قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سلملي عالناتو وعلى جوزك يا «دويتونيه» بيك


لفت نظري والملايين حول العالم وقوف "رجل" خلف زوجة أردوغان المرتدية الحجاب في الصورة الجماعية لزوجات زعماء حلف الناتو التي التقطت يوم الخميس 25 مايو الجاري، والتي كما قلت جمعت زوجات زعماء حلف شمال الأطلسي على هامش انعقاد القمة الأخيرة للحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي حضرها دونالد ترامب ووقفت في الصورة زوجته ميلانيا مرتدية الرداء الأسود كالذي ارتدته خلال زيارة الفاتيكان ولكن بدون غطاء الرأس، المهم في الصورة التي تغني عن ألف كلمة كما جاء في المثل الصيني، وقوف الرجل وسط نساء زعماء حلف الناتو بكل ثقة.

في الـ 25 من مايو الجاري، وعلى هامش انعقاد القمة، التفت زوجات زعماء الحلف حول الملكة "ماتيلدا"، زوجة عاهل بلجيكا، لالتقاط صورة جماعية، إلا أن وكالات إعلام تناقلت صورة أظهرت رجلا يقف بين زوجات الزعماء، لتثير هذه الصورة تساؤلات كثيرة حول سبب ظهور هذا الرجل فيها، وتبين فيما بعد أن الرجل الظاهر في الصورة هو مثلي الجنس، يدعى جوتييه دويتونيه، ووقف إلى جانب زوجات الزعماء بصفته "شريكا جنسيا" لرئيس وزراء لوكسمبورغ، كزافييه بيتل.

والقصة وما فيها أن برلمان لوكسمبورج وافق، في يونيو 2014، على قانون يسمح بزواج المثليين، إضافة إلى حق التبني، وكان رئيس وزراء لوكسمبورج غزافييه بيتيل أول من يقتحم تجربة زواج المثليين بارتباطه في بلدية عاصمة لوكسمبورج بالمهندس المعماري البلجيكي غوتييه ديتونيه، ويصبح بالتالي أول رئيس حكومة في الاتحاد الأوروبي يُقدِم على هذه التجربة، ويصبح بالتالي أول رئيس حكومة في الاتحاد الأوروبي يُقدِم على هذه التجربة.

وزواج المثليين يا سادة أصبح عاديا جدا جدا في أوروبا مع بدايات عام 2014 وأهالي القارة العجوز أوروبا سعداء جدا وهو ما عبر عنه رئيس وزراء لوكسمبورج عقب زواجه بالأخ دوينيه وقال نصا: "أتمنى أن يكون كلُّ واحد منكم سعيدا مثلما أنا سعيد.. شكرا لأهل لوكسمبورج".

وكان برلمان لوكسومبورج أجاز زواج المثليين قبل 3 أعوام رغم معارضة شرائح واسعة من المواطنين.. وتأييد البعض، حيث يرون أن هذا الحدث سيساهم في تطوُّر الذهنيات محليا وأنه قد يكون هذا الأمر بداية تحوُّل في المستقبل بفضل الذين يملكون شجاعة مثل هذا النوع من الزواج، وهناك تيار معارض يرى أن هذا الأمر سيبقى دائما مزعجا لبعض الناس، لكن لكل واحد منا الحق في التمسك بآرائه، وعلى كل ما يجري أمر سعيد.. وهو أمر يدخل في إطار الحريات في أوروبا.. وبدأت التجربة على ما يبدو بعد نجاحها في الانتشار في باقي دول أوروبا القارة العجوز بعد أن تم إقراره في 18 دولة أوروبية حتى الآن.

وهو ما يثير المخاوف حول مستقل أوروبا القارة العجوز التي تعاني من زيادة عدد العواجيز والمسنين فيها بشكل كبير جدا ونقص وتراجع في عدد المواليد بسبب عزوف الشباب عن الزواج، وكمان ظاهرة زواج المثلييين التي جدت عليها، فهل يكون ذلك من أسباب انهيار القارة العجوز، ربما، إلا أن هناك مخاوف بالفعل من انهيارها في ظل عاصفة المتغيرات العالمية التي تعصف بالإقليم والعالم يبدو أن أوروبا لن تكون بعيدةً عن هذه العاصفة. فالخوف المتزايد من تفكك الاتحاد الأوروبي، يطغى على تصريحات المسئولين السياسيين البارزين في الدول الأوروبية.

وهو الأمر الذي أشار له رئيس الاتحاد بتوقعه انهياره، مطالبًا بالعمل على المحافظة عليه. فكيف يمكن تصوير الحال الذي تعيشه أوروبا اليوم والذي يؤثر سلبًا على الوحدة بين دول القارة العجوز؟ وسبق وصرح مارتن شولتز، رئيس البرلمان الأوروبي، بأن بعض القوى تتآمر وترغب في تفكيك وانهيار الاتحاد الأوروبي (وأبرزها البريكسيت أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتداعياته السلبية على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا نفسها)، وقال رئيس الاتحاد الأوروبي: "لا أحد يمكنه القول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيستمر على شكله الحالي في غضون عشرة أعوام. إذا كنا نريد ذلك فعلينا الكفاح بقوة من أجله". ولم يحدّد شولتز طبيعة الخطر الذي يهدد الاتحاد، رغم تركيز جزء كبير من المقابلة على أزمة المهاجرين التي اختبرت وحدة وتسامح أوروبا خلال العام. وقال المسئول الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي لن يبقى بلا بديل، وثمة خيارات أبرزها أن تنتشر في أوروبا القومية وتشكّل الحدود والجدران مجددًا.

وأضاف أن هذه ستكون كارثة، ذلك أن أوروبا من هذا القبيل عرّضت قارتنا في الماضي لكوارث مرات كثيرة. تجدر الإشارة إلى أن ثمة خلافات داخل الاتحاد الأوروبي بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي بذلت جهودًا حثيثة من أجل توزيع اللاجئين السوريين بالأخص على الدول الأوروبية والدول الشيوعية السابقة في أوروبا الشرقية التي تعارض مخططات الاتحاد بشأن توزيع اللاجئين عليها . وتقع تأشيرة الشنجن الأوروبية تحت التهديد، بسبب إقدام بعض دول الاتحاد على إعادة فرض إجراءات مراقبة الحدود من جديد.

ولا يمكن اعتبار تصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي، كلامًا عابرًا، كما أنه ليس بجديد، والمخاوف من انهيار الاتحاد الأوروبي لها مبرراتها وكثيرة وأخطرها ما يتعلق بأمن الحدود بخلاف التغيرات الديموجرافية التي طرأت وأبرزها المهاجرين واللاجئين وتراجع معدلات المواليد وزيادة عدد المثليين بشكل كبير، وفي النهاية ربنا يستر.. وسلملي على جوزك يا إسماعيل بيه.