- مجدى الحسينى لـ"صدى البلد" :
- عمر خورشيد سبب تعارفي بالعندليب
- حليم كان يعشق فنه ويبدّيه عن مرضه
- لو كان حليم بيننا لكان أوقف تيار الإسفاف الغنائي
كانت آلة الأورج سببا فى تعارف العازف مجدى الحسينى والمطرب عبد الحليم حافظ، فاستطاع الحسيني من خلال هذه الآلة الموسيقية أن يغير من معالم الموسيقى التى كانت تعتمد على بعض الآلات الموسيقية التى اندثرت، ليستغله العندليب فى تطوير موسيقاه وألحانه وإبداعاته الفنية.
مجدى الحسينى يكشف لـ"صدى البلد" تفاصيل اللقاء الأول الذى جمع بينه وبين العندليب ...
فى البداية يقول الفنان مجدى الحسينى : اليوم تحل الذكرى الأربعون لرحيل الفنان عبد الحليم حافظ والذى عشت معه الكثير من الذكريات والنوادر والصعوبات وسعدت كثيرا بتكريمى بسبب هذه المناسبة عن طريق دار الأوبرا التى احتفلت منذ ايام بالذكرى الأربعين للعندليب، فأرى أن العمل مع العندليب وعمالقة الزمن الجميل هو أكبر تكريم للفنان، وأتصور أن تكريم وزارة الثقافة ودار الأوبرا يعيد لأذهان الجمهور الفن الجميل، ويجدد نشاط المبدعين الذين أثروا الحياة الفنية بإبداعاتهم.
يقول مجدى الحسينى : أثناء عملى فى فرقة "البلاك كوتس" التقيت بصديقى عازف الجيتار الفنان عمر خورشيد، الذى أخبرنى أن عبدالحليم يجرى بروفات على أغانى فيلم "أبى فوق الشجرة"، ويفكر فى الاستعانة بآلة الأورج فى إحدى أغنياته، وأنه يريد أن يرانى، فذهبت معه إلى العندليب، وعزفت أمامه، وكان يستمع باهتمام وتركيز، ومنذ ذلك اليوم صارت بيننا صداقة كبيرة، وأصبح حليم شغوفًا بالأورج فى معظم أغانيه، وبدلا من استخدامها فى أغنية "أحضان الحبايب" فقط، دخلت أيضا فى العديد من الأغنيات، ومنها "الهوى هوايا" و "جانا الهوى" و"أعز الناس حبايبنا" والتى تم استبعادها بعد ذلك من احداث الفيلم نظرا لعدم وجود مكان لها، فالعندليب كان دائما يحب التغيير والتنوع وتطوير الموسيقى التى يقدمها فى أعماله، لذلك تربع على عرش النجومية حتى آخر أيامه.
يضيف الحسينى قائلا : بعدها سافرت مع عبدالحليم إلى باريس، لإجراء بعض الفحوص الطبية له، وكان معنا الموسيقار بليغ حمدى والشاعر محمد حمزة والمصور فاروق إبراهيم، وقبل عودتنا بيومين رأيت "آله الأورج" أكثر تطورا كان اسمها "السانتيزر" فى أحد محلات "الشانزلزيه"، وكان بإمكان هذا الأورج إصدار صوت معظم الآلات الموسيقية، وأخبرت عبدالحليم الذى تحمس لشرائه، حتى أنه قام باسترداد ثمن ساعة يد، واشترى الآلة الموسيكية الحديثة أثناء الرحلة، فكان مولعا بشراء الأشياء الثمينة، ويؤكد ذلك على أن العندليب كان لديه رغبة كبيرة فى تطوير نوعية الموسيقى التى يقدمها، حتى أنه كان أكثر مطرب يدفع بسخاء للعازفين، وزاد عدد الفرقة الماسية من 47 إلى أكثر من 100 عازف، فالعندليب طاقة فنية هائلة تتحرك على قدمين، ولاأزال أراه على هذه الصورة حتى اليوم.
وبسؤاله عن ما يقدم من موسيقى فى العصر الحالى، وما إذا كان العندليب لا يزال متواجدنا ليشهد على هذا العصر وحالة التدنى التى طرأت على الموسيقى فهل من الممكن أن يستمر أم لا، سؤال يجيب عليه مجدى الحسينى قائلا : بالتأكيد كان العندليب الأسمر يستمر ويكتسح ويناهض هذه النوعية من الموسيقى التى أفسدت الذوق العام، وأتصور أنه كان يظل متربعا على عرش النجومية، فالعندليب يحرص على تطوير موسيقاه، ولكن فى النفس الوقت يهتم بالجودة، وهذا ما يميزه عن غيره من المطربين.
ويشير مجدى الحسينى الى أن هناك الكثير من الأعمال الفنية التى جمعتنى بالعندليب عبد الحليم حافظ، ولكن تظل أغنية "نبتدى منين الحكاية" أكثر الأغانى التى أحبها وأعتز بها، وهناك أيضا أغنية "مداح القمر" وغيرها من الأغانى التى تحمل ذكرى جميلة مع العندليب ولكن تظل أغنية "نبتدى منين الحكاية" الأقرب الى وجدانى كونها من أكثر الأغانى التى استخدمت فيها آلة الأورج بالإضافة الى بعض الآلات الغربية الأخرى.
أما رأيه فى العندليب على المستوى الشخصى فيقول مجدى الحسينى : عرفت حليم عن قرب، فهو من الشخصيات التى تتمتع بقدر كبيرة على التحمل حتى وأن كان يتألم، ويشعر من حوله أنه فى أفضل حالاته الصحية، فكان دائما يهتم بعمله أولا وأسرته وعائلته أيضا كان لها جانب من حياته، وكان يمتاز أيضا بالكرم والسخاء، فكانت أمواله كلها تذهب فى تطوير موسيقاه وشراء الآلات الموسيقية الحديثة، فالعندليب رحل عن عالمنا ولم يمتلك فيلا أو قصرا كما نسمع الآن، رغم أنه كان أعلى أجر فى ذاك الوقت، حتى قطعة الأرض التى قام بشرائها لم يستثمرها أو يستفيد بها على المستوى الشخصى حتى رحل وقامت الورثة ببيعها، فضلا عن أن مرضه كان يصرف عليه بسخاء، وهو أمر نال منه كثيرا خاصة فى أكثر خمسة عشر عاما من حياته، وبرغم من ذلك أيضا عبد الحليم كان دائما يجرى وراء الخير ويرفض أن يعلم أحد شيئا عنه أو يعلم أى شخص قريبا منه عن هذا الشيء.