وزير الأوقاف يوضح صحة صلاة من ماتوا قبل تحويل القبلة

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،إن موقف المسلمين الذين ماتوا قبل تحويل القبلة، وكانت صلاتهم إلى بيت المقدس، قد حدده الله تعالى في كتابه الكريم، في الآية 143 من سورة البقرة.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما موقف من ماتوا قبل تحويل القبلة ؟، وماذا عن صلاتهم إلى بيت المقدس؟»، أن الله سبحانه وتعالى قد حدد موقف المسلمين الذين ماتوا قبل تحويل القبلة في قوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ » الآية 143 من سورة البقرة، تأكيدًا على أهمية الصلاة ومنزلتها ومكانتها في الإسلام ارتبط أمرها باثنين من أهم الأحداث الفارقة في تاريخ الإسلام الإسراء والمعراج ، حيث تم فرضها من فوق سبع سماوات، وتحويل القبلة بما تضمنه من دروس وعبر .
وأضاف أن التحول في القبلة ليس مجرد تحول مكاني فحسب، إنما هو دلالة على حسن الاتباع، والتحول الذي نريده هو كل ما يغير حياتنا إلى الأفضل، من البطالة والكسل إلى مزيد من العمل والإنتاج، ومن أي مظاهر للتشدد والغلو إلى السماحة واليسر، ومن الجمود والتقليد إلى التأمل والتفكير، ومن الهدم إلى البناء والتعمير، والعلم والتقدم والرقي .
وتابع: فإذا أردنا أن يحول الله -عز وجل- أحوالنا إلى الأفضل والأصلح في كل مجالات الحياة فعلينا أن نغير من أنفسنا بحسن التوكل على الله -عز وجل- واللجوء إليه، وأن نعْمَل ونكِدّ آخذين بأقصى الأسباب، لأن الله -عز وجل- يقول: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» ، وهذا هو التحول الذي يتطلبه واقعنا المعاصر .
وأشار إلى أن فيها بيان خيرية أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وشهادتها على سائر الأمم وهذه الشهادة تتطلب أن تكون أهلًا لهذه الشهادة ، فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : «هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ . فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ : مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ. فَيَقُولُ: مَنْ شُهُودُكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ»، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا» ، فأمة اختارها الله للشهادة على سائر الأمم يجب أن تأخذ بما يستوجب هذه الأهلية وأن تكون بحق صاحبة رسالة رحمة وسلام للعالمين.