- صناعة الخزف والفخار من الصناعات المتوارثة بالواحات
- مهنة الفخار تواجه الاندثار بسبب الحداثة والتكنولوجيا
- تحظى باهتمام الوفود السياحية
- مطالبات بتفعيل المعارض لتسويق المنتجات
تشتهر واحات الوادي الجديد بصناعة الفخار والخزف منذ القدم، وتعد من أهم الحرف قديما، ومن أهم الصناعات اليدوية التى ورثها أبناء المجتمع الواحاتي من أجدادهم، ولكن التطور الحضاري الذي جاء بالتكنولوجيا والتقدم العلمي جار على تلك الحرفة وسلبها حق الاستمرار لتواجه شبح الاندثار مع صناع قضوا أعمارهم في تخليدها متجاوزين كل الصعوبات التي لم تنجح في إسدال الستار على هذا التراث التاريخي لأهل الواحات.
وقال الشيخ عبد الله زيدان، الذي قضي عمره في صناعة الفخار، إن صناعة الفخار تعد من الموروثات الواحاتية التي يخلها أهالي الواحات حتى الآن؛ لأنه باستخدام أدوات بسيط وعجينة من الطين يمكن تشكيلها وتحويلها لأشياء لها قيمة، فمن الطين الممزوج بالماء وعبر الأفران تصنع الأواني الفخارية للطهي وللزينة كما تصنع المزهريات والتماثيل التي تحاول أن تبقى على قيد الحياة ليفتخر بها أهالي الواحات على مر الزمن، وكانت تلك المنتجات والأواني الفخارية لا غنى عنها داخل كل منزل واحاتي.
وأضاف "زيدان" أن الصناعة تعتمد بشكل أساسي على الطين ومن أفضل أنواعه الأسمر والأحمر والأبيض الموجود بالمحافظة، لافتًا إلى أن صناعة الفخار تمر بثلاث مراحل، تبدأ عندما يأتي بالطفلة ويتم وضعها في الماء وتجميده، وبعدها يتم تشكيله ليعرض لأشعة الشمس استعدادًا لعملية الحرق والتماسك بالأفران لتتم زخرفتها بعد ذلك سواء بالنقش أو الصب في قوالب.
فيما قال محمد عبد الله، إن صناعة الفخار تصارع من أجل البقاء، بسبب الحداثة والتطور التكنولوجي الكبير الذي تشهده الحياة في هذه الآونة، وعدم اهتمام المسئولين بالصناعات اليدوية، إلى جانب ضعف العائد المادي، في مقابل ارتفاع أسعار المواد الخام.
وأوضح أن صناعة الفخار من الحرف اليدوية التقليدية التي اهتم بها أبناء المنطقة منذ القدم، وكانت المحافظة معزولة عن العالم ولم تصل إليها الصناعات المعدنية حتى وقت قريب، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الخام وقلة العائد المادي أدى إلى عزوف الكثير عن هذه الصناعة، في ظل إهمال الدولة لتلك الصناعة وسط هذا التطور التكنولوجي الضخم.
وقال أدهم حسون، مسئول بجمعية أصدقاء السائح بالوادي الجديد، إن صناعة الفخار تعتبر صناعة تقليدية وتراثية ويجب ألا يتجاهلها المسئولون، لأنها تحظى باهتمام العديد من الوفود الأجانب من مختلف الجنسيات عند رؤيتهم لتلك المنتجات أثناء زيارتهم للمحافظة.
وناشد محمد منصور أحد المهتمين بالتراث الواحاتي، المسئولين بالمحافظة، ومديرية الشئون الاجتماعية، ضرورة تنمية تلك الصناعات وتطويرها، وفتح باب التسويق من خلال المعارض داخل المحافظة وخارجها، حتى لا تنقرض تلك الصناعات، والتي تمثل تراث أهل الواحات.