قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أم القنابل .. ضربة لداعش أم لطالبان


قامت أمريكا بقصف غير اعتيادى لما يسمى داعش في إقليم خُراسان بافغانستان، بأم القنابل أختارت واشنطن ان توجه الرسالة لأطراف متعددة، وكما ارادت واشنطن، تعزيز الصورة الذهنية عن ترامب، على أنه رجل متهور وغير قابل للتوقع، لكن السؤال الحقيقي .. هل قررت أمريكا ان تضرب قنابلها عشوائيًا؟

قبل القصف بأم القنابل بثلاثة أيام، قامت أمريكا بعملية للكوماندوز بمعاونة من الجيش الافغاني، بقتل 18 عنصرًا من طالبان في شرق أفغانستان، وهنا السؤال المتوقع، لماذا قامت أمريكا بضرب هدفين في المعادلة الأفغانية، كل منهما يحارب الآخر؟، في اقل من أسبوعين؟.

الإجابة المثالية .. أن أمريكا تحارب الإرهاب، لكن الإجابة الجيواستراتيجية تفتح أمامنا سيناريو واضح المعالم، أولًا إن واشنطن تعتبر أن التقارب الروسي والإيراني من طالبان، بمثابة تهديد مباشر للناتو في أفغانستان، ولذلك فإن واشنطن تتجه لعملية إعادة هيكلة لحركة طالبان، ويظهر ذلك في عمليات الاستهداف المنظم لقادة طالبان، إذ أن هدفها الرئيسي هو تفريغ هرم القيادة داخل التنظيم.

هذا يفسر لماذا قتلت طائرة بدون طيار أمريكية الملا اختر منصور زعيم طالبان في منطقة بلوشستان في باكستان .. الرجل كان قادمًا من ايران وليس غريبًا أن يكون الرجل معتادًا على الذهاب الى ايران ... فالعلاقات بين طهران وطالبان تطورت حتى وصلت الى حد التعاون والتنسيق الكامل.

من جهه أخرى فإن التقارب الروسي مع طالبان، عبر عنه زامير كابولوف روسيا الخاص إلى أفغانستان، الذى قال إن مصلحة «طالبان» تتزامن «مع مصالحنا في محاربة (داعش)»، القلق الروسي كان نتيجة المخاوف من هروب الداعشيين الروس الذى يقدر عددهم ب 5000 عنصر، ليستقروا في إقليم خُراسان على الحدود الإيرانية، ومنها يمكنهم الانتقال شمالًا الى روسيا.

كانت داعش في خراسان، هي أحد أسباب تماسك طالبان الداخلي، فاختارت أمريكا أن تضرب داعش بعنف، تمهيدًا لاضعافها نسبيًا، تمهيدًا لإكمال عملية الانقسام الطالباني، الذى سيتبعه انقسام في تماسك قوى البشتون التي تمثل الحاضنة لطالبان والأغلبية المسيطرة على مواقع الحكم في أفغانستان، فحامد كرزاى كان من البشتون، وكذلك أشرف غانى رئيس أفغانستان الحالي.

أرادت واشنطن بذلك أن تحول التقارب الروسي مع طالبان، الى مستنقع كبير، من الانقسامات مع انقسام طالبان بابعادها العرقية البشتونية، ومع انقسام طالبان سيتحول المشهد الى صراعات قبلية ليس داخل البشتون، وانما السعي الى تمكين الأقليات الأخرى وابرزها اقلية البلوش للعب دور في ضوء انقسام طالبان، والدور البلوشي له علاقة بالامتداد الجغرافى لها في عمق باكستان وايران.

قال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون أن عملية أم القنابل هو خطوة تكتيكة محضه، وفعليًا هي عملية تكتيكة في ضوء استراتيجية أمريكًا داخل افعانستان، إذ ان وزن القنبلة ومداها التدميرى سيكون ظاهرًا أمام البشتونيين وغيرهم، لكن السؤال المستقبلي، أين سيذهب الدواعش الآن ؟