الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليس «الشعراوي» وحده !


ليس الشيخ «الشعراوي» وحده هو من تهّكم عليه المُتهّكمون، وهاجمه من ينتقصون العلم والثقافة، وليس «الشعراوي» وحده هو من وصفه الجاهلون بأنه مهد الطريق أمام التطرف الفكري، وتسبب في انتشاره داخل المجتمع، فهناك رموز أجلاء صنعوا التاريخ بأيديهم وتركوا فيه بصمات لا تزال تدرس في مناهج التعليم وتسير على نهجها الأمم لكنهم نالوا من الهجوم جانبا، وعلى رأسهم «نجيب محفوظ» الذي وصف أحد النواب أفلامه بأنها خادشة للحياء وبها عري، مطالبًا بمعاقبته.

وليس «الشعراوي» وحده هو من شكك في علمه من لا يفقهون عن وسطيته شيئًا، فهناك «الامام البخاري» الذي واجه هجومًا كثيرًا من رموز دينية وإعلامية كثيرة، الذين اعتبروا «صحيحه» بأنه لا يتفق مع العقل ويسىء للدين الإسلامى، دون مراعاة لا للآداب العامة ولا لمشاعر الملايين من المسلمين بل أصروا على استفزازهم دون خجل، كما أن الهجوم لم يترك الرؤساء فقد هاجم أحد الفنانين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واتهمه بحب النفس ووصفه بعدم حبه واهتمامه بالفن المصري في عهده.

لم أزعم أن مؤلفات أو مناهج أو علم أو أفكار الشخصيات الراحلة هي «قرآن» واجب اتباعه، ففي النهاية أصحابها هم بشر يخطئون ويصيبون كغيرهم من بني الإنسان وعلينا أن نحترم قدسية موتهم، فهم في دار الآخرة ونحن في الدار الدنيا، فالعلم واسع وعلى من يرى أن فكر هؤلاء لا يتفق مع فكرة أن يختار طريقه بنفسه، دون تجريح أو هجوم غير لائق يخرج كل مرة عن حدود الأدب.

الدولة أيضًا علي عاتقها مهمة كبيرة في هذا الأمر، تبدأ من إصدار قانون يجّرم سب الرموز الراحلة ويوقع أقصى عقوبة على مهاجميهم، كما عليها أن تسلط الضوء على تلك الشخصيات عبر وسائل الإعلام والكتب الدراسية بشكل أكبر، للتوعية بأفكارهم ومناهجهم وعلمهم حتى لا يقع الكثير من البسطاء تحت طائلة قانون الجهل الذي يحكم أصحاب العقول الخربة التي دائمًا تشكك في رموزنا وشخصياتنا التاريخية والدينية والتي لا تستحق منا كل ذلك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط