EN 
لم تكن مطالبة القيادة السياسية للإعلام بصفة رئيسية بمواجهة الجهات العاملة على إفشال الدولة صادرة ألا لثقتها بعظم الأمرين.فمن يسعون لإحباط المصريين وبث روح اليأس والانهزامية بينهم بالأغبياء بل هم إدارات وأشخاص وهيئات تعرف ماذا تفعل وكيف ومتى ولمن وبمن .. فهم يعلمون بمشاكل المجتمع التى بالطبع لن تحل بين عشية وضحاها، وهم أيضا مدركون أن الأمية فى بلادنا والفقر تخطا حاجز نصف السكان ونصف النسب المئوية المتعامل بها، وهذه الفئة أيضا لم تنس أن نصف المجتمع شباب أى قوة مفرطة ولكنها محاصرة بمشاكل جمة أهمها البطالة وعليه فهم يكرسون جهودهم على سلخ هذه الفئة من مجتمعها وتحويلها إلى فئة ناقمة بدلا من كونها ناهضة منمية.
اتفقنا إذن على معرفة الذى يسعون إليه ونعتقد أنهم يحققون نجاحا وإن لم يكن كليا إلا أنهم استطاعوا استقطاب البعض، ولكن بعدما علمنا بنواياهم ومساعيهم ما الذى صنعته الدولة فى المقابل لقطع أحبال مساعيهم السلبية على المجتمع؟ الإجابة "لا شيء" باستثناء مطالبة أعلى الجهات السيادية فى البلاد للإعلام ورجاله بمواجهة خطط ما أسماه بإفشال الدولة. ولم يقل لنا ماذا فعلت الدولة وهل قامت بكل أدوارها ولم يتبق إلا الدور الإعلامى الذى سيكون ممثلاً فى مقالات وبرامج تتحدث عن قوى الشر وخفافيش الظلام وعظمة القيادة وقدرتها وفساد القوى الظلامية وغيرها من مسميات لن يستوعبها المواطن البسيط الذى يتأثر بالفعل وليس بالقول، وأيضا ما سوف يقوم بها إعلام الدولة لن يرضى أصحاب الفكر الذين كان من باب أولى استدعاءهم للقيام بواجبهم فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر.
وأضف إلى هذا وذاك الأهم وهو مواجهة الفاسدين وسن قوانين وتنفيذها لمحاربة الجشعين والآكلين قوت الغلابة من هذا الشعب المغلوب على أمره. وأيضا يجب على الدولة وساساتها أن يكونوا قدوة وأن تنفذ وتطبق عليهم قوانين التقشف وأن يبدأ بهم الرئيس ويقوم بتجريدهم من رفاهية مفرطة ممثلة فى حرس خاص وعربات دفع رباعى ومستشارين وحياة مدفوع ثمنها من دم فقراء الوطن الحزين، لأنه للأسف تسن قوانين وتنفذ فقط على الشريحة المقهورة فى الأساس أما الآخرون فهم إن لم يجدوا "عيش" فتوجد لديهم المخبوزات الفرنسية الفخيمة.
إفشال الدولة لم يأت من عناصر خارجية كما تريد الدولة أن تقنعنا فهذه العناصر جزء من كل ولكن إفشال الدولة من الهرم وحصدت نتائجه القاعدة ، في إفشالها من بذخ مبالغ فيه يعيشه الوزراء والنواب والمسئولين خلق حقدا وإحباطا وقهرا لدى من يكمل طعامه نوما ويعيش نهاره صوما ويقضى حياته لهثا ، افشال الدولة ايها القائمون عليها جاء من رشوة ومحسوبية وفساد منظم جعلتم له ادارة متوارثة تدرس فى عبقرية تطبيقها الممتدة من الانفتاح وحتى الان ولامد يعلمه الله .
إفشال الدولة لن تواجهه خطط إعلامية فيها من هو يعمل على التقرب من الدولة وقادتها بأى طريقة كانت.إفشال الدولة ليست جملة تطلق من القائمين ويتلقفها العاملين ليرددوها حتى يرضوا القائمين بلا هدف ولا رؤى ولا تخطيط. إفشال الدولة هو حصاد فقر وجهل ومرض وقهر موروث من سنين ،افشال الدولة ياسادة ياكرام هو دود المش وليس حصيلة أعداء خارجيين.
