الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المقدم شريف محمد عمر.. طلب الشهادة فنالها على أرض الأنبياء.. رفض العودة من سيناء إلا بعد تطهيرها من الإرهاب.. ووالدته تروي اللحظات الأخيرة في حياته

صدى البلد

  • بطولات الشهيد..
  • نجح في تعطيل 19 عبوة ناسفة أثناء خدمته في سيناء
  • رفض أن يطلق النار على سيدتين كانتا تراقب المداهمة التي كان فيها
  • والدته: «الشهيد قال لي لن أترك سيناء إلا وأنا ملفوف بعلم مصر»

دفتر الشهادة يفتح صفحاته، ليضم بين جنباته أحد خيرة شباب الوطن، وهو المقدم مقاتل، الشهيد شريف محمد عمر، فالشهيد ابن محافظة الإسكندرية، وهو نجل الكابتن محمد عمر، نجم نادي الاتحاد السكندري، وقد اغتالت يد الغدر والإرهاب الشهيد في سيناء، رفض اﻷب التحدث عن ابنه، حاول أن يظهر متماسكا، ذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع نجله وقرة عينه فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف، ودعا باكيا: «إن العين تدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك لمحزونون».

قصة استشهاد البطل تثبت أن أرض سيناء الطاهرة، مروية بدماء اﻷبطال من كل المحافظات، وهذا دليل حي لكل من يروج أن الجنود والعساكر هم فقط من يذهبون إلي سيناء، ولا يذهب الضباط، فرد عليهم الشهيد ونال الشهادة.

البطل قدم نموذجا على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، ولا يوجد فارق بينهم، فالقائد والضابط والصف والجندي، كتفا بكتف، يقومون بحماية تراب الوطن، مدافعين عن سلامته وترابه، ينالون الشهادة سويا.

البطل الشهيد متزوج، وله ابنتان 4 و5 سنوات،وكان الشهيد من الضباط المتميزين،حيث قضى ست سنوات من خدمته مدرسا فى كلية الضباط الاحتياط، قبل أن ينتقل إلى رفح لمدة عام، وقد أطلق اسم الشهيد على مدرسة الرمل الإعدادية بنات.

إخطاره بالمأمورية
عندما تم تحديد المهمة قال له قائده المباشر: «المكان ده ما يبقاش بعيد عليك يا شريف، فرد الشهيد: مفيش حاجة بعيدة يا افندم»، بهذه الكلمات أتم الشهيد البطل المقاتل شريف محمد عمر آخر كلامه قبل أن يذهب للمداهمة التي أوكلت إليه.

كان طلب الشهيد بإلحاح بأن يذهب لتلك المأمورية، حيث كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات في سيناء، دخل وقدمه تطأ الأرض، فخرجت تطأ السماء، ونال الشهادة وأصبح في مرتبة بين الأنبياء والصديقين والشهداء.

واقعة استشهاده
أثناء تحرك الشهيد ومعه قوة في طريقها لإحدى المداهمات في رفح، رأى المقدم الشهيد سيدتين على الطريق، وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههما، وذلك نتيجة نقل بعض «ضعاف النفوس» تحركات عناصر الأمن للعناصر الإرهابية والتكفيرية، لكن البطل الشهيد رفض، وقال للجندي: «من امتي جيش مصر بيقتل نساء»، لكن هاتين السيدتين كانتا سبب استشهاده وفقا لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك وهما من أبلغ بدخوله المنزل الذي انفجر فور عبوره بوابته.

وفور وصوله إلي المنزل الذي سيقوم بمداهمته، انفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حي، فقام البطل المقاتل «محمد الجارحي» بالدفاع عن الشهيد ومنع اختراق طلقات العناصر الإرهابية لجسد الشهيد، وقام بالتعامل مع العناصر المسلحة، كما قام البطل مقاتل «عمر عابد» بالتعامل مع العناصر التكفيرية والمسلحة التي ظهرت خلف منزل المداهمة وقتل عدد منهم.

واستشهد البطل في 16 مارس 2016 صباحا، نتيجة اختراق شظية من تفجير العبوة الناسفة بالمنزل الذي داهمه، لتستقر في قلبه، ونال الشهادة.

أم الشهيد تتحدث عن البطل
تحدثت أم الشهيد، السيدة «إيمان غريب»، بكلمات من القلب، حيث قال: «شريف ابنى بطل، وشرفنا كلنا، حيث إنه قام بدخول بيت مُلغم علي مسئوليته الشخصية، ليحمي بلده وأهله، لكنه استشهد نتيجة انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة.

وتابعت: « كان آخر كلام بيني وبين الشهيد، أنه هاتفها ليلة استشهاده وقال لها أنه سيصبح شهيدا، فاستجاب الله له، وأصبحت أنا أم الشهيد المقدم شريف محمد عمر، الذي دافع عن أرضه ووطنه وأهله».

وعن آخر دعوة قالتها اﻷم للبطل الشهيد، قبل سفره: «كلمنى ودعوت له وقلت له يا رب أشوفك فى أعلى العليين وفى السماء العلى، ولم أكن أعلم أن الله سيتقبل الدعوة، فأصبح عريس الجنة».

وكشفت أم الشهيد، عن أن البطل نجح في تعطيل 19 عبوة ناسفة، أثناء وجوده في سيناء، مُكملة حديثها: «كنت كل ما أسأله حتتنقل امتى من سيناء، كان يرد بأنه لن ينزل من سينا إلا وأنا ملفوف بعلم مصر».

رسالة أم البطل للشهيد
ووجهت أم الشهيد رسالة للبطل قالت فيها: «افتديت البلد بعمرك،لأنك قائد بطل، وتعشق تراب مصر، فهنيئا لك الجنه، والشهادة مكافأة ليك ولينا من ربنا ، فأنت حاليا في الفردوس الأعلي بإذن الله حتى نلقاك قريبا».