أكد الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا، أن الله تعالى فرض الصلاة على الأنبياء والرسل -صلى الله عليهم وسلم- وإن اختلفت من أُمة إلى لأخرى في العدد والكيفية والشروط والهيئات.
واستدل «عبد الجليل» خلال تقديمه «المسلمون يتساءلون»، على وجود الصلاة في زمن سيدنا زكريا -عليه السلام-، بقول الله تعالى: «فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ» سورة آل عمران الآية 39، وقوله تعالى: «يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ» سورة آل عمران الآية 43.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، أنه يتبين من الآيتين السابقتين، أن صلاة كلٍّ زكريا ومريم -عليهما السلام- كان فيها «قيام» بدليل قوله تعالى: «وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي»، وأيضًا سجودٌ وركوعٌ كما ورد في قوله تعالى: «وَاسْجُدِي وَارْكَعِي».
وأشار إلى أن للعلماء قولين في تقديم السجود على الركوع في في قوله تعالى: «وَاسْجُدِي وَارْكَعِي»، الأول: أن هيئة الصلاة في زمن السيدة مريم -عليها السلام- كان السجود سابقًا للركوع، والثاني: أن الله تعالى قدم السجود على الركوع في الذكر لكي يناسب خاتمة الآية لتكون بحرف النون «الرَّاكِعِينَ».
وألمح إلى أن للعلماء فائدين أيضًا في «وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ»، الأول: أن صلاة الجماعة كانت مشروعة في هذا الزمن بدليل «مَعَ» الواردة في الآية حيث تفيد المعية، فيكون المعنى: «صلي يا مريم في جماعة مع الناس الذين يصلون»، والثاني: أن «مَعَ» معنوية فيكون المقصود «أي أنك يا مريم لست الوحيدة في هذا العالم الذي يسجد ويركع لله ولكنْ هناك أناس آخرون يؤمنون بالله ويقيمون الصلاة».