الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجوع الكافر


الإحساس بالشبع لا يكون بامتلاء البطون بما لذ وطاب من الطعام، قد تأكل وتشرب حتى تشعر بالامتلاء دون الإحساس بالشبع.. فالشبع هو إحساس روحي يأتي من الثقة بالمولى عز وجل والإيمان بالقدر وبما ورد في سائر الكتب السماوية من تعاليم.

وتظهر مظاهر الجوع في تصرفات الإنسان فِي المواقف المختلفة، قد تقف أمام الخير وتمنعه بكل قوة وأنت ممتلئ بخليط من الأحاسيس، أحاسيس جوع وتعطش للانفرادية في أمر ما، فإذا كنت يومًا ذا شأن وأنت مريض بداء الجوع تظهر أعراض المرض في تصرفاتك المختلفة مع سائر البشر دون أن تشعر وفِي غفلة منك، فاحذر الجوع الذي يدعو إلى الكفر بما جاء في الأديان السماوية من تسامح وعطاء وبر.

إذا كنت يومًا لديك القدرة على إسعاد الآخرين أو مساندتهم في شأن من شئون الحياة، فلا تبخل على غيرك وتُظْهِر مظاهر الجوع الذي تحمله روحك، فالمولى عز وجل أمرنا جميعًا أن نُمَثِل كيانا واحدا يحمل الرحمة والتسامح والخلق الحميد، أمرنا أن نتولى الخلافة على أرضه لنحق الحق ونبطل الباطل ونساعد المكروبين من خلقه على تحمل الصعاب وتحمل أعباء الحياة.

لا تدع نفسك الأمارة بالسوء تخدعك، فالطريق إلى دار الحق طريق طويل محفوفٌ بالفتن، فلا تكتب على نفسك الشقاء، واستعد للطريق، ارحم وتراحم وكن كريمًا مع الآخرين ولا تقف في وجه فكر أو عمل أو نجاح، فتمرض روحك بالجوع، وتكفر بما أنزل الله في كتبه وأديانه. تذكر أن الميزان عظيم والوقوف عليه له رهبة كبيرة لن تشعر بها إلا عندما تجد نفسك خارج هذه الأرض، تلهث في طريق الآخرة تنتظر الرحمة وأنت في قمة الجوع والعطش والرعب، فيأخذ كل مظلوم منك حقه وتبقى ذليلًا منتظر الرحمة.

جوع الروح نهايته مظلمة فلا تتركها تأخذك إلى طريق الظلام، حيث النهاية المؤلمة. حب لأخيك ما تحبه لنفسك تمتلئ روحك بالشبع.. ويطمئن قلبك.. وتجد الرحمات تنصب من فوقك من حيث لا تدري ولا تحتسب.. فقط اشبع روحك بالإيمان وبذكر المولى عز وجل وبالتسامح والعطاء، واترك الغرور جانبًا حتى تنال رضا المولى عز وجل وتعود آمنًا مطمئنًا إلى أرض المعاد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط