قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فتاوى .. «بطيخ»


لا أجد مبررًا لعزوف رموز ومشايخ الدين عن سياق الالتزام بثوابت الدين سوى أنها حيل شيطانية جديدة، استحدثها أصحابها حبًا في الشهرة والظهور، كان آخرها سلسلة الفتاوى التي أطلقها الشيخ «عثمان بطيخ» مفتى الجمهورية التونسية، والذي أجاز فيها زواج المسلمة بغير المسلم، وطالب بمساواة الرجل والمرأة في الميراث، نافيًا كافة الأصول والقواعد التي جاءت في قاموس الدين الإسلامي وغير معترف بثوابته.

فتاوى «بطيخ» يراها الكثير أنها لا تعبر سوى عن نفسه، وأنها لا تتناسب مع السياسات التي من المفترض أن تسير على نهجها «دار الإفتاء» المُتربع على عرشها، وذلك بشهادة الآلاف الذين خرجوا إلى ميادين تونس رافضين هذه الدعوات، ومعهم ملايين المسلمين حول العالم ممن طالبوا «بطيخ» بالالتزام بثوابت الدين، وعدم العزوف عنها من أجل شهرة زائفة أو إرضاءً لفئة بعينها والتي خرجت هي أيضًا إلى الميادين لتؤيد هذه الدعوات.

ثوابت الدين واضحة وصريحة منذ أن نزل الإسلام على وجه البسيطة وتتنافى مع الدعوات التي أطلقها «بطيخ»، كما أن عدم الالتزام بقواعد الدين أمر لا يتفق مع الدستور والقانون، لأن مخالفتها تقع تحت طائلة قانون «ازدراء الأديان» الذي تنص مواده على تجريم الإساءة للدين أو تحريف ثوابته، وتعاقب على دعوات السب والقذف التي يطلقها المغرضون من راغبي إشعال الفتن الطائفية بين فئات المجتمعات.

دعوات «بطيخ» وأمثاله الكثير لم تكن الأولى، وأظن أنها ليست الأخيرة، طالما هناك إعلام يروج لها باستفحال، ولا يسلط ضوءه - في توقيت مثل هذه الدعوات - على تثقيف مشاهديه بثوابت الدين، أو يلتزم بتناول الفتاوى من منابرها الرسمية أو مؤسساتها الدينية، دون وضع بصمته - غير المهنية - في كل تصريح يخرج على ألسنة مشايخ ورموز الدين.

الابتعاد عن التحريف ومحاولات التغيير في ثوابت الدين أمر واجب لا يحتمل النقاش، وكما قالوا "الدين لله والوطن للجميع"، فالاستحداث في الفتاوى أمر وارد، طالما لم يقترب من الثوابت الأساسية للدين، لكنه شائك جدًا، كما أن التعامل معه لا بد وأن يكون بحذر شديد، فمستجدات الأمور الحياتية تحتاج إلى هذا الاستحداث كما أن طبائع الشعوب مختلفة فيما بينها.