إهناسيا.. عاصمة الماضي.. ومنسية الحاضر
على الرغم من أن مدينة إهناسيا ببني سويف كانت عاصمة مصر في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة لمدة تقارب قرنين من الزمان ( 2242 – 2452 ق.م)، وعرفت باسم أهنيس، ومنه اشتقت التسمية الحالية إهناسيا، وتنتمي إليها أسرة الفرعون شيشنق، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين، وبها منطقة أثرية تبلغ مساحتها حوالى 3900 فدان وهى تحتوى على العديد من بقايا المعابد التي عثر بها على مجموعة كبيرة من الآثار أهمها تمثالان من الكوارتز لرمسيس الثاني، وقد كانت مزارًا مهمًا للسياح لمشاهدة الآثار، إلا أنها وقعت ضحية الإهمال والسرقة.قرى بلا مرافق
تفتقر العديد من قرى مركز إهناسيا كغيرها من قرى الجمهورية عامة وبني سويف خاصة إلى العديد من المرافق، منها ما تم حل إشكالياته، ومنها ما هو معلق ولم يتم حله حتى الآن أو في طريقه للحل.
نزاع بين محافظتين على تبعية القرى
"صدى البلد" انتقل إلى قرى مركز ومدينة إهناسيا، وكانت المشكلة الرئيسية والأهم والتي تمثل عقبة أمام المسئولين بمن فيهم محافظ الأقليم وأعضاء مجلس الشعب والأهالي، هي النزاع القائم بين محافظتي الفيوم وبني سويف، فعقب ترسيم الحدود بين محافظات الجمهورية فوجئ أهالي بني سويف، بأن المدن الصحراوية الجديدة محاطة بحزام أخضر مساحته 5 كيلو مترات، مع العلم بأن المسافة بين خورشيد وطما التابعتين لمركز إهناسيا ببني سويف وبين ومدينة الفيوم الجديدة 2 كيلومتر، ومن هنا نشب النزاع بين محافظتي بني سويف والفيوم من ناحية، وهيئة المجتمعات العمرانية من ناحية أخرى، وعلى أثر ذلك حرر جهاز مدينة الفيوم محاضر مخالفات لأهالي طما وخورشيد التابعتين لمركز إهناسيا.
وبدأت المشكلة في منتصف فبراير 2016، باجتماع المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، ومحافظ الفيوم حينذاك، مع رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ولم يسفر الاجتماع عن أي حلول حول منطقة النزاع التي تبلغ 1100 فدان، منها 500 فدان عليها تعاملات فعلية.
4 آلاف نسمة حائرين بين الفيوم وبني سويف
وأصبح أكثر من 4 آلاف نسمة حائرين بين ما يمتلكونه من قسائم تسديد مبالغ لأملاك بنى سويف، وعدادات كهرباء ومياه تسدد فواتيرها لبنى سويف، وبين جهاز مدينة الفيوم الجديدة الذى حرر لهم محاضر بحجة البناء بدون ترخيص على أراضٍ أملاك الدولة التابعة لمحافظة الفيوم.
ماذا قدم نواب الدائرة؟
وقال اللواء محمد كساب، عضو مجلس النواب عن دائرة إهناسيا المدينة، إن من أهم المشاكل أن جهاز التعمير بالفيوم على أراضٍ ببني سويف، وتم ضم بعض الأراضي وإزالتها على الرغم من زراعتها من الأهالي، وأشار إلى أنه تقدم بعدة طلبات للحل والحصول على أراض بديلة للأراضي المنتزعة من الفلاحين.
وشكا رزق عوض من أهالي قرية خورشيد من انقطاع المياه وعدم وجود مدارس بالقرية وعدم وجود وحدة صحية، ما يهدد الأهالي بالموت.
أزمة الطريق الدائري "النويرة - ننا"
أما المشكلة الثانية في دائرة مركز إهناسيا، فتتمثل في عدم استكمال الطريق الدائري الجديد النويرة - ننا حتى قرية منشأة عبد الصمد، والذي افتتحه المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، بطول 3 كيلو و200 متر، بتكلفة 4 ملايين جنيه من الخطة الاستثمارية، والذي يسهم في نقل حركة النقل الثقيل خارج مدينة إهناسيا، ويمثل نموذجًا جديدًا في تصميم الطرق المحلية، حيث تم تطويره وتأهيله وزيادة عرضه ليصل إلى 8 أمتار وتقسيمه لحارات ويخدم مدينة إهناسيا بالكامل، حيث يبدأ من قرية النويرة على طريق هيئة الطرق حتى قرية ننا ومن المخطط امتداده لمسافة 400 مترً وصولا لطريق وش الباب.
نائب إهناسيا: نحاول بناء مدرسة على أرض فضاء منذ 50 عاما
من ناحيته، قال علي بدر، عضو مجلس النواب بإهناسيا: "يتبقى جزء من الطريق الدائري وهو مساحة 500 متر، وتم الحصول على موافقة المحافظ باستكمال باقي الطريق الدائري الذي تم افتتاحه وتكون المساحة بالكامل 3500 متر، والذي ينقل مركز إهناسيا المدينة نقلة كبيرة في التنمية والإصلاح".
وأضاف النائب: "من أهم المشاكل التي تواجهنا في إهناسيا هي الموافقة على بناء مدرسة على أرض مهجورة منذ خمسين سنة بقرية منشأة عبد الصمد، وبعد زيارة المحافظ أصدر أوامره بسرعة تكليف التخطيط العمراني من أجل التخطيط والاستفادة من هذه الأرض، وأمر بسرعة توجيه هذه الأرض الفضاء غير المستغلة بإقامة منشآت حيوية تخدم أهالي القرية وإقامة المدرسة عليها".
700 فدان مهددة بالبوار.. وقرى تعوم على مياه "الصرف الصحي"
أما في قرية زكي فاضل، فيقول شعبان حسن: "توجد ترعة الجزائرية، التي تخدم أكثر من 700 فدان ولا توجد بها مياه، وتهدد تلك المساحات بالبوار وتهدد الفلاحين بالإفلاس وزيادة الديون"، وطالب المسئولين بتوفير المياه اللازمة بالترعة رحمة بالزرع ورحمة بالفلاحين.
وفي قرية طما فيوم، يقول عبد التواب أحمد: "تعوم منازل القرية على بحيرة من مياه الصرف الصحي المختلط بالمياه الجوفية ومياه الشرب، وتقدمنا بشكاوى للمسئولين ولكن دون جدوى".
وحدة صحية بلا أطباء
وفي قرية قاي والتي توجد بها وحدة محلية ومجلس قروي للبلدة، يقول الشيخ يحيى قرني أحمد، إمام وخطيب مسجد الأمين بالقرية، إنه توجد بالقرية وحدة صحية على أحدث مستوى من المباني والأجهزة الطبية الحديثة، لكن تفتقر إلى وجود الخدمة الطبية نفسها.
وتساءل: "ما الداعي لوجودها إذن؟"، وأضاف: "كما أن الطريق المؤدي للقرية يحتاج إلي رصف فهو غير ممهد ولا توجد به إنارة، خاصة الطريق الخارجي بني سويف الفيوم الزراعي".
وتساءل: "ما الداعي لوجودها إذن؟"، وأضاف: "كما أن الطريق المؤدي للقرية يحتاج إلي رصف فهو غير ممهد ولا توجد به إنارة، خاصة الطريق الخارجي بني سويف الفيوم الزراعي".