قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«اليرموك» أهم المعارك في تاريخ العالم.. أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب.. 36 ألف مقاتل مقابل 240 ألفا من جيوش الروم.. والانتصار تحقق فى 6 أيام


  • معركة اليرموك أهم المعارك في تاريخ العالم
  • بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب
  • جيش المسلمين 36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم 240 ألف مقاتل
  • أعاد خالد تنظيم الجيش فجعل ربعه من الخيالة 10 آلاف فارس
  • دامت المعركة ستة أيام رد فيها المسلمون هجمات الروم
  • كانت خسائر الروم بالأعداد أكبر من خسائر جيش المسلمين


حدث فى مثل هذا اليوم، معركة اليرموك، والتى تعتبر من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام. المعركة حدثت بعد وفاة الرسول عام 632 بأربع سنوات.

معركة اليرموك، وقعت عام 15 هـ (636) بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية)، ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام.

قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم، وتولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح، كانت قوات جيش المسلمين تعدّ 36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 240 ألف مقاتل.

اكتشف المسلمون استعدادات هرقل عن طريق الأسرى الرومان، ما أطرق الإنذار من احتمالية أن يمسكوا في قوات منفصلة والتي من الممكن هزيمتها. دعا خالد بن الوليد إلى مجلس الحرب، حيث نصح أبو عبيدة بن الجراح لسحب القوات من فلسطين ومن شمال ووسط سوريا ومن ثم توحيد جميع جيوش المسلمين في مكان واحد، أمر أبو عبيدة بتجميع الجنود في السهل الواسع قرب جابيا، حيث التحكم بالمساحة يجعل هجمات الخيالة ممكنة وأيضًا يمهد لوصول التعزيزات من الخليفة أبو بكر الصديق، وهكذا فإن قوة موحدة قوية ممكن أن تجابه في الميدان الجيوش البيزنطية. تميز الموقع أيضًا من قربه من مركز قوة الدولة الإسلامية في الحجاز في حال حدث الانسحاب.

وصدرت تعليمات من الخليفة بإعادة الجزية التي دفعت إلى أصحابها. على أي حال، بالتجمع في منطقة جابيا. كان المسلمون عرضة لهجوم قوات الغساسنة حلفاء البيزنطيين. وبالتخييم في المنطقة كان أيضًا أمرًا خطيرًا لأن قوة بيزنطية قوية كانت لا تزال موجودة في قاسارية والتي من الممكن أن تهاجم المسلمين من الخلف بينما هم منشغلين مع البيزنطيين من الامام. وبناءً على نصيحة خالد ابن الوليد، انسحبت قوات المسلمين إلى الدارة ودير أيوب، مستغلين الهوة بين حلق اليرموك وسهل جراء البركاني، وبنوا خطًا من الخيام في الجزء الشرقي من سهل اليرموك. كانت هذه نقطة دفاع قوية وهذه المناورات جرت المسلمين والبيزنطيين إلى مواجهة حاسمة، الأمر الذي أراد الأخير تجنبه. خلال هذه المناورات الإستراتيجية لم تكن هناك مواجهات ماعدا مناوشة صغيرة بين فرقة صفوة الخيالة الخفيفة لخالد وطليعة الجيش البيزنطي.

أعاد خالد تنظيم الجيش بعد توليه لقيادة الجيش، فجعل ربع جيش المسلمين من الخيالة، وكانوا حوالي 10 آلاف فارس، وقسم الجيش إلى 36-40 (كردوسا) أي كتيبة من المشاة (كردوسا) وزعت على أربعة ألوية مشاة وكان قادة الأرباع (أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص). وعلى الميمنة معاذ بن جبل، وعلى الميسرة نفاثة بن أسامة الكناني، وعلى الرجالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعلى الخيالة خالد بن الوليد.

دامت المعركة ستة أيام، كان المسلمون فيها يردون هجمات الروم في كل يوم، حيث كان خالد بن الوليد يستخدم "سرية الخيالة المتحركة السريعة" التي يقودها بنفسه ليتحرك بسرعة خاطفة من مكان إلى آخر حيث يكون جيش المسلمين في تراجع تحت ضغط الروم، ويعود كل من الجانبين في نهاية النهار إلى صفوفه الأولية قبل القتال أو إلى معسكراته.

وجرى الأمر كذلك خلال الأربعة أيام الأولى كانت فيها خسائر الروم بالأعداد أكبر من خسائر جيش المسلمين، وفي اليوم الخامس لم يحدث الشيء الكثير بعد رفض خالد "هدنة ثلاثة أيام" التي عرضها الروم بقوله المشهور لرسول الروم "نحن مستعجلون لإنهاء عملنا هذا".

وفي اليوم السادس تحولت إستراتيجية خالد من الدفاع إلى الهجوم، وتمكن بعبقريته الفذة من شن الهجوم المجازف على الروم واستخدام الأسلوب العسكري الفريد من نوعه آنذاك وهو الاستفادة الصحيحة من إمكانيات "سرية الفرسان سريعة التنقل" ليحول الهزيمة الموشكة للمسلمين إلى نصر مؤزر لهم.

فتح بعدها خالد بن الوليد مدينة دمشق ويقال إن سكانها رحبوا به. وعندما وصلت أخبار الهزيمة المأساوية إلى هرقل في مدينة أنطاكية، أصبح محطمًا غائظا وألقى باللوم على السيئ من أفعاله كزواج ابنة أخته مارتينا الذي أجبرها عليه سببًا لخسارته. ولو امتلك هرقل الموارد اللازمة ربما لقام بمحاولة أخرى لاستعادة فتح المحافظات التي خسرها.

ولكنه لم يعد بعد يملك الرجال ولا المال الكافي ليدافع عن مناطقه. وبدلًا عن ذلك قام بالانسحاب إلى كاتدرائية أنطاكية طالبًا الشفاعة. وقام باستدعاء مستشاريه في الكاتدرائية للتمعن في أسباب الهزيمة، حيث اُعلم بالإجماع بأن الخسارة هي قرار من الرب ونتيجة لذنوب الشعب، وهو من ضمنهم، وقد قبل بهذا التفسير. وبعدها نُقل هرقل على متن سفينة إلى القسطنطينية ليلًا، وقيل بأنه ألقى توديعةً أخيرةً إلى الشام عندما أبحرت سفينته، حيث قال: "الوداع، وداعًا أخيرًا يا سوريا، يا محافظتي الجميلة، أنت درة العدو الكافر الآن، فالتنعمي بالسلام يا سوريا، أي أرضٍ جميلة ستكونين لهم" هجر هرقل سوريا آخذًا معه الأثر المقدس - الصليب الحقيقي True Cross -، مع آثار أخرى من اجل الحفاظ عليها من العرب الغزاة، والتي كانت محفوظة جميعها في مدينة القدس. حيث نقلها بارثيا Parthia القدس سرًا عبر البحر".

وقيل بأن الإمبراطور كان يخشى البحر، لذا بنوا له جسرًا عائمًا عبر بحر البسفور للوصول إلى القسطنطينية. وبعد أن تخلى عن الشام، بدء بتجميع ما تبقى له من قوات من أجل الدفاع عن الأناضول ومصر بدلًا عنها. ولم يبذل المسلمون جهودًا تذكر لاحتلال الأناضول، إلا أنها ظلت تخضع لغارات سنوية، ما أدى إلى تدمير النشاطات الاقتصادية الاجتماعية لمنطقة شرق الأناضول. وسقطت أرمينية البيزنطية على يد المسلمين سنة 638-39 والتي قام بعدها هرقل ببناء منطقة صدّ في وسط الأناضول بعد أن أمر بإجلاء جميع الحصون الواقعة شرق مدينة طرطوس. وأخيرًا وفي سنة 639-642 قام المسلمون بغزو وفتح مصر البيزنطية، بقيادة عمرو بن العاص – قائد الجناح الأيمن لجيش المسلمين في معركة اليرموك.

كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم (أقوى جيوش العالم يومئذ) هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده، وقد أدرك هرقل الذي كان في حمص حجم الكارثة التي حلت به وبدولته، فغادر سوريا نهائيا وقلبه ينفطر حزنا، وقد ترتب على هذا النصر العظيم أن استقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعا، ثم واصلوا مسيرة الفتح إلى الشمال الأفريقي.