى الدستور، سيسجن بها البحيرى كما سجن أول مرة لأنه لن يغير تفكيره.

هل ترين أن العفو عن إسلام البحيرى من قبل رئيس الجمهورية ليس حجة كافية لإعادة النظر من قبل البرلمان فى إلغاء المادة؟
إننى أنتظر ولا أسبق الأحداث، إلا أننى "زعلانة" على البرلمان، لعدم قدرته على إلغاء المادة، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل قارئ للإسلام جيدا لذلك أصدر قرار العفو عن إسلام البحيرى، وأدرك ما كنت أتمناه من البرلمان.

ما ردك على النائب أبو المعاطى مصطفى بشأن حديثه عن أن نجيب محفوظ خادش للحياء؟
شعرت بأسى شديد جراء تلك التصريحات، خاصة أن جميع ماكتب نجيب محفوظ يعد من تراثنا المصرى، فيه الغث والثمين وكتاباته ترسخ للعبارات والأقوال التى استخدمها عصره، ولابد أن نتحلى بالرقى ونتوقف عن نبش القبور والاستعلاء وكأننا فى المدينة الفاضلة.

وأقول لهذا النائب: لسنا فى المدينة الفاضلة، ما أتى به نجيب محفوظ هو جزء من تراثنا وجزء من شرائح المجتمع المصرى وجزء من نسيجنا، ويجب التوقف عن الاستنكار والتأله والنظر إلى المجتمع على أنه المدينة التى رسمها أفلاطون.

وحديث النائب ينفى وجود تاريخ ويؤكد أنه ليس لديه معرفة بالمجتمع، ويعد نوعا من الخروج عن أرض الواقع إلى الدخول فى مدينة مثالية غير محققة على الأرض.

وأقول للنائب: "هو انت عازز عليك إن عندنا شخصية مصرية حاصلة على جائزة نوبل"، ولما اشوفه هقوله: "خسئت يا شيخ وسودت وشى جوه وبره.. ربنا ينتقم منك".

هذا النائب لم يقرأ كتابا لنجيب محفوظ ليعلق عليه، وهناك ريح سلفية هبت على الشعب المصرى.

و"هذا النوع من البشر بيعملى نوع من الاختناق النفسى فى البرلمان"، الأمر الذى سيدفعنى إلى عمل كتاب تحت عنوان "تجربة أستاذ جامعى فى البرلمان"، هسجل جميع انطبعااتى السلبية والإيجابية عن البرلمان وأتركها للتاريخ.

هل توافقى على منع الرويات الخادشة للحياء؟
أنا ضد القيود التى تخنق الإبداع حتى وإن كان هذا الإبداع فيه شيء من الانحراف، إلا أنه يجب رفضه والرد عليه الحجة بالحجة والكلمة بالكلمة والمقال بالمقال، أما مسألة الاتجاه للسجون، أو حبس إنسان زل قلمه ولسانه، أمر يحدث حالة من الاختناق داخل البشر.

كما أن الخروج عن أدبيات المجتمع المصرى، أو عن مورث القيم التى أخذناها من الشرائع السماوية، ففى هذه الحالة يجب الرد على كل نفس بما جاءت وليس بسجنها.

ما هو الرد على حديث مفيد فوزى حول أن الشيخ الشعراوى زرع بذرة التطرف وحرض الفنانات على الحجاب؟
الشيخ الشعراوى استطاع بطريقة عرضه التى اختلفت عن الديالوج الأزهرى الصرف، الوصول لجميع الطبقات من خلال طريقته لمخاطبة الطبقة الدنيا، بالإضافة إلى وجود جزء من الدعابات، كما أنه جمع بين ثقافته العالية فى اللغة ومعرفته بالنص، وهذا يمثل خلطة الشيخ الشعراوى التى جعلته يتفرد ويجذب إليه المشاهد، والمستمع ونجح باختلاف الخطاب عن باقى الشيوخ وبما تميز به خطابه، إلا كثيرا من الفنانات انجذبن لأسلوبه وطريقته، الأمر الذى لا يمثل عيبا، كما أن الفنان مخير أى طريق يسلك، وأيضا الفنان له حرية فى الاستمرار وممارسة فنه فى إطار معين أو أن يختار الاعتزال، فهذا يعد ضمن حقوقه.

ولا أوافق على نقد الشيخ الشعراوى، خاصة أن لديه خصوصية التى تميز بها، ومن الصعب أن يكون هو سبب فى التطرف على الرغم من آرائه الحادة فى بعض الأحيان.

هل هناك انتشار لفكرة الهجوم الحاد خلال الفترة الحالية على الشيوخ القدامى أو حتى الكتاب؟
عدم ترك "مكرمة" واحدة لمصر فى تاريخها يمثل مرضا فى المجتمع، أصيب به الشعب المصرى ودفعه لعدم ترك أى نجمة تنور مصر تاريخيا أو مستقبلا، وانتشار السوشيال ميديا والتليفزيون ساعد على زيادة البلاء فى المجتمع.

ما حكم الدين فى مشروع الأذان الموحد الذى تعده وزارة الأوقاف؟
أعلنت رفضى لهذا المشروع، خاصة أن قضية توحيد الأذان فشلت منذ عهد الدكتور محمود زقزوق، وهوجم هذا المطلب ثم نأتى ونعيده مرة أخرى، والرفض جاء لأمرين، أن الفكرة باءت بالفشل فى السابق، بالإضافة إلى ضرورة الاعتزاز بالمآذن وهى تصدح بالأذان، كل فى موقعه، وأتساءل عن أسباب اختزاله فى مكان واحد.

وأؤكد أن موضوع الأذان الموحد سينتهى الأمر به كما انتهت الخطبة المكتوبة، والتى استند وزير الأوقاف فى فكرتها إلى أن هناك بعض الدول العربية تعمل بها ولضبط الخطبة، لكن مصر لها خصوصية لا تتكرر فى دول أخرى، بالإضافة إلى أن طرح فكرة الأذان الموحد ليس فى محله أو وقته.

هل هذا الأذان الموحد يشعل الخلاف مرة أخرى بين الأزهر والأوقاف مثلما حدث فى الخطبة المكتوبة؟

أتمنى ألا يحدث ذلك، وتتم إزالة الخلاف بين المؤسستين العريقتين، وعدم تأجيج أى خلاف بينهما، خاصة أن الخلاف يأتى بآثار سلبية.

وماذا بشأن تصريحاتك السابق بشأن أن النقاب عادة يهودية؟
الإسلام لم يفرض النقاب، وجاء ذلك فى النص القرآنى فى سورة "النور" الآية 30 و31 "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن".. فكيف الله يطلب غض البصر ثم يطلب غطاء الوجه، ومع وضوح النص إلا أن هناك تناقضا فى الآراء لدى الناس.

كما أن النقاب شريعة يهودية فى العهد القديم، فإن ذلك الوصف وشرح تاريخ تلك العادة لا تمثل إساءة للنقاب بل توضيح أصل العادة وتجزرها بين بعض القائل العربية قبل الإسلام، خاصة عند الرجل بهدف الحفاظ على عرضه، والدليل على عدم وجوده فى الإسلام منعه فى الحج.

وبقيت العادة وحرص عليها الرجل، وأصبح النقاب به نوع من الريبة المحرمة فى الإسلام، فالنقاب لم يوجد فضيلة فى المجتمع وأنا جئت بحديثى عنه ورفعت تلك الفضيلة من المجتمع، ولكنه يعد فكرا أيدولوجيا تم إدخاله فى مصر من أجل هدف واحد وهو البيزنس.

هل تؤيدين أم ترفضين فكرة منع النقاب فى الجامعات؟
أتمنى ألا أراه فى مصر، ولكن لست من أحباء الاضطهاد، ويجب أن يكون عدم وجوده فى المجتمع مبنيا على اقتناع بأن النقاب ليس فى العقيدة، بالإضافة إلى ضرورة إدراك المرأة أن الجوهر هو الذى يعبر عن مظهرها وليس الاختفاء وراء النقاب.

كيف ترين قرار الدكتور جابر نصار بشأن إلغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية من جامعة القاهرة؟
الطالب داخل الحرم الجامعى لا يعنينا كونه مسيحيا أو مسلما أو لا دينى، أو إلى أى بلد ينتمى، لذلك فإننا ندرس العلم ويكون أمامنا طالب ينجح أو يفشل فى تلقى هذا العلم، ولذلك لم أر فى القرار عيبا.

ماذا بشأن حقوق الملل الأخرى فى مصر؟
كنت كعضو احتياطى عن المجلس القومى للمرأة فى لجنة المقومات الأساسية للدستور، وطرحت وضع بند أن اليهود والنصارى لهم مراجعهم التى يرجعون إليها، كما أن أصحاب الملل والنحل لهم أيضا مراجعهم، إلا أن هذا المقترح قوبل بهجوم ومعركة شرسة مع السلفيين.

وهذا المقترح كان يأتى فى إطار وجود 100 ألف بهائى فى مصر لابد من اعتبارهم مواطنين عاديين، وكان ردى عليهم أنه لو جاء كفار قريش وعاشوا فى مصر فلابد من وضع بند لهم فى الدستور، خاصة أن القانون يعد دستور حقوق وليس دستور ديانات.

ويعانى المجتمع من انعدام ثقافة الديانات، بالإضافة إلى عدم تدريسها فى المدارس والجامعات، وتدرس أطراف بسيطة عن العقيدة والفلسفة سواء فى كليات الآداب والأزهر، ويجب أن نرجع لصحيفة المدينة فى بندها الأول، والتى تعد أول دستور فى الإسلام تم إصداره فى المدينة المنورة، وقالت إن اليهود والنصارى والمشركين والكفار والمنافقين وجميع أهل المدينة من جميع الطوائف لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

وما حدث معى أثناء وضع الدستور تكرر مرة أخرى فى البرلمان برفض تعديل قانون ازدراء الأديان، وأنا ابتليت بناس فى البرلمان لا يسمعون أهل الاختصاص.

كان هناك مداخلة تليفزيونية تحدثتى من خلالها عن أنه لا مانع من مشاهدة الراقصات فى الأفلام؟
الرقص فن موجود فى المجتمع ومن لا يعجبه هذا الفن يغلق التلفاز، ولا أحد يمكنه فرض آرائه على شخص آخر، فإذا كان الإيمان بالله بمشيئة العبد يختار إما ان يؤمن أو يفكر، فالرقص سواء أكان فنانا طيبا أو هابطا لكل شخص الحرية فيما يشاهد، وللراقصة أيضا حرية الرقص من عدمه.

ما حكم الدين فى انتشار زواج ملك اليمن فى بعض المحافظات؟
أمر انتهى تماما وحرمه الإسلام، ومن تقبل بهذا الكلام فهى مجرمة فى حق نفسها، خاصة أنها شعائر انتهت منذ عهود قديمة، وليس لها سوى تعريف واحد وهو الزنا، وطلبت من مفتى الديار المصرية أن يخرج بفتوى مشددة بأن هذا زنا محرم.


كيف ترين فوضى فى الفتاوى الدينية من قبل القرضاوى وغيره من السلفيين؟
الفتاوى لها أصولها وضوابطها ولابد أن تصدر من أهل الاختصاص، فالفتاوى لا يقصد بها الفتونة، وليس كل من قرأ كتابا أو معلومة يجعل من نفسه مفتيا، ومن يتجرأ على الفتوى كمن يتجرأ على النار، والإنسان لو عرف ثقل الكلمة وتفعيلها لدى الناس لعاود التفكير ألف مرة بها.

وهذا بالإضافة إلى الابتلاء فى هذه المرحلة والممثل فى أن الناس أصبحت تستسهل الفتوى حتى إن كانوا أميين، وسبب فوضى الفتاوى أنها أصبحت ثقافة شائعة لدى الشعب المصرى، خاصة فى ظل تراجع دور الأزهر وصوته الذى بدأ يخفت فى هذه الآونة، وأنا أعاتب شيوخ الأزهر أنهم لم يملأوا الفراغ بالشكل الكافى بحيث يغلقوا هذه الفراغات والنوافذ على من يتجرأ أن يدخل إليها إلا أن صوت الأزهر أصبح خافتا.

وأصبحت الفتاوى تصدر نتيجة للهوى والشغف السياسي كما يفعل الشيخ القرضاوى ومن على شاكلته، إلا أن هذا النوع من الفتاوى يعد أمرهم وأردأهم لأنه يشيع نوعا من اليأس والأكاذيب بين الناس.

ما دور الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى خلال الفترة المقبلة؟
أصبحت جملة "تجديد الخطاب الدينى" غير محببة بالنسبة لى، والسبب فى ذلك أن تكرار الكلمة أفقدها الثقل لهذا المعنى، وخلال عملى كعميد للدرسات الإسلامية والعربية، طرحت هذه المشكلة، وسببها هو عدم القدرة على الاقتلاع من الجذور والمصادر الأصلية فى الدين وعدم الاغتراب عن مستجدات العصر، خاصة أن مسألة تجديد الخطاب ليست بالسهلة وفيها عمق شديد، وطريق شاق.

وتجديد الخطاب يأتى من خلال الأخذ بالقرآن الكريم والسنة النبوية وما يصلح منهما لقضايا العصر، خاصة أن هناك بعض الأحاديث التى كانت جزءا من قضايا عصرها، ومع تطور الزمن يجب أن نفهم أن هناك بعض الأحاديث لا تصلح لهذا الزمان، بل أصبحت موضعا لمشاكل وتفسخ العلاقات الإنسانية.

ومع التطور تم ابتكار المواثيق والقوانين والمؤسسات الدولية التى أصلحت كثيرا من العيوب التى عانى منها الإسلام فى بدايته، وأصبحت الهيئات الدولية بها كثيرا من ازاحة الكراهية، مثال ذلك أن الحروب الصلبية التى تركت شرخا عميقا بين الشرق والغرب، وأفسدت الإنسانية، إلا أنه ومع انتهاء تلك العصور نجد أفكارا وفتاوى جاء بها بعض السلفيين والدواعش، تفسيرا لأعمالهم الإرهابية التى يقومون بها ضد المصالح الإنسانية.

كما أن وجود الكراهية بين الديانات وبعضها لا توجد له أصول عقيدية فى الإسلام، بالإضافة إلى ضرورة التأكيد على أن الإسلام نشر الأخوة بين الناس ورسخ الأفكار الطيبة فى المجتمع ورسخ الابتعاد عن الفتاوى التى صدرت نتيجة حروب أو فترات كراهية مرت، ومن الضرورى مواجهة ما نعيشه فى هذه الآونة لأن بعض الفتاوى لا تقل خطورة عن الحروب الصليبية.

والبشرية حدثت بها رجعة للخلف، من خلال تأثير القوى العظمى وأطماعها والتى دفعت أمريكا لعمل ميثاق سايكس بيكو، بالإضافة إلى الفتن التى مزقت المنطقة العربية، وجعتلها تمر بمرحلة حزينة بعد أن تعافت البشرية خلال عدة عقود.

ما رأيك فى الزيارات الخارجية للرئيس السيسي.. وأيضا زيارات وفود البرلمان للدول الخارجية؟
أتمنى له التوفيق، خاصة أن هناك حملا كبيرا ملقى على عاتق الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبشأن زيارات البرلمان للخارج أرجو أن توظف بشكل جيد، وتأتى بثمارها، خاصة أن هناك وفدا سافر إلى لندن بشأن الرد على تقرير العموم البريطانى، والخاص بجماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن العالم الغربى هو من أسس فكرة الإخوان، كما أنه يعد شعبا مراوغا، ويسعى لاستغلال جميع السبل للضغط على مصر، خاصة أنها الوحيدة الصامدة فى المنطقة العربية.

ماذا بشأن تعقيب السفارات وبريطانيا على قانون الجمعيات الأهلية واعتباره خطوة للوراء؟
العالم الغربى ليسوا أوصياء على مصر، الرد عليهم بأن هذا الأمر ليس من اختصاصاتهم، ومصر تأخذ قرارها بنفسها دون تدخل من أحد، ولابد من شد أزر مصر بالردود القوية، خاصة أننا نتعامل بليونة تغرى بنا السفهاء.

هل هناك مشروعات بقوانين يمكن أن تتقدمى بها خلال الفترة المقبلة؟
لدى نفور من المرحلة الحالية فى البرلمان بعد رفض قانون الازدراء الذى سبق وتقدمت به.

كيف يسير ائتلاف دعم مصر تحت قبة البرلمان؟
أتمنى أن ينشط ويتحمل مسئولياته بشكل أقوى، كما أن أداءه يحتاج إلى نوع من النضج والوضوح، ليصبح جديرا بأن بثقة أهل مصر فيه، إلا أن خوفه من أن يقال عليه الحزب الوطنى الثانى جعله يعمل ألف حساب فى البرلمان.

كما بدأ انتمائى للائتلاف يخفت.

ما رأيك فى أداء البرلمان.. وما هى أبزر سلبياته؟
طريقة القيادة وغلبة الصوت العالى والعمل على أطروحات تلتف حولها مجموعة ويتم تمريرها أبرز سلبيات البرلمان، بالإضافة إلى عدم وجود قوة علم ينبنى عليها الرأى.

تقييمك لأداء الحكومة منذ بداية عمل البرلمان؟
لست سعيدة بأدائها ، ولابد أن تواجه مشاكل المجتمع بقوة وبذكاء وإبداع وتعمل على التنمية والتأهيل لتعطى الشعب ما ينتظره منها.