قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد بالسُنة النبوية الشريفة، أنه يُستحب رفع الصوت بالأذان ليصل إلى أقصى مدى ممكن، حيث يغفر الله تعالى للمؤذنين.
وأوضح «هاشم» خلال برنامج «قراءات في كُتب السُنة»، في شرح صحيح البخاري بكتاب الأذان، باب رفع الصوت بالنداء، أنه ورد قول لعمر بن عبد العزيز أن «أَذِّنْ أَذَانًا سَمْحًا وَإِلا فَاعْتَزِلْنَا»، ويعني بأذان سمح، أي أذان سهل ليس فيه نغم ولا تطريب ولا صوت صعب على الأذن، لأنه يرفع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
وتابع: ويُعلن المؤذن قبل أن يقف المصلون بين يدي رب العزة سبحانه وتعالى، أن الله أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم، فيا من انشغل قلبه بأمور قد تبعده عن هذا الموقف بجلاله، فالله أكبر من كل ما يشغل قلب الإنسان، فهو يُعلن كبرياء الله تعالى وعظمته، لذا يأمر من يُعلن الأذان أن يرفع صوته بقول الله أكبر ويشهد شهادة التوحيد لله وشهادة الرسالة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأضاف: ويدعو الناس إلى الإقبال على الصلاة والفلاح والسعادة، بصوت سمحح ليس قاسيًا ولا متشددًا، ولنأت على الحديث الذي أورده البخاري في هذا الباب، وفي أوله يقول حدثنا عبد الله بن يوسف عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري، ثم المازني، عن أبيه، أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، منوهًا بأن أبو سعيد قال: سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ونوه بأن هناك حديثاً آخر رواه أبو داوود والنسائي: «المؤذن يُغفر له مد صوته ويشهد له كل رطب ويابس»، وحديث آخر لابن خزيمة: «لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة»، وفي رواية أخرى يشهد بلفظ المضارع، فإذا شهد له البعيد الذي وصل إليه صوته فالقريب من باب أولى.
وأفاد بأن الحكمة من الشهادة -شهادة المخلوقات للمؤذن-، اشتهار المشهود له أي المؤذن، بالفضل وعلو الدرجة، مشيرًا إلى أنه يستنبط من الحديث استحباب رفع الصوت بالآذان، وثبوت مغفرة الله تعالى للمؤذنين، وأن الإنس والجن والحيوان والجمادات تسمع صوت المؤذن، ويندب الأذان للمنفرد طمعا في مغفرة الله عز وجل، وفي الحديث دلالة بأن بعض الخلق يشهد لبعض الخلق.