حمدي رزق يقدم نصيحة عاجلة إلى عبد المحسن سلامة ويحيى قلاش

وجه الكاتب الصحفي«حمدي رزق» رسالة إلى عبد المحسن سلامة ويحيى قلاش المتنافسان على منصب نقيب الصحفيين فى الانتخابات الجمعة المقبلة، وقال « تمنيت على الصديقين يحيى قلاش وعبدالمحسن سلامة أن يسعيا (وبقية المرشحين) فى انتخابات نقابة الصحفيين لإصدار بيان مشترك، يستنكران فيه الحرب القذرة التى يشنها محسوبون على الصحفيين، بغية حرب أهلية وقودها الصحفيون وحجارة المبنى العريق، وأتمنى عليهما تحريره عاجلًا قبل موقعة الجمعة».
وأشار حمدي رزق فى مقاله بـ «المصري اليوم» تحت عنوان «حرب البسوس فى نقابة الصحفيين!» أنه يسجل أسفه أنها من أسوأ المعارك الانتخابية التي مرت بالنقابة على تاريخها الطويل، بعد أن تمكن من الجماعة الصحفية فيروس الانقسام، وتجذّرت القبلية السياسية .. وإلي نص المقال :
حرب البسوس فى نقابة الصحفيين!
تمنيت على الصديقين يحيى قلاش وعبدالمحسن سلامة أن يسعيا (وبقية المرشحين) فى انتخابات نقابة الصحفيين لإصدار بيان مشترك، يستنكران فيه الحرب القذرة التى يشنها محسوبون على الصحفيين، بغية حرب أهلية وقودها الصحفيون وحجارة المبنى العريق، وأتمنى عليهما تحريره عاجلًا قبل موقعة الجمعة.
ولأنى أعلم صعوبة صدور بيان مشترك متفق على كلماته وحروفه فى ظل الاحتراب الحادث بين الفريقين، فإن صدر سيكون سابقة نقابية معتبرة تسد أبواب الرياح السوداء التى تهب عاصفة كرياح الخماسين تعمى العيون عن رؤية مصلحتها الحقيقية فى نقابة موحدة لا تقبل القسمة على اثنين، ولطالما بقيت موحدة برغم الريح، وبرغم الجو الماطر والإعصار، النقابة ستبقى يا ولدى.
أسجل آسفًا أنها من أسوأ المعارك الانتخابية التى مرت بالنقابة على تاريخها الطويل، تمكن من الجماعة الصحفية فيروس الانقسام، وتجذّرت القبلية السياسية، لن أتحدث عن القبلية الجهوية، وهذا صعيدى وهذا شرقاوى، وهى قبائل صحفية معتبرة تعبر عن نفسها الآن فى الانتخابات على مقاعد العضوية، الحمد لله المرشحان الرئيسيان منوفى (قلاش) وقليوبى (سلامة) ما يخرجهما من «حسبة الجهوية» التى تلقى بظلالها على انتخابات العضوية.
معركة فيها استحلال مفرط للسمعة وتلفيق بشع، ولدد فى الخصومة وتكسير عظم، واتهامات أقلها الأمنية والفلولية والإخوانية والسلفية ورابعة وخامسة، وابتعاد بمسافة عن روح المنافسة البرامجية الشريفة، أرى وأسمع ما لم تره عينى طوال ربع قرن أو يزيد من المعارك الصحفية التى كانت مثالًا ونموذجًا لانتخابات «صاحبة الجلالة» التى تتسم بالنزاهة والشفافية.
من حق المرشحَيْن أن يسعيا جادين إلى نيل ثقة الجمعية العمومية، ولكن ليس من حق حملاتهما أو المحسوبين عليهما ظلمًا وعدوانًا أو طمعًا فى القرب أو ما تحمله الأيام القريبة، ونحن على وش تعيينات فى هيئات ومواقع صحفية خلت بانقضاء المدة، ليس من حق هؤلاء المارقين أن يستحلوا سمعة صاحبة الجلالة على هذا النحو الذى يُسقط ما تبقى من هيبة المهنة فى الأوساط السياسية والمجتمعية، التى تتابع عن كثب ما يتترى فيه قادة الرأى فى وحل الاحتراب.
أطالع يوميًا شتائم وسخائم تترى على ألسنة قلة تخلت عن لياقتها المهنية، وتدخل بالنقابة نفقًا مظلمًا، ليست «حرب البسوس» بين تغلب وبنى شيبان، ولكنها انتخابات نقابية، ستنتهى مساء الجمعة القادم، وسيخرج المتنافسون أصدقاء، لماذا نسف الجسور هكذا، لماذا تقطيع الهدوم وتمزيق ثياب المهنة على أرضية سياسية لا محل لها من الإعراب فى معركة نقابية مهنية بامتياز؟
الخاسر يقينًا هو النقابة، وهى المهنة التى أكلت أعمارنا، والخاسرون هم الصحفيون، حتى الفائزون منهم، ومخلفات هذه المعركة أخشى أن تؤثر على قادم الأيام فى النقابة، ولا يلومن الصحفيون إلا أنفسهم، هانوا على أنفسهم فهانوا، ولا سبيل إلا أن يعود الشعار مجسدًا على سلم النقابة.. «عاشت نقابة الصحفيين.. عاشت وحدة الصحفيين»، هكذا نهتف بعد نهاية كل معركة، والفائز يرفع يد الخاسر عاليًا.
يقينًا ليس فيها مغنم، وليس لى فيها مآرب أخرى، والبيان المقترح من سطرين: «يشجب المرشحون جميعًا الخروج بمعركة انتخابات التجديد النصفى عن روح المنافسة الشريفة، وليتحد الصحفيون حول الشعار الخالد: تحيا نقابة الصحفيين.. عاشت وحدة الصحفيين».. اللهم بلغت وليشهد الصحفيون.